الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
أولا، الوضع الأمني
في الوقت الراهن، يشهد الوضع الدولي تغيرات عميقة ومعقدة وجديدة، حيث تصير العولمة الاقتصادية والتعددية القطبية العالمية والمعلوماتية الاجتماعية مسار التقدم الذي لا يتراجع، ويبيت السلام والتنمية والتعاون تيار العصر الذي لا يقاوم، بيد أن التنافس والتناقض في الاستراتيجية الدولية أيضا يتطوران، وتبرز التحديات العالمية يوما بعد يوم، وتتضح خصائص تعدد وتعقد وتغير التهديد الأمني بشكل متزايد. يحافظ العالم على الوضع الأساسي المتمثل في السلام والاستقرار الشاملين. وقد حقق المجتمع الدولي نجاحا أوليا في مواجهة الأزمة المالية العالمية، حيث بذلت دول العالم جهودا كبيرة لتعديل استراتيجياتها وأساليبها للتنمية، وعملت على تهيئة نمو اقتصادي جديد، وتحقيق اختراقات جديدة في الابتكار العلمي والتكنولوجي، ودفعت تحقيق تنمية جديدة للعولمة الاقتصادية. كما طرأ وضع جديد على المقارنة بين القوى العالمية، حيث ازدادت القوة الاقتصادية والمكانة العالمية والتأثيرات العالمية للدول الكبرى الناشئة والدول النامية بشكل ملموس، واتضحت آفاق التعددية القطبية العالمية بشكل متزايد. وقد صار إصلاح النظام العالمي اتجاه التيار، وتقدم بناء آلية معالجة الاقتصاد والمالية العالمية بشكل تدريجي، وازداد تأثير مجموعة العشرين، كما بات إصلاح الأنظمة السياسية والأمنية الدولية، منها الأمم المتحدة، محور الاهتمام. شهدت العلاقات الدولية تعديلا عميقا، وتعمق الاعتماد المتبادل بين اقتصاديات مختلف الدول بشكل متزايد، وازدادت التحديات المشتركة، وصار التواصل والتناسق والتعاون تيارا رئيسيا للعلاقات بين الدول الكبرى. كما ازدادت العوامل التي تحفظ السلام وتحد من نشوب الحرب باستمرار، فأمام مستقبل ومصير البشرية آفاق مشرقة. صارت الأوضاع الأمنية العالمية أكثر تعقيدا. يحتدم التنافس الاستراتيجي الدولي حول النظام العالمي والقوة الوطنية الشاملة وعوامل الجغرافية السياسية يوما بعد يوم، وتبرز التناقضات بين الدول المتطورة والدول النامية والدول الكبرى التقليدية والدول الكبرى الناشئة حينا بعد حين، وتتعاقب الاشتباكات الإقليمية والمشاكل الإقليمية الساخنة واحدا تلو الآخر، وتحدث الاضطرابات الناتجة عن الأسباب السياسية والاقتصادية والعرقية والدينية في بعض الدول بشكل متكرر، ولا يزال العالم غير سلمي ولا مستقر. لم يتم حل التناقضات العميقة الجذور والمشاكل الهيكلية التي أدت إلى الأزمة المالية العالمية بعد، ولم يعد الانتعاش الاقتصادي العالمي مستقرا ومتوازنا. وتتضح التهديدات الأمنية التي تواجهها دول العالم من الإرهاب والأمن الاقتصادي والتغير المناخي والانتشار النووي والأمن المعلوماتي والكوارث الطبيعية وسلامة الصحة العامة والجرائم العابرة الحدود وغيرها من التحديات العالمية بشكل متزايد. وتتشابك القضايا الأمنية التقليدية وغير التقليدية، وتتفاعل مسائل الأمن الإقليمي والدولي، فيصعب على المفاهيم والآليات الأمنية التقليدية أن تواجه التهديدات والتحديات الأمنية العديدة في العالم بشكل فعال. لا يزال التنافس العسكري بين دول العالم محتدما. تسرع الدول الرئيسية في تعديل استراتيجياتها الأمنية والعسكرية، وتعجل بخطوات الإصلاح العسكري، وتطور التكنولوجيا العسكرية العالية والجديدة بقوة. وتضع بعض الدول الكبرى الاستراتيجيات حول الفضاء الخارجي وشبكة الإنترنت والمناطق القطبية، وتطور سبل الضربة العالمية الفورية، وتسرع في بناء النظام المضاد للصواريخ وتعزز قدرتها القتالية على شبكة الإنترنت للتنافس على مكان مرتفع استراتيجي جديد. بينما تحافظ بعض الدول النامية على القوة الدافعة لتقوية الجيش، وتدفع تحديثه. وتتقدم عملية الحد من التسلح في العالم إلى الأمام، بيد أن وضع منع انتشار أسلحة الدمار الشامل متشابك ومعقد، لا يزال أمام حفظ وتعزيز الآلية الدولية لمنع الانتشار عبء ثقيل ودرب طويل. الأوضاع الأمنية في منطقة آسيا والمحيط الهادي مستقرة بشكل عام. تتقدم القارة الآسيوية في تحقيق الانتعاش الاقتصادي، ويتعزز النهوض الكلي إلى حد كبير. وتستغل الدول الآسيوية فرص العولمة الاقتصادية العالمية والتكامل الاقتصادي الإقليمي، وتعمل على دفع التنمية الاقتصادية والاستقرار الإقليمي، ويزداد الوعي باتحاد المصالح ووحدة المصير؛ وتتمسك بالتعددية والإقليمية المنفتحة، وتبادر إلى تطوير التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف مع الدول داخل الإقليم وخارجه، وتعمل على بناء آلية التعاون الاقتصادي والأمني ذات الخصائص الإقليمية. ويزداد تأثير منظمة شانغهاي للتعاون في دفع الاستقرار والتطور الإقليمي، ويتقدم بناء مجموعة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بشكل تدريجي، ويتعمق التعاون بين الصين ودول آسيان، وبين دول آسيان والصين واليابان وجمهورية كوريا، وبين الصين واليابان وجمهورية كوريا بشكل مطرد، وتتطور منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) بشكل مستمر. تتضح خصائص تعقد وتغير الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادي يوما بعد يوم. لا تزال المشاكل الإقليمية الساخنة معلقة، ويتفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية حينا بعد حين، ولا يزال الوضع الأمني في أفغانستان خطيرا، ولم يكن الوضع السياسي في بعض الدول مستقرا. وتبرز النزاعات العرقية والدينية، وتشتد النزاعات حول حقوق ومصالح الأراضي والبحار أحيانا، وتتفشى النشاطات الإرهابية والانفصالية والمتطرفة. يكمن تعديل عميق في الوضع الاستراتيجي بمنطقة آسيا والمحيط الهادي، وتزيد الدول الكبرى المعنية نفقاتها الاستراتيجية. وتقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتعزيز نظام الحلف العسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وتكثف تدخلها في الشؤون الأمنية بهذه المنطقة. مازالت الصين تبقى في فترة الفرص الاستراتيجية الهامة
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |