ميراث دنغ ما زال يؤثر على الصين وسائر انحاء العالم

وصل الاحتفال الذى يستمر شهرا فى الصين بالذكرى المئوية لميلاد الزعيم الراحل دنغ شياو بينغ ، كبير مهندسى مسيرة الاصلاح والانفتاح فى البلاد ، الى ذروته يوم الاحد /22 اغسطس الحالي/ بعقد تجمع كبير يضم 6 الاف شخص فى قاعة الشعب الكبرى.

وقال الرئيس الصينى هو جين تاو فى الاجتماع "ان الرفيق دنغ شياو بينغ رجل عظيم فى العالم" ، "وان انجازاته الملحوظة ونظرياته العلمية ستظل تغير، مثلما عملت بالفعل، الصين والعالم باسره وتؤثر عليهما".

وذكر هو جين تاو ، وهو ايضا السكرتير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى ، فى الاجتماع الذى حضره كبار القادة جيانغ تسه مين ، ووو بانغ قوه ، وون جيا باو ، وجيا تشينغ لين ، ان هذه الاحتفالات " ستظل تلهم الحزب والامة باسرهما لدفع القضية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية قدما".

عاش دنغ ، الذى ولد لاسرة ريفية فى محافظة قوانغان فى مقاطعة سيتشوان بجنوب غرب الصين يوم 22 اغسطس من عام 1904 وتوفى فى فبراير من عام 1997 ، حياة متميزة " كماركسى عظيم ، وكثورى بروليتارى عظيم ، وكرجل دولة ، وكاستراتيجى عسكرى وكدبلوماسى وكمقاتل شيوعى مجرب طويلا ، وكبير مهندسى مسيرة الاصلاح والانفتاح والتحديث ، وكمؤسس نظرية دنغ شياو بينغ " كما قال الرئيس الصينى.

وذكر هو جين تاو ، عقب استعراض الحياة المهنية الاسطورية لدنغ " بصعود نجمه ثلاث مرات وهبوطه ثلاث مرات " لم يفقد خلالها ابدا الامل عندما وجه اليه النقد بشكل خاطىء ولم يتردد فى الوقوف الى جانب الصواب من اجل الحزب والامة ، ان دنغ كان رجلا يتعين ان يفخر به الحزب باسره.

وقال هو جين تاو " متى احتاج اليه الحزب والشعب بشدة وفى اللحظات الحاسمة من تنمية البلاد ، كان دنغ دائما شجاعا فى تحمل الاعباء الجسام ، بغض النظر عما اذا كان ذلك اثناء الثورة لبناء الصين الجديدة ، اوفى فترة فوضى ‘ الثورة الثقافية ‘ او اثناء مسيرة الاصلاح والانفتاح والتحديث بالبلاد".

واستشهد الرئيس بشكل خاص بالدور الهام الذى اضطلع به دنغ فى التعامل مع الاضطرابات السياسية داخل البلاد وخارجها فى اواخر الثمانينات وبداية التسعينات.

وقال " ان دنغ ، ومعه قدامى المحاربين الاخرين بالحزب ، ايد بشدة اعتماد الحزب والحكومة على الشعب لمواصلة تنفيذ المبادىء الاساسية الاربعة والحفاظ على الاستقلال الوطنى والكرامة والامن والاستقرار ، والتمسك على الدوام بالمهمة المركزية للبناء الاقتصادى والاصلاح والانفتاح ، وهذا ساعد الحزب والامة على الصمود امام الاختبارات القاسية ومواصلة المسار الصحيح للاشتراكية ذات الخصائص الصينية".

وذكر هو جين تاو ان دنغ قدم اسهامات عظيمة للامة حتى عندما كان يبلغ من العمر 88 عاما ، مشيرا الى ان الزعيم الراحل قدم سلسلة من الملاحظات الهامة اثناء جولته التفقدية فى جنوب الصين فى عام 1992، ليعطى دفعة لمسيرة الاصلاح والانفتاح والتحديث فى الصين عندما انشغلت الامة بالسؤال حول الى اين تتجه عقب القلاقل التى حدثت فى عام 1989.

كما تحدث هو جين تاو بالتفصيل عن عدد من الافكار الابداعية الاخرى لدنغ التى شكلت الصين فى العقدين ونصف العقد الماضى :

-- بفهمه العميق للماركسية وبعد نظره السياسى العظيم ، قدم دنغ للمرة الاولى اجابة منظمة على كيفية بناء الاشتراكية فى دولة نامية مثل الصين وتدعيمها ومواصلة تنميتها ، وقدم تعريفا كاملا للاشتراكية فى مرحلتها الاولية .

-- دعا دنغ الامة الى التركيز على التنمية والسماح لبعض المناطق والاشخاص بتكوين ثروة اولا حتى يستطيعوا مساعدة الاخرين لتحقيق الازدهار المشترك ، قائلا ان التخطيط والسوق ليس الا وسيلتين للتنمية الاقتصادية وليسا باى حال رمزين للاشتراكية والرأسمالية .

-- ايد دنغ نظام المسؤولية الاسرية فى الانتاج الزراعى ، الامر الذى استهل الاصلاح فى الصين واخرج الملايين فى الصين من الفقر .

-- على اساس الوضع الدولى فى الثمانينات ، توصل دنغ الى استنتاج رئيسى وهو ان السلام والتنمية هما القضيتان الهامتان للعالم المعاصر ، الامر الذى ارسى اساسا للحزب والحكومة لتحويل التركيز فى العمل الى التحديث الاشتراكى .

-- ايد دنغ طويلا الغاء نظام تولى الكوادر مدى الحياة وكان قدوة فى هذا الامر عمليا ، فقد اضطلع بدور حاسم فى الانتقال السلس من الجيل الثانى للقيادة الجماعية المركزية الى الجيل الثالث .

وقال هو جين تاو " ان برنامج دنغ شياو بينغ لتحديث الصين تحول بصورة تدريجية الى حقيقة رائعة " .

وذكر هو انه تم تحقيق اهداف التنمية للخطوة الاولى والخطوة الثانية حيث وصل مستوى معيشة الشعب الى مستوى " الشياو كانغ " ( حياة رغيدة نسبيا ) عموما ، واضاف " اننا نسير نحو الهدف الاستراتيجى للخطوة الثالثة بثقة كاملة " وهو رفع اجمال الناتج الوطنى للفرد فى الصين الى المتوسط فى الدول المتوسطة وتمكين الشعب من العيش حياة رغيدة نسبيا واستكمال عملية التحديث .

وقال هو " انه تم تحقيق تقدم كبير فى اعادة توحيد الوطن الام التى اولاها دنغ اهتماما كبيرا حيث عادت هونج كونج وماكاو الى الوطن الام وحافظتا على ازدهارهما واستقرارهما ، واننا نعمل من اجل تحقيق التسوية النهائية لقضية تايوان " .

وذكر ان الحكومة المركزية ستلتزم بسياسة " دولة واحدة ونظامان " وستسعى الى اعادة توحيد الوطن الام .

ودعا الرئيس الى التضامن الشامل للشعب الصينى ، بمن فيهم مواطنو تايوان ، لمعارضة عناصر " استقلال تايوان " وايقاف نشاطهم وحماية سيادة الصين ووحدة اراضيها بشكل تام .

وقال " اننا مستعدون للسعى بجد لتحقيق آفاق اعادة التوحيد السلمى باقصى اخلاصنا وجهودنا ، ولكننا مصممون تماما على تحطيم اى خطة تهدف الى فصل تايوان عن الصين وقادرون على ذلك " .

ودعا الرئيس الحزب والامة الى مواصلة " تسليح الحزب باكمله وتعليم الامة باسرها بنظرية دنغ شياو بينغ والفكر الهام ‘ للتمثيلات الثلاثة ‘ فى جميع الاوقات وتحت كافة الظروف " . وتعتبر النظرية الاخيرة ، التى قدمها جيانغ تسه مين قلب الجيل الثالث من قيادة الحزب الشيوعى الصينى ، تطورا تاليا لنظرية دنغ شياو بينغ .

وكخطوات تهدف الى توريث الميراث السياسى لدنغ ، اكد الرئيس هو على الاسلوب العلمى للتنمية الذى يركز على تنمية شاملة ومتوازنة ومستدامة على اساس " وضع الشعب فى المقام الاول " .

وذكر انه من اجل ترسيخ الاسلوب العلمى وتنفيذه بجدية ، يجب على الحزب والحكومة العمل من اجل تحقيق تنمية منسقة بين مناطق الريف والحضر ، وبين المناطق المختلفة ، وبين الاقتصاد والمجتمع ، وبين البشر والطبيعة ، وبين التنمية الداخلية والانفتاح على العالم الخارجى .

وقال انه يجب على الصين " تعزيز النمو الاقتصادى المستدام والسريع والمتوازن والصحى وضمان استفادة جميع افراد الشعب من منافع التنمية " .

كما تعهد هو جين تاو بمواصلة تنمية الديمقراطية الاشتراكية وتعزيز الاصلاح السياسى بطريقة نشطة ومطردة .

وذكر " انه يتعين بذل جهود لتطوير الديمقراطية الاشتراكية ، وتحسين النظام القانونى الاشتراكى ، وبناء دولة اشتراكية تخضع لحكم القانون ، وضمان ممارسة الشعب لحق الانتخاب الديمقراطى والصنع الديمقراطى للسياسات والادارة الديمقراطية والرقابة الديمقراطية وفقا للقانون " .

واعرب هو عن تصميمه الشديد على تعزيز بناء الحزب ودفع مكافحة الفساد قدما فى ختام تصريحاته .

وذكر ان السبيل الى التعامل بصورة ناجحة مع الشؤون فى الصين يكمن فى يد الحزب الشيوعى الصينى وان الحزب سيركز على تحسين قدرته فى الحكم ومكافحته للفساد ويقظته ازاء المخاطر .

وقال ان اللجنة المركزية للحزب ستبذل جهودا حثيثة لتعزيز بناء الحزب وبناء نظام لمكافحة الكسب غير المشروع وترسيخه وتحسينه ليتلاءم مع نظام اقتصاد السوق الاشتراكى والتركيز بصورة متساوية على التوعية والرقابة والعقاب . وقال " اننا سندفع قدما بصورة دائمة مكافحة الفساد". / شينخوا نت/

شبكة الصين /24 اغسطس 2004/