تعليق اخباري: يوم للذكرى، للتبتيين وللجميع

وسيكتشف البعض فى العالم كيف يشابه تحرير العبيد التبتيين تحرير العبيد الامريكيين. وانهما مثل وجهين لعملة واحدة، ويمثل الحدثان تحسين حقوق الانسان والتقدم الاجتماعى، وكلاهما رفع الاغلبية العظمى من الكارثة التى كانوا واقعين فيها.

ولكن يوجد اختلاف واحد كبير بين الاثنين، وهو ان مالكى العبيد انقرضوا فى الولايات المتحدة، ولكن مؤيدى العبيد فى التبت لم يموتوا. ومازال الدالاى لاما الـ14 و"حكومته فى المنفى" تتمسك بالنظام الاجتماعى فى القرون الوسطى ويؤيدون عودته.

فى عام 1983، وصف الدالاى لاما التبتيين ايام العبودية بأنها كانوا "يعيشون فى سلام ورضا فى ضوء البوذية الذى يشع على أرضنا المغطاة بالثلج". وذكر فى الهند ان "نظام العبودية فى التبت مختلف عن اى نظام عبودية آخر، لان التبت ذات كثافة سكانية ضئيلة، والبوذية، التى فى صالح سعادة ومصلحة المواطنين، تنصحهم بأن يحبوا بعضهم بعضا".

ولكن هذا "السلام والشعور بالرضى" الذى وصفه الدالاى لاما لم يرق ابدا لميجمار دوندراب، وهو عبد متواضع فى بارلها مانو. عندما بلغ سن الـ75 اعتبر نفسه محظوظا لانه كان يجلد بدلا من تقطيعه لسرقة الشعير عندما كان يشعر الجوع الشديد.

ان "السلام والشعور بالرضا" هما آخر عبارتين يمكن ان يفكر فيهما احد فى المجتمع المتحضر اليوم عندما ينظرون الى تلك الصور التاريخية المروعة التى تظهر كيف عذب العبيد التبتيون وذبحوا على ايدى مالكوهم، وكيف كان يصنع من بقايا جثثهم آلات موسيقية او تستخدم كتضحيات فى اعياد ميلاد الدالاى لاما.

بعد خمسين عاما من تحرير العبيد، مازال الدالاى لاما متمسكا بمزاعمه بالرجوع عن التنمية فى التبت وفصل الهضبة عن الصين.

وذكر الدالاى لاما انه يقبل ان تكون التبت جزءا من الصين، ولكنه يطلب "حكما ذاتيا حقيقيا" على "التبت الكبرى"، وهى منطقة تمتد فى المناطق التى يسكنها التبتيون فى مقاطعات تشينغهاى وقانسو وسيتشوان ويونان. وهذا يساوى القضاء على سيادة الصين على هذه المناطق.

ان خطب الوعظ التى يلقيها للعودة الى "التبت القديمة" مشابهة للدعوة لاعادة العبودية فى الولايات المتحدة والرجوع فى تنمية الحقوق المدنية التى تم تحقيقها خلال السنوات الماضية.

 

شبكة الصين / 20 يناير 2009 /