الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

قراءة أولية لأجندة "الدورتين": يجب على الصين التعامل مع الضغوط لرفع قيمة عملتها برؤية استراتيجية


مع ظهور المؤشرات الدالة على أن الصين قد سبقت الدول الأخرى في التعافي الاقتصادي من الأزمة المالية العالمية سارعت الاقتصادات الغربية إلي تسييس القضايا الاقتصادية، وتزعمت هذه المساعي الولايات المتحدة الأمريكية ابتداءا من أوائل عام 2010 لتشكيل ضغوط رأي عام يحث على رفع قيمة العملة الصينية (الرنمينبي). وعبرت الولايات المتحدة عن أنها ستتخذ موقفا أكثر صرامة إزاء الصين في مسألة سعر الصرف، وهددتها بادراجها ضمن قائمة الدول التي تتلاعب بأسعار الصرف.

وقد نفت الصين رسميا عدة مرات المزاعم القائلة إن"الرنمينبي المُقيم بأقل من قيمته الحقيقية سيمنع إعادة التوازن الاقتصادي العالمي"، وأكدت مرارا وتكرارا تمسكها بمبدأ الحفاظ على استقرار العملة الصينية الأساسي وتوازنها المعقول من أجل تخفيف الضغوط والتوقعات. ولكن من المتوقع ألا تنقشع سخونة موضوع الرنمينبي بسهولة خلال "الدورتين" اللتين تنعقدان في الشهر المقبل بل حتى خلال عام 2010 بأسره.

ومن المعروف أن القوة الشاملة وفعالية الإنتاج لأي دولة تعتبر من العوامل الأساسية لتحديد قوة سعر صرف عملتها، ولذلك سيكون الاتجاه الرئيسي أن يرتفع تدريجيا سعر الصرف للعملة الصينية بفضل النمو المتواصل للاقتصاد الصيني. وإذا واكبت الصين هذا الاتجاه فسيكون ذلك في صالح تخفيف عدم التوازن بين الواردات والصادرات وتوسيع الطلب الداخلي وتعزيز تحويل نمط نمو الاقتصاد الصيني وكذلك تقوية استقلالية السياسة النقدية الصينية وفعالية التحكم الكلي.

ونسبة لأن هناك تفهما واضحا لدي الحكومة الصينية لهذا الأمر فقد شكلت آلية اصلاح سعر الصرف في يوليو عام 2005 حتى يتم تحقيق تعويم سعر صرف الرنمينبي باتجاهين، وتعزيز مرونته، وحتى نهاية عام 2009، فقد تجاوزت نسبة ارتفاع قيمة الرنمينبي التراكمية 20% و2% مقابل الدولار الأمريكي واليورو.

ورغم أن الأوضاع الاقتصادية لعام 2010 ستكون أفضل مما كانت عليه في السنة الماضية وفقا لمراقبون للشأن الاقتصادي، ولكن أساس انتعاش الاقتصاد العالمي لا زال هشا بغض النظر عن رغبة المواطنين في الاستهلاك واستثمار الشركات، وبالإضافة إلى ذلك، لم يتم التخلص بشكل كامل من الأخطار في القطاع المالي الدولي بعد، وتوجد كثير من عوامل عدم الاستقرار والقلق.

ولم تنقشع الأزمة المالية العالمية بعد حتى تعللت الولايات المتحدة وأوروبا بالرنمينبي بحجة "إعادة التوازن للاقتصاد العالمي"، وما هي الأسباب وراء ذلك؟ نعزو أسباب ذلك إلى ثلاثة عوامل: أولا، إن الولايات المتحدة وأوربا في حاجة إلى ايجاد "كبش فداء" بسبب حاجات سياسية داخلية لهما؛ ثانيا، زيادة الضغوط على الصين عبر هذا الموضوع؛ ثالثا، إذا خضعت الصين لهذه الضغوط فتستطيعان الاستفادة مما يسببه ارتفاع قيمة الرنمينبي من نقل الثروة بوساطة خطة الأموال الساخنة التي وضعاها مسبقا.

وفي الواقع، إن الولايات المتحدة وأوروبا تدركان تماما أن اتجاه العولمة الاقتصادية متعذِّر إلغاؤه ، وقد أثبتت التجارب التاريخية مرارا أن تغير سعر الصرف ليس بامكانه إعادة التوازن بين الايرادات والمدفوعات الدوليتين، وكذلك ليس من الممكن تقليل اعتماد الدول المتقدمة على الدول النامية في منتجات منخفضة التكلفة عن طريق ارتفاع حاد في قيمة الرنمينبي.



1   2    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :