الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
رابعا، التنمية السلمية الصينية خيار حتمي تاريخي
التنمية السلمية خيار متفق مع التيار العالمي
السلم والتنمية موضوعان رئيسيان في العصر الحالي، ويشكل السلم والتنمية والتعاون تيارا عالميا لا يقاوم. اليوم، يتعمق تطور تعدد الأقطاب في العالم والعولمة الاقتصادية، وتبرز ضرورة إصلاح النظام الدولي، ويواجه المجتمع الدولي مسائل تاريخية جديدة متزايدة. فأصبح إتقان الانتهاز المشترك لفرص التنمية والمواجهة المشتركة لمختلف المخاطر، رغبة لشعوب دول العالم.
أصبحت العولمة الاقتصادية اتجاها هاما يؤثر على العلاقات الدولية. تعتمد الدول المختلفة النظم والأنواع والمراحل التنموية، بعضها على بعض وتتشابك مصالحها، ليتشكل كيان واحد يتمثل في المصير المشترك والاندماج المتبادل. لا تستطيع البشرية تحمل حرب عالمية جديدة، ولا شك في أن الاشتباكات والمجابهة الشاملة بين الدول الكبرى تلحق خسائر فادحة بكل منها.
أصبحت التحديات العالمية تهديدات رئيسية للعالم. تبرز مشكلة الأمن المشترك للبشرية يوما بعد يوم، وتزداد المشاكل العالمية بما فيها الإرهابية وانتشار أسلحة الدمار الشامل والأزمة المالية والكوارث الطبيعية الخطيرة وتغير المناخ وأمن الطاقة والموارد وأمن الحبوب الغذائية وأمن الصحة العامة وغيرها من المشاكل ذات الصلة ببقاء البشرية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. لا تستطيع أي دولة معالجة هذه المشاكل بمفردها، وعلى المجتمع الدولي المواجهة المشتركة. إذا فشلنا في كبح شتى العوامل السلبية بواسطة التعاون الدولي الشامل والمستدام، فسيواجه سلام العالم وتنميته عوائق خطيرة، حتى من المحتمل أن يتعرضا لكوارث أكبر.
عملية تطور تعدد الأقطاب في العالم لا تقاوم. تتطور وتتقوى دول الأسواق الناشئة والمجموعات الإقليمية وآسيا وغيرها من القوى الإقليمية باستمرار، وتنمو شتى الجهات الفاعلة غير الحكومية بسرعة، ويتوسع تأثيرها بالاعتماد على العولمة الاقتصادية والمعلوماتية الاجتماعية لتكون قوى هامة في شتى الدول والمسرح الدولي.
يهب التيار العالمي بقوة عظيمة، مواكبته تحقق ازدهارا، ومقاومته تسفر عن الانحطاط. على المجتمع الدولي تجاوز "صراع حياة أو موت" القديم في العلاقات الدولية والأفكار الخطرة عن الحرب الباردة والحرب الساخنة والطريق القديم الذي جعل البشرية عرضة للمجابهة والحروب والفوضى مرات. يجب السعي لتشكيل وضع جديد يتمثل في التبادل والاستفادة المتبادلة بين الثقافات المتعددة حسب المنظور الجديد المتمثل في الكيان المشترك المصير والأفكار الجديدة المتمثلة في المشاركة في السراء والضراء والتعاون والفوز المشترك، لإيجاد المفاهيم الجديدة للمصالح والقيم البشرية المشتركة وطريق جديد تتعاون فيه دول العالم في مواجهة التحديات المتعددة وتحقيق التنمية الشاملة. السعي للسلم وتجنب الحرب؛ السعي للتنمية وتجنب الركود؛ السعي للحوار وتجنب المجابهة؛ السعي للتفاهم وتجنب سوء التفاهم، هذه الأمور تشكل التيار الرئيسي وإرادة البشرية. فيعتبر سلوك الصين لطريق التنمية السلمية خيارا حتميا في ظل هذه الخلفية الكبيرة لعصرنا.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |