متخصصون في الدراسات التبتية يقولون أن خطبة الدالاي لاما تشوه الحقائق

بكين 26 مارس 2009 (شينخوا) قال متخصصون صينيون في الدراسات التبتية أن الخطبة التي القاها الدالاي لاما الرابع عشر خلال الشهر الجاري تشوه الحقائق.

كان الدالاي لاما قد ذكر في خطبته التي القاها يوم 10 مارس بمناسبة ذكرى "الثورة" التي اندلعت منذ 5 عقود أن التبتيين اليوم يعيشون "جحيما على الأرض" وأن التبت القديمة هي فقط "التبت الحرة".

وقال متخصصون في الدراسات التبتية أن تصريحاته لا تتفق مع الحقائق ولا تراعي مشاعر الشعب الصيني بما في ذلك التبتيون.

 

-- لمن كانت "شانغريلا" في التبت القديمة؟

على الرغم من أن البعض يزعم أن التبتيين العاديين كانوا يحصلون على تغذية جيدة قبل عام 1959 إلا أن المتخصص الأمريكي في دراسات التبت أ. توم جرونفيلد قال بعد أن اجرى احصائية عام 1940 في شرق التبت انه "لا توجد أية أدلة تدعم صورة التبت باعتبارها شانغريلا طوباوية".

واظهرت الاحصائية أن 38% من الأسر التبتية لم تكن تشرب الشاي قط وأن 51% منهم لم يتمكنوا من الحصول على الزبد وكان 75% منهم يضطرون أحيانا لتناول الحشائش المسلوقة مع عظام الثيران والشوفان أو الفول المطحون.

وقال تشانغ يون وهو باحث في مركز أبحاث التبت الصيني انه على العكس من ذلك في عام 1959 كان الدالاي لاما وحده فى عام 1959 يمتلك 160 ألف ليانغ (8 الآف كيلو جرام) من الذهب و95 مليون ليانغ من الفضة وأكثر من 20 ألف قطعة من الجواهر واليشم وأكثر من 10 الآف قطعة من أقمشة الحرير والستان وملابس الفراء النادر في حين كانت أسرته تمتلك 27 مزرعة و30 مرعى وأكثر من 6 الآف عبد.

وقال تشيانغبا بونتسوق رئيس حكومة منطقة التبت أن عبارة "الجحيم على الأرض" كانت ملائمة تماما للتبت القديمة.

قامت الحكومة المركزية في عام 1959 باحباط محاولة تمرد مسلح نظمها الدالاي لاما ومؤيدوه وبدأت الحكومة الصينية اصلاحا ديمقراطيا لانهاء نظام القنانة الاقطاعي وتحرير الاقنان.

وقال تشيانغبا الذي ولد في عائلة تبتية فقيرة منذ 62 عاما مضت أن "التبت القديمة التي كانت تحت سيطرة الدالاي لاما كانت قنانة اقطاعية أكثر ظلاما وتخلفا من اوروبا خلال القرون الوسطى".

وقال تشيانغبا انه منذ الاصلاح الديمقراطي الذي بدأ منذ 50 عاما شهدت التبت تغيرات كبيرة وزاد صافي انتاجها المحلي من 174 مليون يوان (25.6 مليون دولار أمريكي) في عام 1959 إلى 39.59 مليار يوان خلال العام الماضي.

 

-- تمرد سلمي؟

خلال الخطبة التي القاها يوم 10 مارس الجاري وصف الدالاي لاما تمرده الفاشل في عام 1959 بانه "ثورة سلمية لشعب التبت ضد قمع الصين الشيوعية في التبت".

وعلى الرغم من النفي المتكرر من جانب الدالاي لاما فان هناك 3 خطابات كتبها بنفسه في عام 1959 تؤكد العكس.

كان الدالاي لاما قد كتب تلك الخطابات لقائد جيش التحرير الشعبي المتمركز في التبت خلال أيام 11 و12 و16 مارس.

وفي خطاباته كتب الدالاي لاما قائلا "تقوم بعض العناصر الرجعية والشريرة بأنشطة تعرضني للخطر فيما يتعلق بسلامتي ، انني اتخذ اجراءات لتهدئة الاوضاع".

وقال أيضا "إن الأنشطة غير الشرعية للعصبة الرجعية سببت لي قلقا وأسفا لا حدود لهما ونظرا لان تلك الأحداث التي اتخذت ذريعة للحفاظ على سلامتي اضرت بشدة بالعلاقات بين حكومة الشعب المركزية والحكومة المحلية فانني ابذل كافة الجهود الممكنة للتعامل معها".

وقال لاقبا بونتسوق السكرتير العام لمركز أبحاث التبت الصيني انه بعد مرور 50 عاما قال الدالاي لاما إن هؤلاء الذين وصفهم بانهم "عناصر شريرة" و"زمرة رجعية" قاموا "بثورة" لانه لم يكن لديهم بديل.

وقال لاقبا بونتسوق أن السبب الرئيسي للتمرد كان إدراك الطبقة العليا الحاكمة التابعة للدالاي لاما أن الاصلاح الديمقراطي الذي بدأ عام 1959 سيؤدي لانهاء القنانة الاقطاعية ووضعهم كحكام.