لمحات من حياة المسنين الصينيين والأجانب في الصين

 

من المعلوم أن الصين تدخل تدريجيا مرحلة "مجتمع الشيخوخة"، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما 220 مليون، أيما يعادل 16 في المائة من إجمالي عدد السكان في عام 2015 حسب تقرير حكومي رسمي، وقد حظيت حياة المسنين باهتمام متزايد يوما بعد يوم في الصين. لذا نقدم هذا الموضوع لعرض جوانب من حياة المسنين الصينيين والأجانب الذين يقيمون في الصين لفترة طويلة. يذكر أن هناك بعض المسنين الصينيين يقيمون في دار الرعاية والبعض الآخر يفضلون الإقامة مع أبنائهم للمساعدة في رعاية الأحفاد، بالإضافة إلى ذلك، يتمتع المسن الصيني بأنشطة متنوعة مثل السياحة أو ممارسة الهوايات المختلفة. وفي الوقت نفسه، نقدم في هذا التقرير قصصا لبعض المسنين الأجانب من روسيا وكوبا وفرنسا، الذين يقيمون في بكين لفترة طويلة، ونعرض جانبا من حياتهم بعد التقاعد في الصين، ونواحي الاختلاف بين حياتهم وحياة المسن الصيني.

حياة داخل دار رعاية

يتوقع أن يبلغ عدد المسنين الصينيين 400 مليون بحلول عام 2035، وفقا لتوقعات الجهات ذات الصلة، ومع دخول الصين مجتمع الشيخوخة، وصعوبة رعاية كبار السن في مساكنهم بسبب تشكيلة الأسرة الصينية المعروفة بـ"4-2-1" والتي تعني أربعة مسنين وشابين وطفل واحد، بسبب التبني السابق لسياسة الطفل الواحد، ما يدفع كبار السن في الصين إلى اختيار بيوت الرعاية بشكل متزايد.
وزارت مراسلة /شبكة الصين/ مؤخرا دار شين تشيو لرعاية المسنين بمنطقة داشينغ جنوب العاصمة بكين، لنقل صورة حية من داخله. ويتميز هذا الدار بمناظر طبيعية خلابة مثل حديقة غناء تضم بحيرة وجبل اصطناعي وبنايات على النمط القديم. >>>



المسن الكوبي اسدرو: حياتي في الصين

اسدرو (58 سنة)، عمل في وسائل الأعلام لمدة 30 سنة، وقد عاش في بكين 17 سنة. قال لمراسلة شبكة الصين على الرغم من إقامتي في الصين لمدة طويلة ولكن مستواي في اللغة الصينية متواضع، ووجود أربع لهجات للغة الصينية يصعب من الأمر بالنسبة لي. ولي اسما صينيا "لاويي".وفي حديثه عن حياته في الصين قال اسدرو إنني قررت الإقامة في الصين بسبب زوجتي، وتعرفنا خلال العمل وتزوجنا منذ 7 سنوات. وشعرت أنها أمي الثانية وأنا مجرد طفل عنيد. وعندما أجاب عن سؤال "هل أنت راضي عن مشوارك في الصين؟" قال أعتقد أن لا أحد يرضى عن نفسه بشكل تام حتى الأغنياء. فشلت في الزواج مرات قبل أن أصلإلى الصين، وأعطتني الحياة في الصين رضا روحيا، وتعد الصين ميناء روحيا لي، وجعلتني أنسى المآسي في الماضي وأفكر في أخطاء الماضية مرة أخرى. >>>



المسنة تنشغل رعاية الحفيدين

هان شين أي (56 سنة)، كانت تعمل في ادارة الملفات التابعة لمؤسسة عامة، وقالت لمراسلة شبكة الصين "على الرغم من تقاعدي عن العمل ولكنى ما زلت مفعمة بالنشاط".
بدأت السيدة هان رعاية أحفادها منذ عام 2014، وقالت للمراسلة "لدي بنتي ابنان توأمان وعمرهما سنة ونصف، ويحبان اللعب بفرشة الأسنان والمغرفة، لذلك عليّ الركض خلفهما لمنع تعثرهما. ولذا أشعر بألم الظهر بعد يوم كامل لأنني بلغت 60 سنة تقريبا. وعلى الرغم من ذلك، يُسعدني أن أشاهدهما من مرحلة الحبو الى المشي الى الركض.عرضت سيدة هان كراسة صغيرة للمراسلة، تُسجل فيها وقت أكل الطعام وأكل الحليب وحتى المشي خارج المسكن. وقالت هان إن رعاية الأطفال تحتاج الى الصبر والمسؤولية بالإضافة الى الحب.
معظم المسنين الغربيين يعيشون حياة اكثر راحة بالمقارنة مع المسنين الصينيين، وقالت هان عند إجابة سؤال المراسلة لماذا لا تختار حياة مريحة مثل المسنين الغربيين، على سيبل المثال، القيام بالسياحة أو التمتع بالهوايات. قالت هان إن ابنتي وزوجها هما منشغلان في العمل وأريد أن أساعدهما. >>>



عالم الصينولجي الروسي يوري ييليوسين: حياتي في الصين

يوري، عالم روسي صينولوجي، وله ألقاب كثيرة تتعلق بالصين مثل تاجر ومؤلف ومترجم وحامل شعلة أولمبياد بكين عام 2008. تخرج يوري في قسم الأدب الصيني بجامعة مكسيك، وعمل في دار النشر للأدب كمحرر ثم مراسل وكالة تاس في بكين، وقد أقام في بكين لمدة طويلة ويجيد اللغة الصينية. ويحب المطبخ الصيني وشاي بوير، ومولع بالثقافة الصنية خاصة أوبرا بكين. حرر وشارك في تأليف كثير من الأعمال التى تعرّف بالأدب أو العرف الشعبي الصيني مثل "الثقافة الصينية" و"سلسلة كتب للأدب الصيني". وفي معرض اجابته على سؤال "ما الذي يتوارد الى ذهنك عندما تُذكر الصين"، قال يوري "الجلوس في الحديقة والأستماع الي عزف قوتشين (نوع من الآلات الموسيقية التقليدية الصينية)". >>>



الانتقال جنوبا من الشمال

مع تطور الاقتصاد الصيني، وتغير نظرة المواطنين، يعد "الانتقال من الشمال إلى الجنوب" أسلوب حياة جديد للمسنين بعد التقاعد، وخاصة المسنين في منطقة شمال شرق الصين، حيث يقضون الفترة بين مايو وأكتوبر في مدنهم، وينتقلون إلى مقاطعة هاينان جنوب الصين في الفترة من أكتوبر إلى مايو العام التالي.ويعد لوه (63 سنة) وزوجته شيوي (62 سنة) من المسنين الذين اختاروا أسلوب الحياة الجديد هذا، فبعد أن اشترى ابنهما مسكنا في مدينة دونغفانغ شرق مقاطعة هاينان التي تتمتع بمناظر طبيعية خلابة وهواء عليل وجو لطيف، وكذلك معظم مسنيها يتمتعون بصحة جيدة وأعمار طويلة، إلى جانب انخفاض أسعار الوحدات السكنية فيها مقارنة بمدن أخرى، حيث يصل سعر المتر المربع للوحدات السكنية نحو 6000 يوان، وهو سعر مناسب لأسرة متوسطة الدخل. ما جعل مدينة دونغفانغ تجذب مزيدا من المسنين من أنحاء البلاد للإقامة فيها. >>>



لوران الفرنسي : 25 عاما في الصين

عاش لوران في العاصمة الصينية بكين منذ الثمانينات، ويعد من أوائل الأجانب الذين وصلوا إلى الصين مبكرا، وقال إنه شاهد مسيرة الصين بعينيه.
ووصل لوران قادما من فرنسا إلى مدينة شنتشن قبل 25 عاما، وكان هذا نادرا بالنسبة إلى الأجانب وحتى الصينيين أنفسهم، حيث لم ير معظم الصينيين مناظر "قرية الصيادين" التي تدعى شنتشن قبل تطبيق الإصلاح والانفتاح، ويعد هذا سر أعجاب لوران بسرعة عجلة التنمية في الصين بشكل كبير.وأصبح لوران يعرف الصين مثل أهلها "تونغ الصينية"، كما يتحدث الصينية بطلاقة ويحب أكلة "اهقوهتو" التقليدية والكباب، بالإضافة إلى استخدامه أسلوب الصينيين، لذا يعتبر "بكيني أكثر من البكينيين".وعندما تحدث عن الفرق بين حياة التقاعد للمسنين الصينيين والفرنسيين، قال لوران "معظم مسني الصين يرعون أحفادهم ويساعدون أبناءهم وبناتهم بالمال رغم بساطة حالهم، وهذا الحال كان في فرنسا قبل 40 سنة". مضيفا أنه في العصر الحاضر، يفضل المسنون الفرنسيون السياحة وممارسة هواياتهم، ويعيش أبناؤهم متعمدين على أنفسهم، كما أن الأبناء في فرنسا نادرا ما يرعون والديهم، لذلك أصبحت دور الرعاية هي ملاذهم الأخير، وقد أصبحت الملاذ الإجباري بالنسبة إلى المسنين. >>>



فرق خدمة المسنين في متحف العاصمة ببكين

نظم فريق الخدمة التطوعية التابع لمتحف العاصمة نشاط "نرافقكم لزيارة المتحف" للمسنين الذين يعيشون في دار الرعاية بشارع يوه تان في 14 إبريل الجاري، وتمتع المسنون بزيارة معرض "تقاليد بكين" الذي أقيم في متحف العاصمة، وشهد أقبالا واسعا لدى المسنين.
وقالت الأمينة العامة لمجلس الشباب التابع لمتحف العاصمة سونغ دان لمراسلة شبكة الصين " نعلم أن معظم المسنين في دار الرعاية بشارع يوهتان يحتاجون إلى الرعاية في الأيام العادية ونادرا ما يخرجون من الدار رغم انهم يرغبون في المشاركة في الأنشطة الثقافية، لذلك قررنا إتاحة هذه الفرصة لهم. >>>



China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号