الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

رابعا،‭ ‬التنمية‭ ‬السلمية‭ ‬الصينية‭ ‬خيار‭ ‬حتمي‭ ‬تاريخي

arabic.china.org.cn / 09:50:29 2011-09-23

سلوك‭ ‬طريق‭ ‬التنمية‭ ‬السلمية‭ ‬خيار‭ ‬استراتيجي‭ ‬حددته‭ ‬الصين،‭ ‬حكومة‭ ‬وشعبا،‭ ‬بعد‭ ‬وراثة‭ ‬التقاليد‭ ‬الممتازة‭ ‬للحضارة‭ ‬الصينية‭ ‬وحسب‭ ‬تيار‭ ‬تطور‭ ‬العصر‭ ‬والمصالح‭ ‬الأساسية‭ ‬الصينية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مطلب‭ ‬داخلي‭ ‬للتنمية‭ ‬الصينية‭.‬

‭ ‬التنمية‭ ‬السلمية‭ ‬موروثة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الصين‭ ‬وثقافتها

ترى‭ ‬الثقافة‭ ‬الصينية‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كيانا‭ ‬متناغما‭ ‬واحدا،‭ ‬ووجهة‭ ‬النظر‭ ‬هذه‭ ‬تركت‭ ‬تأثيرا‭ ‬عميقا‭ ‬على‭ ‬أفكار‭ ‬الأمة‭ ‬الصينية‭ ‬وتصرفاتها،‭ ‬وقد‭ ‬أصبحت‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬هامة‭ ‬إلى‭ ‬القيمة‭ ‬للصينيين‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬إنسان‭ ‬وإنسان‭ ‬آخر‭ ‬وبين‭ ‬الإنسان‭ ‬والطبيعة‭ ‬وبين‭ ‬الصين‭ ‬والدول‭ ‬الأخرى‭.‬

ظل‭ ‬الشعب‭ ‬الصيني‭ ‬يقدّر‭ ‬أفكار‭ "‬الوئام‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬ترديد‭ ‬آراء‭ ‬الآخرين‭" ‬و‭"‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬السماء‭ ‬والإنسان‭" ‬و‭"‬السلام‭ ‬أفضل‭ ‬خيار‭"‬،‭ ‬ويدعو‭ ‬إلى‭ ‬روح‭ ‬الانسجام‭ ‬العائلي‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار،‭ ‬ويعامل‭ ‬الآخرين‭ ‬معاملة‭ ‬ودية‭. ‬وساهمت‭ ‬ثقافة‭ ‬الانسجام‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬طبيعة‭ ‬الأمة‭ ‬الصينية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬السلم‭. ‬يعتبر‭ "‬طريق‭ ‬الحرير‭" ‬المشهور‭ ‬عالميا‭ ‬طريقا‭ ‬تجاريا‭ ‬وثقافيا‭ ‬وسلميا‭ ‬يسجل‭ ‬آثار‭ ‬الأقدام‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬خلفها‭ ‬الصينيون‭ ‬القدماء‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬سعيهم‭ ‬للتبادل‭ ‬الودي‭ ‬والتعاون‭ ‬المتبادل‭ ‬المنفعة‭ ‬مع‭ ‬شعوب‭ ‬الدول‭ ‬المختلفة‭. ‬وسافر‭ ‬البحار‭ ‬الصيني‭ ‬المشهور‭ ‬تشنغ‭ ‬خه‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬مينغ‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬دولة‭ ‬ومنطقة‭ ‬بآسيا‭ ‬وأفريقيا‭ ‬في‭ ‬سبع‭ ‬رحلات‭ ‬بحرية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬عرض‭ ‬الحضارة‭ ‬المشرقة‭ ‬والعلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬المتقدمة‭ ‬الصينية‭ ‬وترك‭ ‬آثار‭ ‬السلم‭ ‬والصداقة‭.‬

استقبلت‭ ‬الأمة‭ ‬الصينية،‭ ‬بصدرها‭ ‬الرحيب‭ ‬الذي‭ ‬يشبه‭ ‬بحرا‭ ‬متسعا‭ ‬لمئات‭ ‬الأنهار،‭ ‬جميع‭ ‬الثقافات‭ ‬الخارجية‭ ‬النافعة،‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬الاندماج‭ ‬بين‭ ‬الثقافة‭ ‬الصينية‭ ‬والثقافات‭ ‬الأجنبية‭ ‬وخلف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحاديث‭ ‬الطيبة‭ ‬عن‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬الخارجي‭ ‬والتي‭ ‬تناقلتها‭ ‬الألسنة‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭. ‬يتحلى‭ ‬الشعب‭ ‬الصيني‭ ‬بالوعي‭ ‬الجماعي‭ ‬الشديد‭ ‬والشعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ويدعو‭ ‬إلى‭ "‬لا‭ ‬نفعل‭ ‬لغيرنا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬لأنفسنا‭"‬،‭ ‬ويحترم‭ ‬شتى‭ ‬الثقافات‭ ‬والأفكار،‭ ‬ويهتم‭ ‬بـ‭"‬ضع‭ ‬نفسك‭ ‬مكان‭ ‬غيرك‭"‬،‭ ‬ولا‭ ‬يفرض‭ ‬الإرادة‭ ‬الذاتية‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭. ‬كما‭ ‬تعامل‭ ‬الصين‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬بأدب‭ ‬ولطف،‭ ‬وتلتزم‭ ‬بحسن‭ ‬الجوار‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬والتصادق‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬البعيدة‭ ‬عنها‭.‬

ورث‭ ‬الشعب‭ ‬الصيني،‭ ‬الذي‭ ‬يرجع‭ ‬تاريخ‭ ‬حضارته‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬سنة،‭ ‬التقاليد‭ ‬الممتازة‭ ‬للثقافة‭ ‬الصينية،‭ ‬وأضاف‭ ‬مفهوما‭ ‬عصريا‭ ‬جديدا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭.‬

‭ ‬التنمية‭ ‬السلمية‭ ‬مطلب‭ ‬أحوال‭ ‬الصين‭ ‬الأساسية

الصين‭ ‬كثيرة‭ ‬السكان‭ ‬وقاعدتها‭ ‬المادية‭ ‬ضعيفة،‭ ‬تطعم‭ ‬وتكسو‭ ‬قرابة‭ ‬20٪‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬بـ9ر7٪‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬مساحات‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬و5ر6٪‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬موارد‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭ ‬بالعالم،‭ ‬ويجب‭ ‬تقسيم‭ ‬إنجازات‭ ‬تنميتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3ر1‭ ‬مليار‭ ‬فرد،‭ ‬وتعتبر‭ ‬تلبية‭ ‬متطلبات‭ ‬بقاء‭ ‬السكان‭ ‬الكثيرين‭ ‬وتطورهم‭ ‬باستمرار،‭ ‬مسألة‭ ‬صعبة‭ ‬هائلة‭ ‬تواجه‭ ‬البلاد‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬بلغ‭ ‬معدل‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬نحو‭ ‬4400‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي،‭ ‬محتلا‭ ‬المرتبة‭ ‬المائة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تقريبا‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التنمية‭ ‬الصينية‭ ‬غير‭ ‬متوازنة‭ ‬بين‭ ‬الحضر‭ ‬والريف‭ ‬وبين‭ ‬شتى‭ ‬الأقاليم‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬وتبرز‭ ‬التناقضات‭ ‬الهيكلية‭ ‬للتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وعنق‭ ‬زجاجة‭ ‬الموارد‭ ‬والبيئة‭ ‬الذي‭ ‬يقيد‭ ‬التنمية،‭ ‬ويعتمد‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬على‭ ‬استهلاك‭ ‬المواد‭ ‬والموارد‭ ‬بشكل‭ ‬مفرط،‭ ‬فتكون‭ ‬مهمة‭ ‬تحويل‭ ‬نمط‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬شاقة‭. ‬إن‭ ‬الصين‭ ‬ضعيفة‭ ‬نسبيا‭ ‬في‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬الذاتي،‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬الحلقة‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬الصناعات‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الصناعات‭ ‬الدولي‭ ‬وتوزيع‭ ‬الأعمال‭ ‬التجارية‭. ‬وما‭ ‬زال‭ ‬مستوى‭ ‬معيشة‭ ‬الشعب‭ ‬الصيني‭ ‬منخفضا،‭ ‬ونظام‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬غير‭ ‬كامل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬فهناك‭ ‬فجوة‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والدول‭ ‬المتقدمة‭.‬

يعني‭ ‬تحديث‭ ‬الصين‭ ‬تحديث‭ ‬خمس‭ ‬سكان‭ ‬العالم،‭ ‬فهو‭ ‬عملية‭ ‬تاريخية‭ ‬طويلة‭. ‬ولا‭ ‬تُضاهى‭ ‬الصعوبات‭ ‬والمشاكل،‭ ‬التي‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العملية،‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الحجم‭ ‬ودرجة‭ ‬الصعوبة،‭ ‬حتى‭ ‬أنها‭ ‬نادرة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية‭. ‬ففي‭ ‬فترة‭ ‬تاريخية‭ ‬طويلة‭ ‬قادمة،‭ ‬ستبقى‭ ‬الصين‭ ‬دولة‭ ‬نامية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يقرر‭ ‬أنه‭ ‬عليها‭ ‬تركيز‭ ‬القوة‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬التحديث‭ ‬وحل‭ ‬المشاكل‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالتنمية‭ ‬ومعيشة‭ ‬الشعب؛‭ ‬وتحتاج‭ ‬الصين‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬بيئة‭ ‬دولية‭ ‬سلمية‭ ‬ومستقرة‭ ‬لممارسة‭ ‬التبادل‭ ‬والتعاون‭ ‬الخارجي‭. ‬يعتبر‭ ‬السلام‭ ‬الشرط‭ ‬الأساسي‭ ‬للتنمية‭ ‬الصينية‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬أصبحت‭ ‬الصين‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬الميل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التنمية‭ ‬السلمية‭. ‬وتتركز‭ ‬العوامل‭ ‬الحاسمة‭ ‬والقوة‭ ‬المحركة‭ ‬الداخلية‭ ‬للتنمية‭ ‬السلمية‭ ‬الصينية‭ ‬على‭ ‬أحوال‭ ‬الصين‭ ‬الأساسية‭ ‬وتقاليدها‭ ‬الثقافية‭ ‬ومصالحها‭ ‬الأساسية‭ ‬ومصالحها‭ ‬الطويلة‭ ‬الأمد‭.‬



1   2    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :