دنغ شياو بينغ والدبلوماسية الصينية

– سيهانوك يستعرض دور دنغ شياو بينغ في مسيرة السلام بكمبوديا

في أواخر السبعينات من القرن الماضي، تعرضت كمبوديا – الدولة الصديقة المجاورة للصين لعدوان خارجي، ومرت البلاد بمرحلة حرب وانقسمت الأمة. وفي هذه الظروف، لعبت الصين بتوجيهات دنغ شياو بينغ دورا هاما في دفع مسيرة السلام في كمبوديا. وبهذا الصدد، قال الملك الكمبودي نوردوم سيهانوك بتأثر خلال مقابلة أجرتها معه إذاعتنا يوم الأربعاء (18 أغسطس) إن الشعب الكمبودي لن ينسى أبدا المساهمات الهامة التي قدمها دنغ شياو بينغ لإعادة الحرية والسلام إلى كمبوديا وتحقيق المصالحة الوطنية. وعبر عن شكره الخالص على مساعدات دنغ شياو بينغ في مسيرة السلام بكمبوديا قائلا: "كان دنغ شياو بينغ ظل يساعد كمبوديا على استعادة حريتها وتحقيق السلام والمصالحة الوطنية. وساعدنا على حل مشاكل كثيرة كبيرة وصغيرة. وإن المساهمة التي قدمها لبلادنا عظيمة جدا."

يعتبر تعزيز التضامن والتعاون مع الدول النامية موضوعا هاما في نظرية دنغ شياو بينغ ومحورا أساسيا في سياسة الصين الخارجية. فظلت الصين تتعاون مع الدول النامية بلا أنانية ودون وضع أي شرط. وإن مساهمات الصين في دفع مسيرة السلام بكمبوديا دليل على ذلك. وبهذا الشأن، قال الملك سيهانوك: "إن الصين متحمسة في مساعدة الدول الضغيفة والصغيرة، لكنها لا تتدخل في شؤونها الداخلية قط، وتحترم استقلال وحرية مختلف الدول وسلامة أراضيها. وظل التعاون بين الصين وكمبوديا جيدا جدا. وبالنسبة إلى الصين، إن هذا التعاون تعاون بدون شرط ولم تطمع في كسب أية فوائد"

ومن أجل دفع مسيرة السلام في كمبوديا وإقناع ثلاثة فصائل مختلفة المواقف في كمبوديا للاتجاه نحو الوحدة لإنقاذ البلاد، كان دنغ شياو بينغ قد اجتمع مع زعماء هذه الفصائل أكثر من مرة، حيث قدم لهم اقتراحات هامة عديدة. وبمبادرة دنغ شياو بينغ، أزيلت خلافات كبرى بين الفصائل الثلاثة عبر التشاور، ووافقت هذه الفصائل على تشكيل جبهة موحدة وحكومة ائتلافية بغية إنقاذ البلاد.

ومن أجل دعم كمبوديا لإنقاذ البلاد والحفاظ على سلام واستقرار المنطقة، قرر دنغ شياو بينغ إجراء تعاون مع دول معنية ليتمكن من نقل مواد المعونة إلى كمبوديا. وحينما استعرض سيهانوك تلك الفترة، أبدى تأثره بما قدمته الصين إلى كمبوديا، وقال: "لن ننسى أبدا ما قاله دنغ شياو بينغ حينذاك – ما يحتاج إليه القادة الكمبوديون، نقدمه إليهم، ومن أجل حماية بلادهم وبنائها، ومن أجل تنمية الأمة الكمبودية وأمن شعبها، سنقدم لهم مساعدات بدون شرط. ما أثمن هذا الكلام، وما أروع مغزاه!"

ومن أجل دفع المفاوضات السلمية لقضية كمبوديا، أصدرت وزارة الخارجية الصينية بتوجيهات من دنغ شياو بينغ تصريحا حثت فيه الجانب المعتدي على سحب قواته منها واقترحت على الأمم المتحدة مراقبة ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، شاركت الصين بحماسة الدول المعنية الأخرى في لقاءات ومحادثات ودفعت معها الأمم المتحدة إلى عقد اجتماع دولي خاص بقضية كمبوديا، مما أدى إلى حل هذه القضية في آخر المطاف. (إذاعة الصين الدولية)

شبكة الصين /20 اغسطس 2004/