خمسون عاما من الإنجازات الباهرة: تمهيد محجة الانفتاح في منطقة شينجيانغ

قبل بضع عشرة سنة كان منفذ آراشانكو عبارة عن منطقة عسكرية محرمة حيث الرياح الشديدة المحملة بالرمال والحصى. ولم يكن في المنفذ حتى ثمانينات القرن الماضي إلا حرس الحدود المرابطين. في يونيو عام 1990 صادق مجلس الدولة على إنشاء معبر عند المنفذ ثم فتح معبر السكك الحديدية نحو الخارج رسميا في ديسمبر عام 1992 وبذلك أصبح معبر منفذ آراشانكو أكبر معبر تجاري في منطقة شينجيانغ كلها.

وفي النصف الأول من العام الجاري افتتح معبر المنفذ لأعمال النقل الدولي الموحد ومعنى ذلك أن البضائع تخرج من المعبر مباشرة متوجهة إلى مدينة كلاكوف البولندية والعاصمة الفنلندية هلسنكي. ويمكن لهذا الخط أن يقصر مدة النقل 30 أو 40 يوما ويوفر ثلث تكلفة النقل مقارنة مع الشحن عبر ميناء تيانجين.

ومنذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح تمسكت منطقة شينجيانغ بالاستراتيجية الانفتاحية الشاملة المتمثلة في "جذب المقومات الخارجية والارتباط بالمناطق الداخلية" و"الاتحاد مع الشرق والاتجاه نحو الغرب" كما استفادت المنطقة من مزاياها الجغرافية في الانفتاح نحو الغرب واستغلت الأسواق والموارد على المستويين الدولي والمحلي سعيا لتهيئة الظروف للمرور الميسر. وبفضل تلك الإجراءات تعززت قدرة المعبر على عبور البضائع وتطورت التجارة الحدودية بشكل ملحوظ وأصبحت المنطقة ممرا حيويا ورأس جسر لانفتاح البلاد نحو غرب العالم. والآن يوجد في شينجيانغ 17 معبرا مفتوحا من الدرجة الأولى أقيمت بموافقة من مجلس الدولة و10 معبرا مفتوحة من الدرجة الثانية أقيمت بموافقة حكومة المنطقة وبذلك أصبحت المنطقة تتصدر كافة مقاطعات البلاد من حيث عدد المعابر المفتوحة. ترتبط شينجيانغ اقتصاديا وتجاريا بـ132 دولة أو منطقة ويزيد حجم التبادل التجاري الخارجي سنة بعد سنة حيث تجاوز ملياري دولار أمريكي عام 2000 ثم 5 مليارات دولار أمريكي لأول مرة عام 2004 حيث بلغ 5.636 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 109.5 أضعاف عن عام 1955.

وفي أول سبتمبر العام الحالي تم افتتاح 12 طريقا دوليا جديدا في شينجيانغ لنقل الركاب والبضائع وبذلك أصبحت المنطقة مرتبطة بكل من باكستان وقازقستان ومنغوليا وقرغيزستان وطاجكستان وغيرها من الدول المجاورة عبر 75 خطا لنقل الركاب والبضائع، وهذا يمثل نصف الخطوط الدولية المفتوحة على مستوى البلاد. جملة القول إن التجارة الخارجية في شينجيانغ قد شكلت خارطة من الطرق العمومية والنقل بالسكك الحديدية والتكامل بين مناطق الحدود والداخل.

تتاخم منطقة شينجيانغ ثماني دول بحدود طولها 5600 كيلومتر ما يوفر للمنطقة مزايا طبيعية في تطوير التجارة الحدودية. وقد شرعت الأسواق المتبادلة المقامة للسكان على جانبي الحدود ورحلات سياحة التسوق وغيرهما من أنماط التبادل التجاري الحدودي تلعب دورا متزايدا في التجارة الخارجية للمنطقة.

وفي الأسواق المتبادلة في كورقاس يتزاحم التجار والعملاء الصينيون والأجانب وتمر السيارات الحاملة لشعارات من مختلف الدول في رحلات مكوكية. وقال السيد ليانغ شين يوان رئيس مجلس إدارة معبر كورقاس إن المعبر استقبل خلال النصف الأول من العام الحالي 217 ألف سائح من داخل الصين وخارجها وحقق عوائد سياحية قيمتها نحو 10 ملايين يوان بزيادة قدرها %43.6 عن نفس الفترة من العام الماضي. وقد تشكل في معبر كورقاس رصيف ينطلق منه قطاع السياحة من خلال زيارة بوابة البلاد والسياحة التسوقية.

وفي مايو العام الحالي افتتح في معبر آجموناي ثاني أكبر دائرة للأسواق الحدودية المتبادلة لمنطقة شينجيانغ حيث بلغت مساحة الدائرة 105 ألف متر مربع وتكلفت نحو 20 مليون يوان. ويمكن لمواطني قازقستان أن يدخلوا دائرة الأسواق لممارسة الأنشطة التجارية بواسطة وثيقة مبسطة ولا يحتاجون إلى تأشيرة كما يتمتع المواطنون الصينيون الحاملون بطاقات الهوية بالحرية الكاملة في الدخول والخروج علما أن دائرة الأسواق تتسع لحوالي عشرة آلاف شخص.

باعتبارها أسلوبا مهما في التجارة الخارجية لمنطقة شينجيانغ حافظت التجارة الحدودية منذ عام 1993 على حصة تتجاوز النصف من إجمالي قيمة التجارة الخارجية حيث بلغت قيمة التجارة الحدودية 3.709 مليار دولار أمريكي عام 2004 أي 65.8% من إجمالي قيمة التجارة الخارجية.

وبينما تجري التجارة الحدودية على قدم وساق تشهد الزراعة المتميزة في شينجيانغ تطورا ملحوظا. في السنوات الأخيرة استغلت منطقة تاتشنغ مزاياها في الموارد الزراعية ولم تدخر جهدا في إقامة قواعد لتصدير الخضراوات والفواكه لأسواق آسيا الوسطى. وقد أنشئت حول المنطقة حتى الآن 2300 صوبة تنتج سنويا 12.5 ألف طن من الخضراوات كما تخطط المنطقة لإنشاء 5000 مو (وحدة تساوي 667 مترا مربعا) من بساتين التفاح الخاص بمناطق الانقلاب الحراري خلال 3 أو 5 سنوات سعيا لزيادة صادرات الفواكه.

ومن أجل تغطية الحاجات العالمية تسرع منطقة شينجيانغ بتعديل هيكل الاقتصاد الريفي حيث تنشئ قواعد لزراعة الفواكه المختلفة وتزيد إنتاجها من أجل تصدير عنب توربان وتفاح آكسو وإجاص كورلا إلى الأسواق الخارجية.

ومع إتمام الممر الكبير للتجارة الدولية يتوافد التجار على شينجيانغ من أنحاء العالم. ومنذ تطبيق خطة استثمار المناطق الغربية جلب التجار الأجانب إلى شينجيانغ استثمارات قيمتها 536 مليون دولار أمريكي وتم بفضلها تشييد طريقين من الدرجة العالية هما طريق توربان – أوروموتشي – داهوانغشان وطريق كويتون – بحيرة سالم إضافة إلى سلسلة من المشاريع الرئيسية منها مشروع تاريم للري وحماية البيئة ومحطة دابانتشنغ لتوليد الكهرباء بالرياح. وفي العام الماضي اجتازت شينجيانغ نقطة الصفر في توظيف الاستثمارات الأجنبية في مجالي التجارة والاتصالات حيث استقرت في المنطقة سلسلة من المؤسسات منها شركة كاريفور.

وفي عام 2004 استغلت شينجيانغ استثمارات أجنبية مباشرة قيمتها 45.86 مليون دولار أمريكي بزيادة قدرها 41 ضعفا عن عام 1980 في حين بلغ عدد الشركات المقامة برؤوس أموال أجنبية في شينجيانغ 1363 شركة حيث توسع باستمرار حجم استثماراتها. وفي فبراير العام الحالي بلغ معدل حجم الاستثمار لتلك الشركات المسجلة المقامة برؤوس أموال أجنبية 17.7 مليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 110% عن نفس الفترة من العام السابق.

ومع إتمام الممر الكبير للتجارة الدولية تتوثق اتصالات شينجيانغ الأفقية بالمناطق الداخلية. وبتمويل قيمته 500 مليون يوان من تجار ونتشو أقيم في أوروموتشي مؤخرا قاعدة للتسوق الدولي التي تعتبر ممرا أخضر لدخول بضائع تشيجيانغ إلى غربي آسيا وروسيا، علما بأن هذه القاعدة ليست الوحيدة من نوعها إذ تحتضن المدينة حاليا 17 سوقا متخصصا في التجارة الدولية بمساحة أكثر من 100 ألف متر مربعا.

 

شبكة الصين /30 سبتمبر 2005/



الصفحة الأولى
أخبار في صور
الصين
العالم
المال والاقتصاد
العلم والتعليم
الثقافة والفن
البيئة
السياحة
المجتمع والحياة
المرأة والطفولة
الصين والعالم العربي
HOT LINK
الصين اليوم
<
الصين المصورة
<
وكالة أنباء شينخوا
<
صحيفة الشعب اليومية
<
اذاعة الصين الدولية
<
سفارة الصين لدى مصر
<

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-68326688