الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تقرير خاص: دفعة تاريخية للصداقة الصينية-الامريكية وتعزيز كبير للسلام والتنمية العالميين


وفي اجتماع غير مسبوق مع بعض قادة الاعمال الصينيين والامريكيين بالبيت الابيض وفي حضور الرئيس الامريكي، شجع هو جين تاو الشركات متعددة الجنسيات بالبلدين على اغتنام الفرص التي يجلبها التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني - الامريكي وتحقيق مزيد من المنافع للجانبين.

ولم يتوقف الرئيس الصيني عن الحديث حول الاختلافات والنزاعات بين البلدين سواء اثناء زيارته مقر وزارة الخارجية الامريكية او مقر الكونغرس الامريكي. ولكنه شدد على ان اكثر ما يهم الجانبان هو توسيع اطر المصالح المشتركة ورفع مستوى المسئوليات المشتركة في عالم يزداد ترابطا.

وعلى مأدبة غداء اقامتها منظمات امريكية صديقة للصين ترحيبا بالرئيس الصيني، دعا هو جين تاو الى صياغة "خطة جيدة" لتعزيز التبادلات الثنائية والتعاون في مجالات الثقافة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا من بين مجالات اخرى من اجل كسب دعم شعبي اقوي للنمو القوي للعلاقات الصينية - الامريكية.

وفي مدرسة بايتون الثانوية بشيكاغو، التي تضم معهد كونفوشيوس الوحيد للتلاميذ في هذه المرحلة بالولايات المتحدة، تقرب الرئيس هو جين تاو من الشباب الامريكي وقال ان الاجيال الشابة تحمل مستقبل الدول والعالم وان افق العلاقات الصينية - الامريكية في المستقبل يعتمد بالاخير على شباب البلدين.

بداية جديدة:

من الناحية التاريخية تعد العلاقات الامريكية - الصينية، التي تبلغ من العمر 32 عاما، جديدة وشابة. ولم تسفر المنعطفات والتحولات الكثيرة في العلاقات عبر الباسيفيكي الا عن جعلها اكثر تعافيا وقوة.

وفي هذا الصدد قال الرئيس الصيني "مهما كانت التغيرات في الوضع الدولي والصعوبات والاضطرابات التي نواجهها، يتعين علينا دوما تقوية الثقة الاستراتيجية المتبادلة وتعميق التعاون الاستراتيجي والتعامل بشكل لائق مع الاختلافات وتعزيز تواصلنا وتعاوننا وتنسيقنا بفعالية على المستويات الثنائية والاقليمية والعالمية من منظور استراتيجي طويل الامد".

وعكست هذه التصريحات الجهود الدبلوماسية الضخمة التي تبذلها كل من بكين وواشنطن سويا لتقوية "العلاقات الشاملة والتعاونية والايجابية". وبعد عامين قرر الجانبان تحقيق طفرة جديدة في العلاقات بالاعلان عن التزامهما بصياغة "شراكة تعاونية على اساس الاحترام والمنفعة المتبادلين".

وفي بداية هذا المجهود المشترك الجديد نحو علاقات اوثق، كما اوضح البيان الصيني - الامريكي المشترك الثالث دوما في تاريخ العلاقات الدبلوماسية، لا تتوقع الصين والولايات المتحدة فحسب بل المجتمع الدولي باسره ان يغتنم العملاقان العالميان فرصة الزخم ويوسعان تعاونهما بشكل اكثر فعالية ومرونة بما يصب في مصلحة البلدين والبشرية جمعاء.

ومما لا شك فيه ان العلاقات الصينية - الامريكية عرضة لاضطرابات دورية بسبب الاختلافات والنزاعات بين الجانبين. ولكن كما اوضح الرئيس هو جين تاو مرارا، المصالح المشتركة للبلدين دائما ما تتفوق على الاختلافات، كما ان التعاون هو التيار السائد دائما في العلاقات الثنائية بينهما.

وبعد اربعة عقود تحركت كرة البنغ بونغ الجليد بين البلدين، وتزدهر العلاقات الصينية - الامريكية حاليا بقوة جديدة وبمزيد من الافق الواعدة.

مستقبل مشرق:

تكفي نظرة خاطفة سريعة على التبادلات الثنائية القوية بين الصين والولايات المتحدة للوصول الى نتيجة مفادها ان الشعبين يرغبان في احتضان علاقات صينية - امريكية ودية كما انهما على يقين بأن هذا الامر يجلب النفع لهما.

ولانه مكون ضروري من مكونات العلاقات الصينية - الامريكية ، يمكن للتعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي ان يترجم العلاقات القوية عبر الباسيفيكي الى منافع ملموسة للشعبين. وفي عام 2010 تجاوز حجم التجارة الثنائية بين الصين والولايات المتحدة 385 مليار دولار امريكي بزياة اكثر من 150 ضعفا مقارنة مع نظيره في بداية العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وفي الوقت نفسه اصبحت كل من الصين والولايات المتحدة ثاني اكبر شريك تجاري لبعضهما البعض. كما باتت الصين سوق التصدير الاسرع نموا بالنسبة للولايات المتحدة للعام التاسع على التوالي. كما لعب الاستثمار الصيني المتزايد في الولايات المتحدة دورا مميزا في دعم التعافي الاقتصادي الامريكي وتحسين وضع التوظيف في الولايات المتحدة.

كما حقق الجانبان تقدما في مجالات اخرى. فعلى سبيل المثال تظهر احصاءات ان اكثر من ثلاثة ملايين شخص يسافرون بين البلدين كل عام وما يزيد على 110 رحلات طيران للركاب تعبر الباسيفيكي كل اسبوع.

وفضلا عن هذه الانجازات المتبادلة كانت هناك حزمة من الصفقات التعاونية التي وقع عليها الجانبان اثناء زيارة الدولة الاخيرة للرئيس هو جين تاو في الولايات المتحدة. وتغطي هذه الصفقات نطاقا عريضا من القطاعات مثل التجارة والطاقة والبيئة واقامة البنية التحتية والعلوم والتكنولوجيا. كما اطلق الجانبان مبادرة منتدى الحكام الصيني - الامريكي ، وتعهدا بتعزيز التبادلات الثقافية والسياحة البينية. وبالاضافة الى هذا تعهدت الولايات المتحدة بالاعتراف بوضع اقتصاد السوق للصين في اقرب وقت ممكن وتخفيف القيود التي تفرضها على الصادرات الى الصين.

كل هذه الخطوات تشير الى ان التعاون الصيني - الامريكي يحظى بزخم جديد وينمو بنطاق اوسع وبشكل اعمق.

وتثبت حقائق لا جدال فيها ان نهوض دولة ما في عصر العولمة الاقتصادية لا يأتي بالضرورة على حساب دول اخرى، بل ويمكن تحقيقه بالكلية عبر التعاون والمنافسة الدوليين متبادلي المنفعة والمنظمين والمتكافئين.

وبالاضافة الى ما سلف ذكره، شدد الرئيس الصيني على ان الصين تتبع نهج التنمية السلمية، وتعتنق نهجا سلميا فيما يتعلق بالصراعات الدولية وتمارس سياسة دفاع وطني ذات طبيعة دفاعية وتكرس نفسها لتقديم مساهمات مناسبة للسلام والتنمية والرخاء على الصعيد العالمي. واضاف ان "الصين صديق وشريك لجميع الدول، ونمو الصين فرصة للعالم بأسره".

اضاءت الانطلاقة الجديدة للعلاقات الصينية - الامريكية منارات كثيرة واثبتت ان التفاعل بين الجانبين ليس لعبة تعتمد على وجود فائز وخاسر بل يصب في مصلحة البلدين والعالم كله، وان الصين والولايات المتحدة تدفعان علاقاتهما قدما وتعززان تعاونهما في الاتجاه الصحيح.

ومن ثم ناشد هو جين تاو البلدين اتباع نداء العصر الداعي الى التعاون واتخاذ خطوات ملموسة سويا للنهوض بالعلاقات الثنائية والعمل مع الدول الاخرى من اجل خلق مستقبل افضل للعالم.

 

شبكة الصين / 27 يناير 2011 /



     1   2  




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :