تضامن القوميات وتكاتفها يضيف صفحة جديدة لسجل التقدم في شينجيانغ
تعيش على أرض شينجيانغ البالغة مساحتها 1.66 مليون كيلومتر مربع 47 قومية تشكل الأقليات القومية %60 أو أكثر من إجمالي عدد سكان المنطقة. وخلال نصف القرن المنصرم تعايشت تلك القوميات في وفاق وتضامن وشقوا سويا طريق الازدهار والرفاهية والانسجام والتقدم.
يعتبر التضامن القومي شريانا لحياة أبناء شينجيانغ وشرطا ضروريا وضمانا أساسيا لأداء كافة الأعمال. وخلال المجرى الطويل من الحياة والعمل يتآزر أبناء مختلف القوميات تآزرا أخويا ويؤصلون في نفوسهم صداقة عميقة.
وفي شينجيانغ اليوم تشعر مختلف القوميات بنفس البهجة سواء في عيد الربيع لأبناء قومية هان أو في عيد القربان (الأضحى) للمسلمين. ففي عيد الربيع يضع أبناء قومية هان على موائدهم أطعمة خاصة بأقليات القومية إضافة إلى طعامهم التقليدي المسمى جياوتسي كما يشعل أبناء الأقليات القومية هم الآخرون الألعاب النارية عشية عيد الربيع احتفالا بحلول العام الجديد.
يولي الحزب والحكومة الشعبية اهتماما كبيرا لإعداد وتشغيل الكوادر من الأقليات القومية. في عام 1955 لم يكن عدد الكوادر من الأقليات القومية في شينجيانغ يتجاوز 47 ألفا، ولكن االرقم قفز إلى 338 ألف حتى الآن أي %52 من مجمل الكوادر في المنطقة الذاتية الحكم. يمكن القول إن الشؤون والعلاقات القومية في شينجيانغ تدخل الآن في مرحلة ذهبية ليس لها مثيل في التاريخ.
وخلال خمسين عاما من التغيرات الهائلة أدرك أبناء مختلف القوميات في شينجيانغ إدراكا كاملا أن التضامن القومي يؤدي إلى الازدهار بينما يؤدي الانشقاق القومي إلى الاضطراب. لذلك تجسد قضية حفظ التضامن القومي ومعارضة الانشقاق القومي أعلى مصلحة وطنية كما تخدم المصالح الجذرية لمختلف القوميات في شينجيانغ.
دفعات متوالية من الكوادر تذهب إلى شينجيانغ مكرسة ذكائها للبناء الاقتصادي والتقدم الاجتماعي في المنطقة. وخلال الفترة ما بين عامي 1997 و2005 أوفدت الحكومة المركزية قرابة 2700 كادر إلى شينجيانغ دعما لها. وخلال السنوات الثماني الماضية استغلت تلك الكوادر مزاياها الذاتية ولعبت دور الوسيط في إنجاز سلسلة من مشاريع التعاون الاقتصادي بين شينجيانغ والمناطق الباطنية. وعلى سبيل المثال وظفت شركة الحبوب والزيوت والأغذية الصينية 160 مليون يوان للدخول بصورة شاملة إلى قطاع صناعة الزيوت والدهون في منطقة تاتشنغ ووقعت ولاية باينغولين الذاتية الحكم لقومية منغوليا مع مقاطعة خبي على عقود 58 مشروعا قيمتها أكثر من 1.1 مليار يوان كما أقامت ولاية تشانغجي الذاتية الحكم لقومية هوي في مدينة شيامن 4 معارض بالتتابع لتقديم الولاية إلى التجار والمستثمرين وقد تم خلال المعارض التوقيع على 15 مشروعا قيمة استثماراتها الإجمالية 1.228 مليار يوان.
وفضلا عن الدعم بالموارد البشرية لم تبخل المقاطعات والمدن الشقيقة بمساعداتها المالية والمادية والتقنية نحو شينجيانغ. ففي سبتمبر العام الحالي قدمت مقاطعة جيانغسو 80 مليون يوان لمشاريع ولاية ييلي الذاتية الحكم لقومية قازاق حيث ستوزع المساعدات المالية بشكل رئيسي على محافظة هوه تشنغ التي تتخذ نقطة تجريبية في تلقي المساعدات من مقاطعة جيانغسو لتوظيفها في تحسين مستوى معيشة الشعب المحلي وتدعيم مشروع البنى التحتية لمنطقة تشنغشويخه الاستثمارية. وبجانب ذلك أهدت مدينة بكين في دفعة واحدة أكثر من 90 ألف جهاز تلفزيون إلى منطقة ختيان سعيا لتمكين كافة المتعثرين معيشيا في المحافظات الثلاثة من مشاهدة البرامج التلفزيونية بحلول عيد الربيع القادم.
إن قضية التقدم الاجتماعي والتطور الاقتصادي في شينجيانغ تحظى دائما باهتمام بالغ ودعم كامل من الحزب والدولة. ومنذ تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح ضخت الدولة أكثر من 371 مليار يوان في مشاريع الري والطاقة والمواصلات والاتصالات وحماية البيئة وغيرها من مشاريع البنى التحتية بنسبة %47.1 من إجمالي الاستثمارات. وخلال الفترة ما بين عامي 1998 و2004 منحت الحكومة المركزية لشينجيانغ علاوات متنوعة قيمتها الإجمالية 119.721 مليار يوان علما أن الحكومة المركزية تتكفل بنسبة %80 أو أكثر من إجمالي الاستثمارات في مشاريع البنى التحتية في شينجيانغ. ويأتي نصف النفقات الإدارية في شينجيانغ أو أكثر من الحكومة المركزية. وفي العام الماضي وحده منحت الحكومة المركزية لشينجيانغ علاوات متنوعة قيمتها 28.696 مليار يوان ما نسبته %70 من إجمالي النفقات الإدارية لشينجيانغ في نفس العام.
ومواكبة مع تطوير الاقتصاد يجمع أبناء مختلف القوميات في شينجيانغ على أهمية حماية البيئة والبناء الإيكولوجي وطريق التنمية المستدامة ويدمجون هذه الأفكار المشتركة جملة وتفصيلا في أفعالهم.
في أثناء تنفيذ مشروع توصيل الغاز من الغرب إلى الشرق كان مخططا لأنبوب أن يخترق نهر تاريم وغابة من الحور إلا أن حقل نفط تاريم قرر اللجوء إلى خطة الثقب والاختراق الموجهين حيث أحدث 78 ثغرة معوجة على الأنبوب البالغ طوله 10 كيلومترات الأمر الذي قلل الضرر بالبيئة الإيكولوجية الضعيفة إلى أدنى حد.
وبفضل توفير المياه في المشاريع والإدارة تنخفض كمية استهلاك المياه للأغراض الزراعية في شينجيانغ بنسبة %5 سنويا ومعنى ذلك أن الزراعة في شينجيانغ توفر سنويا 5.5 مليار متر مكعب من الماء في المتوسط، وهذا يساوي 33 ضعفا لسعة بركة تيان تشي (السماء).
وخلال الفترة بين عامي 2001 و2004 غرست شينجيانغ بصورة تطوعية 504 مليون شجرة الأمر الذي ارتقى بنسة تغطية المنطقة بالغابات من %1.68 إلى %2.1. والآن أقيم في المنطقة بشكل مبدئي حاجز أخضر ودائرة إيكولوجية خضراء يتمثلان في شباك الغابات داخل الواحات وأحزمة الغابات لمقاومة الرياح وتثتيب الرمال على أطراف الواحات إضافة إلى الغابات الطبيعية الموجودة في الصحارى والبوادي والمناطق الجبلية.
ومع تنفيذ خطة استثمار المناطق الغربية واستراتيجة "إقرار وإنماء شينجيانغ مع إثراء الشعب وتحقيق استقرار الحدود" تواجه شينجيانغ فرصة تاريخية ثمينة لتعجيل تنميتها في حين يخطو أبناء مختلف القوميات في شينجيانغ البالغ عددهم 19 مليون بكل ثقة نحو الأهداف الجديدة عاملين سويا على تحويل منطقتهم القومية الذاتية الحكم إلى منطقة اشتراكية حديثة تتسم بالازدهار والرفاهية والجمال البيئي والوفاق الاجتماعي والاستقرار السياسي والأمن الحدودي.
شبكة الصين /30 سبتمبر 2005/
|