الثقافة والفنون

الموسيقى

شهدت الصين أكثر من 80 نوعا من الأدوات الموسيقية القومية في القرن الأول قبل الميلاد. كما شهت الصين في التاريخ فترات عديدة ازدهرت فيها الثقافة الموسيقية. فالشعر الغنائي بمصاحبة أداة تشين الموسيقية ((قوانغ لينغ سان)) و((هوجيا شيباباي)) والشعر الغنائي بمصاحبة العود الصيني ((كمين في كل الجهات)) وموسيقي الأوركسترا القومية ((نهر الربيع في الليل المقمر))، يعتبر كل منها نخبة للأعمال الموسيقية الرائعة في العصور القديمة.

منذ أواسط القرن العشرين، ومع اندماج الأدوات الموسيقية والموسيقى الغربية مع الموسيقى الصينية التقليدية، شهدت الصين تقدما تاريخيا في فنون الموسيقى. فقد نجح الموسيقيون الصينيون في إبداع مجموعة من الأعمال الموسيقية المعاصرة الممتازة ذات الطابع القومي، منها الملحمة التاريخية الموسيقية الضخمة ((الشرق أحمر)) وأوبرا ((الجيش الأحمر على بحيرة هونغهو)) ولحن البيانو ((النهر الأصفر)). وفي الوقت نفسه، شارك الموسيقيون الصينيون ومنظمات التمثيل الموسيقي على نطاق واسع في التبادلات والمسابقات الموسيقية الدولية بشتى أنواعها وفاز كثير منهم بالمراكز الأولى.

وقد أقيمت مهرجانات موسيقية كبيرة سنويا في مختلف المناطق الصينية، منها مهرجان شانغهاي الدولي السنوي للفنون ومهرجان بكين الموسيقي وفصل بكين الدولي لعرض المسرحيات. ويشارك في هذه المهرجانات الفنية أعداد كبيرة من مشاهير الموسيقيين ومنظمات التمثيل الموسيقي الرفيعة المستوى في العالم.

الرقص

الرقصات الشعبية لها تاريخ طويل في الصين. فلكل من القوميات البالغة 56 رقصاتها القومية الفريدة مثل رقصة اليانكو في شمال البلاد ورقصة فانوس قطف الشاي في جنوب البلاد لقومية هان ورقصة أنداي لقومية منغوليا ورقصة شيوانتسي لقومية التبت. في عام 1959، تأسست في الصين فرقة الباليه الوطنية. ومنذ ذلك الوقت فصاعدا أخذ يدخل فن الباليه الغربي إلى الصين. وتم حتى اليوم إبداع مسرحيات باليه ((فرقة النساء الحمراء)) و((الفتاة ذات الشعر الأبيض)) و((الفانوس الأحمر)) وغيرها من مسرحيات الباليه ذات الخصائص الصينية. ولقيت هذه المسرحيات إقبالا حارا من الجمهور. وأصبحت مشاهدة عروض الرقصات الشعبية في أيام الأعياد وسيلة من وسائل الفرح والابتهاج. أما منظمات الرقص والغناء الوطنية التي تشمل المسرح الصيني للرقص والغناء وفرقة الشرق الصينية للرقص والغناء والفرقة المركزية الصينية للرقص والغناء القومي وغيرها من المنظمات المتخصصة الكبيرة فتقدم لأبناء الشعب عروضا متخصصة رفيعة المستوى.

فن الخط والرسم

نشأ فن الخط الصيني من خلال كتابة وتطور المقاطع الصينية التي تهتم برأس الريشة وهيئة الكتابة. وقد ظهر خطاطون عظماء في كل عهد من عهود تاريخ الصين. وبطبيعة الحال، أصبح فنهم في الكتابة وميزات أساليبهم رمزا نموذجيا لخطوط عهدهم. وحتى اليوم لا يزال الكثيرون يحبون هذا الفن.

يمتاز الرسم الصيني التقليدي، اختلافا عن اللوحة الزيتية الغربية، بأساليب تشكيلية فريدة. وأقدم الرسوم الصينية رسمت على سطوح الأدوات الفخارية التي يرجع تاريخها إلى ما قبل 6 أو 7 آلاف من السنين أي العصر الحجري الحديث. ولما كان أقدم أدوات الكتابة مستخدما أيضا للرسم، بدت المقاطع الصينية وكذلك الرسوم الصينية في أشكال خطوط شكلا رئيسيا. لذلك ثمة نظرية تقول إن الخط والرسم ينبعان من مصدر واحد. لهذا السبب بالذات، يتميز الرسم الصيني بميزة بارزة تتمثل في كتابة الشعر أو العبارات على الرسوم، الأمر الذي جعل مضامين الشعر والخط والرسم مع الختم تندمج لتصبح كتلة فنية واحدة تمنح الناس متعة الجمال من جميع النواحي. وتعتبر رسوم الأشخاص والجبال والأنهار والأزهار والأطيار من أهم الرسوم الصينية التقليدية. ولكل نوع من هذه الرسوم