الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
ثالثا، طرق المساعدات الخارجية
المواد العادية
تشير المساعدات في مجال المواد العادية إلى أن تقدم الصين مواد الإنتاج والمعيشة والمنتجات التكنولوجية أو التجهيزات الفردية للدول المتلقية، حسب احتياجاتها وعلى أساس المساعدات المالية، كما تقدم الخدمات التكنولوجية المُلحقة اللازمة. بدأت الصين المساعدات الخارجية بتقديم المواد العادية. في خمسينات وستينات القرن الـ20، قدمت الصين كمية ضخمة من مواد الإنتاج والمعيشة للعديد من الدول الآسيوية والإفريقية، لدعمها في تحقيق الاستقلال الوطني وتنمية الاقتصاد الوطني، مع أن المواد داخل الصين كانت شحيحة. إضافة إلى مواد المساعدات الخارجية من نوع واحد، قدمت الصين التجهيزات والمواد الملحقة المتنوعة من أجل بناء المشروعات الكاملة. ظلت الصين تقدم أفضل منتجاتها نوعية للدول الأجنبية، منها التجهيزات الميكانيكية وتجهيزات العلاج الطبي وتجهيزات الفحص والقياس وأدوات المواصلات والنقل والأدوات الكتابية والأغذية والأدوية وغيرها. ولبّت هذه المواد الاحتياجات المُلحة في مجالات الإنتاج والمعيشة في الدول المُتلقية، وساهمت بعض التجهيزات، مثل تجهيزات فحص الطائرات المدنية والقاطرات والحاويات، في رفع قدرات الدول المتلقية، بمجالات التجهيز والتنمية الصناعية.
التعاون التكنولوجي
يشير التعاون التكنولوجي إلى أن ترسل الصين الخبراء لتقديم الإرشادات التكنولوجية لإنتاج وإدارة وصيانة المشروعات الكاملة التي يتم بناؤها، وتدريب الإداريين والفنيين المحليين في الدول المتلقية؛ ومساعدة الدول النامية في مجالات الزراعة والتربية الزراعية والإنتاج التجريبي لتطوير الإنتاج، وتعليم فنون الزراعة والحرف اليدوية التقليدية الصينية؛ ومساعدة الدول النامية على إنجاز برامج الاستطلاع والتنقيب والتخطيط والدراسة والاستشارة المحترفة. التعاون التكنولوجي هو طريقة تعاونية هامة تساعد الصين من خلالها الدول المتلقية على رفع وتعزيز إمكانيات التنمية المستقلة. يغطي التعاون التكنولوجي مجالات عديدة، منها الإنتاج والإدارة الصناعية، والزراعة والتربية الزراعية، وإنتاج النسيج والتطريز وغيرهما من الحرف اليدوية، والثقافة والتربية والتعليم، والتدريبات الرياضية، والعلاج الطبي والصحة، وتطوير سبل الاستفادة من غاز الميثان والطاقة الهيدروليكية الصغيرة وغيرهما من الطاقات النظيفة، والاستطلاع الجيولوجي العام والتنقيب، والتخطيط الاقتصادي، وما إلى ذلك. تتراوح مدة برامج التعاون التكنولوجي الصينية بين سنة وسنتين من حيث الأساس، ويمكن تمديدها حسب طلبات الدول المعنية بالتعاون.
التعاون في تطوير الموارد البشرية
يشير التعاون في تطوير الموارد البشرية إلى أن تقيم الصين مشروعات بشتى الأساليب، مثل متابعة الدراسة وتعزيز المؤهلات الدراسية والدرجات العلمية وتدريب الفنون المهنية للموظفين الحكوميين من الدول النامية وبرامج تبادل الأشخاص الأخرى، عبر القنوات الثنائية والمتعددة الأطراف. بدأت الصين تنفيذ برامج التعاون في تطوير الموارد البشرية اعتبارا من عام 1953. وفي الفترة بين خمسينات وسبعينات القرن الـ20، استقبلت الصين عددا هائلا من المتدربين من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وفيتنام وألبانيا وكوبا ومصر وغيرها، ليدرسوا ويتعلموا في قطاعات الزراعة والتشجير والري والصناعة الخفيفة والغزل والنسيج والمواصلات والصحة وغيرها من أكثر من 20 قطاعا. منذ عام 1981، أقامت الصين في داخلها دورات تدريبية لفنون وتقنيات العمل في مجالات عديدة للدول النامية، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ومنذ عام 1998، بدأت حكومة الصين تقيم دورات متابعة الدراسة للموظفين الحكوميين، بحيث ازداد عدد الدوائر المشاركة في إقامة الدورات التدريبية وتوسعت مجالات التدريب وزاد حجم الدورات التدريبية بسرعة. حتى نهاية عام 2009، أقامت الصين في داخلها أكثر من 4000 دورة تدريبية بأنواعها المختلفة للدول النامية، ودرّبت 120 ألف فرد/ مرة، منهم المتدربون والإداريون والفنيون والموظفون الحكوميون. تشمل مضامين الدورات التدريبية الاقتصاد والدبلوماسية والزراعة والعلاج الطبي والصحة وحماية البيئة وغيرها من أكثر من 20 مجالا. حاليا، يتلقى حوالي 10 آلاف فرد من الدول النامية تدريبات في الصين كل سنة. إضافة إلى ذلك، درّبت الصين عددا هائلا من الإداريين والفنيين المحليين من الدول المتلقية، عبر أسلوب التعاون التكنولوجي وغيره من الأساليب.
الفرق الطبية للمساعدات الخارجية
المقصود بالفرق الطبية للمساعدات الخارجية هي فرق العاملين في الطب التي ترسلها الصين إلى الدول المعنية بالمساعدات، لتقديم الخدمات الطبية في أماكن محددة أو التجول في الدول المتلقية لمساعدات الخدمات الطبية، حيث تقدم الصين بعض التجهيزات الطبية والأدوية بلا مقابل. في عام 1963، أرسلت الصين فرقتها الطبية الأولى للمساعدات الخارجية إلى الجزائر. وحتى اليوم، أُرسِلت الفرقُ الطبية إلى 69 دولة بآسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي وأوقيانوسيا. تعمل الفرق الطبية الصينية للمساعدات الخارجية من حيث الأساس في المناطق المتخلفة اقتصاديا وطبيا بالدول المتلقية، وتواجه ظروفا صعبة جدا. لقد عالج أعضاء هذه الفرق الطبية عددا هائلا من المصابين بالأمراض العامة والأمراض المتكررة الحدوث، كما عالجوا العديد من الحالات المستعصية والخطيرة وأنقذوا الكثير من المرضى المشرفين على الموت، من خلال الوخز بالإبر والتشييح والتدليك وأساليب التشخيص والعلاج التي تجمع بين الطب التقليدي الصيني والطب الغربي. بالإضافة إلى ذلك، يقوم أعضاءُ الفرق الطبية بتعليم الفنون الطبية للعاملين المحليين، مما يدفع ارتفاع المستوى المحلي في العلاج الطبي والصحة. يبذل أعضاء الفرق الطبية أقصى جهودهم في خدمة شعوب الدول المعنية بالمساعدات، عبر الفنون الطبية الممتازة والأخلاق وأساليب العمل الرائعة والشعور القوي بالمسؤوليات والمهمات، الأمر الذي يحيطهم باحترام وثناء حكومات وشعوب الدول المتلقية للمساعدات. حتى نهاية عام 2009، أرسلت الصين أكثر من 21 ألفا من أعضاء الفرق الطبية للمساعدات الخارجية، وشخّص وعالج الأطباء الصينيون 260 مليون مريض/ مرة في الدول المتلقية. في عام 2009، قدم 1324 عضوا من 60 فرقة طبية صينية للمساعدات الخارجية، الخدمات الطبية لـ130 هيئة طبية بـ57 دولة نامية.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |