الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تعليق: العلاقة الجدلية بين التنمية، الإصلاح و الاستقرار
بقلم: وو جيان مين،كبير الدبلوماسيين وباحث في أكاديمية العلوم الآسيوية والأوربية
حضرت ندوات واجتماعات عددية في الشرق الأوسط ،وكان دائما ما يسألني المشاركين أسئلة كثيرة ومتنوعة، لكن السؤال الذي تكرر عديدا هو السر في أن تحافظ اليابان على نموها الاقتصادي 18 سنة بعد الحرب، وخلق " المعجزة اليابانية"،في حين أن الصين استطاعت المحافظة على النمو الاقتصادي السريع طيلة 30سنة؟
وكان جوابي دائما، أن الصين دولة كبيرة نامية، وأن الأساس ونقطة الانطلاق كان ضعيفا، وفضاء التنمية كان واسعا. وإذا كنا نستطيع أن نحافظ على معدل النمو السنوي البالغ 9.8% طيلة 30سنة، فهذا يرجع الى صحة سياسة الإصلاح والانفتاح ، بالإضافة إلى حكمة الرفيق دينغ شياو بينغ في تنفيذ التنمية الاقتصادية الصينية ،والتعامل مع التنمية بالشكل الملائم ،والتأكيد على العلاقة بين الإصلاح والاستقرار. لقد كانت التنمية هي الهدف، ولحل المشاكل المختلفة التي تعاني منها الصين اليوم لا يمكن الاعتماد إلا على التنمية.كما أن الإصلاح هو القوة الدافعة، لان التقييد بالنظام القديم يقيد حماسة وإبداع الناس، والإصلاحات هي أساس إحياء حماسهم ، والإفراج على مخزون الإبداع المتراكم لديهم.ومئات الملايين من العمال المهاجرين إلى المدن هو مثال توضيحي جيد.في حين أن عدم الإصلاح ربما قد أدى إلى بقاء هؤلاء المهاجرين في الريف. ويعتبر الاستقرار الشرط الأساسي للتنمية، لان البلد التي تعيش في فوضى باستمرار لا يمكنها التطور والتقدم.وإن العلاقة بين " التنمية " و" الإصلاح" و" الاستقرار" مهم جدا. لان الإصلاح يولد الأمل عند الناس، والأمل أساس الحيوية،ومع ذلك، فإنه لا ينبغي أن نتبع عملية الإصلاح السريع، لأن الإصلاح هو " الثورة" ، والتعديل يشمل مصالح المجتمع بأسره، والسرعة قد تسبب اضطرابات. كما أن التنمية البطيئة أيضا ليس هو الحل، لان الصين تعتبر من البلدان الغنية باليد العاملة، وإبطاء الإصلاحات سوف تخلق أزمة عمل ولا تستطيع توفير وظائف كافية. كما أن الاستقرار هو الداعم الوحيد للتنمية، لان القضاء على الجوع هو المطلب الأول والأخير لشعوب،وعدم التنمية يعني الفقر والجوع والحاجة،وهذا يؤدي إلى عدم الاستقرار.
لقد تحصلت على المزيد من الثناء والاعتراف من المشاركين في الاجتماع لما شرحته من إجابات عن أسئلتهم، كما ذهب البعض إلى ابعد من ذلك واخذوا منطقتهم مثالا للمقارنة مع الصين. وقال الكثير منهم أنهم قلقون لعدم وجود تنظيم الأسرة في الشرق الأوسط، والنمو السكاني السريع، وزيادة عدد كبير من الشباب في سوق العمل عاما بد عام، مع النقص الكبير في الوظائف الشاغرة. وقال البعض، أن هذا الوضع هو قنبلة موقوتة كبيرة، ولا نعرف اليوم الذي تنفجر فيه.
لقد خلق هذا الموضوع مشاعر عميقة في نفسي ،عند زيارتي لشرق الأوسط.على سبيل المثال، لاحظت عددا كبيرا من الشباب البطال في الشوارع في القاهرة. وقلت آنذاك،انه من الصعب جدا أن يستمر هذا الوضع طويلا.
يشهد الشرق الأوسط تغيرات جذرية، وتطورات سريعة. وفي الندوة التي أقيمت بأبو ظبي مؤخران طرحت على بعض المشاركين العرب عن سبب تطورات الأوضاع السريعة في المنطقة؟ وأجابني، أن المعظم المحتجين في الشوارع هم من الشباب. فالشباب هي الفئة الأكثر ديناميكية في البلاد، لكن بسبب البطالة الطويلة الأجل ،وفقدانهم للأمل في المستقبل السعيد بعد وقت طويل من الانتظار،كانت نهايتها النزول إلى الشارع.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |