الصين تصدر وثيقة هامة بشأن // دولة واحدة .. نظامان//
خولت وكالة شينخوا للانباء مرة أخرى باصدار وثيقة هامة تحت عنوان // دولة واحدة ونظامان // وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة عشرة لصدور القانون الاساسى لمنطقة هونغ كونغ الادارية الخاصة.
تجدر الاشارة الى ان عبارة << دولة واحدة .. نظامان >> وردت ضمن حديث هام ادلى به الرفيق دنغ شياو بينغ الراحل قبل 20 سنة فى لقائه مع كل من وفد رجال الاوساط الصناعية والتجارية الهونغ كونغية وشخصيات بارزة فى هونغ كونغ لدى زيارتهم لبكين. وشرح الرفيق دنغ فى حديثه بكل وضوح وجلاء تفاصيل << دولة واحدة .. نظامان >>. كما تناول ايضا الخطوط العريضة لعبارة // اهالى هونغ كونغ يحكمون هونغ كونغ // ومعاييرها وكذلك المعايير المحددة للمحب للوطن.
وفيما يلى النص الكامل للوثيقة :
ان الحكومة الصينية حازمة فى موقفها ومبادئها وسياساتها بشأن هونغ كونغ. ولقد أكدنا فى مناسبات عديدة انه بعد ان تستأنف الصين سيادتها على هونغ كونغ فى عام 1997 سيبقى النظامان الاجتماعى والاقتصادى الحاليان فى هونغ كونغ من دون تغيير, وسيظل نظامها القانونى من دون تغيير من حيث الأساس كما سيبقى اسلوب حياتها ومكانتها كميناء حر ومركز تجارى ومالى دولى بلا تغيير ويمكنها ان تواصل المحافظة أو تقيم علاقات اقتصادية مع الدول والمناطق الأخرى. وأكدنا أيضا مرارا وتكرارا انه فضلا عن القوات المرابطة لن تعين بكين مسؤولين الى حكومة منطقة هونغ كونغ الادارية الخاصة. هذه السياسة ستبقى ايضا بلا تغيير. اننا سنعمل على مرابطة قوات هناك لحماية أمننا الوطنى وليس للتدخل فى شئون هونغ كونغ الداخلية. وان سياستنا بخصوص هونغ كونغ ستبقى بلا تغيير لمدة خمسين عاما, واننا نعنى ما نقول.
اننا ننتهج سياسة " دولة واحدة .. نظامان ". واكثر تحديد ان هذا يعنى انه فى نطاق جمهورية الصين الشعبية سيحافظ البر الصينى بملياره من السكان على النظام الاشتراكى بينما تواصل هونغ كونغ وتايوان فى ظل النظام الرأسمالى. فى السنوات الاخيرة بذلت الصين جهودا كدودة للتغلب على الأخطاء " اليسارية " ووضعت سياساتها المتعلقة كافة مجالات العمل تماشيا مع مبدأ الانطلاق من الواقع والبحث عن الحقيقة من الوقائع. بعد خمسة أعوام ونصف العام بدأت الاشياء تنتعش. وعلى أساس هذه الخلفية اقترحنا بان نحل مسألتى هونغ كونغ وتايوان بالسماح لان يتعايش النظامان فى بلد واحد.
لقد ناقشنا سياسة " دولة واحدة .. نظامان " اكثر من مرة. ولقد تبناها المجلس الوطنى لنواب الشعب. بعض الناس قلقون من انها قد تتغير. أقول ان ذلك لن يحدث. ان جوهر المسألة, العامل الحاسم, هو ما اذا كانت السياسة صحيحة. واذا لم تكن صحيحة فستتغير وإلا فلا. والى جانب ذلك هل يوجد من يستطيع تغيير سياسة الصين الراهنة فى الانفتاح على العالم الخارجى وتنشيط الاقتصاد المحلى؟ لو تغير ذلك فسيهبط مستوى معيشة 80% من سكان الصين وسنفقد تأييد الشعب. وإن كنا على المسار الصحيح وحزنا تأييد الشعب فهذه السياسة لن تتغير.
سياستنا تجاه هونغ كونغ ستبقى نفس السياسة لفترة زمنية طويلة قادمة, بيد ان ذلك لن يؤثر على الاشتراكية فى بر الوطن. الجزء الرئيسى من الصين يجب ان يواصل فى ظل الاشتراكية, ولكن نظاما رأسماليا سيسمح له بالتعايش فى مناطق معينة مثل هونغ كونغ وتايوان. ان انفتاح عدد من المدن بالبر الصينى سيسمح بدخول بعض الرساميل الاجنبية التى ستخدم كمكمل للاقتصاد الاشتراكى وتساعد فى حفز نمو القوى المنتجة الاجتماعية. وعلى سبيل المثال.. اذا ما استثمرت أموال أجنبية فى شانغهاى فمن المؤكد ان ذلك لا يعنى ان المدينة بأسرها قد أصبحت رأسمالية. ونفس الشىء ينطبق على شنتشن, حيث مازالت الاشتراكية تسود. ان القسم الاعظم من الصين سيبقى اشتراكيا.
مفهوم " دولة واحدة .. نظامان " وضع طبقا للوقائع فى الصين وقد جذب اهتماما دوليا. ان الصين ليس فقط ان لديها مشكلة هونغ كونغ لتذللها, بل مشكلة تايوان أيضا. ما هو الحل لهاتين المشكلتين؟ بالنسبة للثانية هل ستقوم الاشتراكية بابتلاع تايوان أم " مبادىء الشعب الثلاثة " ( الوطنية والديمقراطية والحياة الشعبية ) التى تنادى بها تايوان ستبلع البر الصينى؟ الجواب ليس أى منهما. اذا لم تحل المشكلة بالوسائل السلمية فإذن لابد من حلها بالقوة. ولن يستفيد اى جانب من ذلك. توحيد الوطن الأم هو طموح الأمة قاطبة. واذا لم ينجز فى مئة عام فسيكون ذلك فى الف عام. فى رأيى ان الحل الوحيد يكمن فى ممارسة نظامين فى بلد واحد. ان العالم يواجه الخيار بين الوسائل السلمية وغير السلمية لتسوية النزاعات. وبشكل أو بآخر لابد من تسويتها. المشكلات الجديدة يجب تسويتها بوسائل جديدة. ان التسوية الناجحة لمسألة هونغ كونغ قد تقدم عناصر مفيدة لتسوية المسائل الدولية. هل توجد أى حكومة فى تاريخ العالم انتهجت سياسة سخية كسياسة الصين؟ هل حدث ان سجل فى تاريخ الرأسمالية عن أى بلد غربى فعل شيئا مماثلا؟ عندما ننتهج سياسة " دولة واحدة .. نظامان " لتسوية مسألة هونغ كونغ فاننا لا نتصرف باندفاع أو نقوم باحتيال, ولكن ننطلق من الواقع ونأخذ بعين الاعتبار التام الظروف الماضية والراهنة لهونغ كونغ.
ينبغى ان يكون لدينا ايمان بالصينيين فى هونغ كونغ القادرين تماما على ادارة شؤونهم. ان الفكرة القائلة ان الصينيين لا يقدرون على ادارة شؤون هونغ كونغ بشكل يدعو الى الرضا هى قد خلفتها العقلية الاستعمارية القديمة. لاكثر من قرن من الزمان بعد حرب الافيون ظل الاجانب يزردون ويذلون الشعب الصينى. ولكن صورة الصين قد تغيرت منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية . الصورة الحديثة لم تخلقها حكومة اسرة تشينغ الملكية الاخيرة ولا امراء الحرب الشماليون ولا تشيانغ كاى شيك وولده, انها جمهورية الصين الشعبية التى غيرت صورة الصين. ان كل الصينيين يتحلون على الاقل باحساس الكبرياء بالامة الصينية مهما كانت الملابس التى يرتدونها او اى موقف سياسى يتخذونه. ان الصينيين فى هونغ كونغ يشتركون بهذا الاحساس من الكبرياء الوطنية . ان لديهم القدرة على ادارة هونغ كونغ جيدا وينبغى ان يكونوا واثقين من ذلك. ان ازدهار هونغ كونغ قد انجزه وبشكل رئيسى مواطنو هونغ كونغ واغلبهم صينيون . ان الصينيين ليسوا اقل ذكاء من الاجانب وليسوا باى شكل اقل موهبة . ليس صحيحا ان الاجانب فقط يمكن ان يكونوا اداريين جيدين. نحن الصينيين قادرون على ذلك. ان الرأى القائل ان اهالى هونغ كونغ يفتقرون الى الثقة بالنفس لا يشارك فيه فعلا اهالى هونغ كونغ انفسهم.
لم يعلن بعد عن مضمون المحادثات الصينية - البريطانية لذا فان كثيرين من مواطنى هونغ كونغ لا يعرفون سياسة الحكومة المركزية. وحتى ما تعرفوا عليها فسيكونون على ثقة تامة بها. سياستنا حول تسوية مشكلة هونغ كونغ اعلنها رئيس مجلس الدولة فى تقريره عن اعمال الحكومة الى الدورة الثانية للمجلس الوطنى السادس لنواب الشعب ( عقد فى مايو 1984 ) واجازها المؤتمر. هذا يدل كم نحن جادون حيال ذلك . اذا كان الشعب فى هذه المرحلة مازال يشعر بالقلق عما اذا كان يستطيع ان يثق بنا وليس لديه ايمان بجمهورية الصين الشعبية والحكومة الصينية فما جدوى الحديث عن اى شىء. اننا لعلى قناعة بان اهالى هونغ كونغ قادرون على ادارة شؤون هونغ كونغ على خير ما يرام واننا نرغب فى ان نشهد نهاية للحكم الاجنبى. ان اهالى هونغ كونغ انفسهم لن يقبلوا اقل من ذلك.
لابد من تهيئة بعض المتطلبات او المؤهلات بخصوص ادارة اهالى هونغ كونغ لشؤون هونغ كونغ. لابد ان يشكل المواطنون المحبون للوطن الجسم الرئيسى للاداريين , اى الحكومة المستقبلية لمنطقة هونغ كونغ الخاصة. ومما لا شك فيه ينبغى ان تضم صينيين آخرين ايضا اضافة الى اجانب يدعون للعمل كمستشارين. ما المقصود بالمحب للوطن؟ المحب للوطن هو الذى يحترم الامة الصينية ويدعم باخلاص استئناف الوطن الام للسيادة على هونغ كونغ ويرغب الا يعرقل ازدهار واستقرار هونغ كونغ. ان من تتوفر فيهم هذه المتطلبات هم محبون للوطن سواء اعتقدوا فى الراسمالية والاقطاع او حتى العبودية. اننا لا نطلب بان يكون من مؤيدى النظام الاشتراكى فى الصين, وما نطلبهم به هو حب الوطن الام وهونغ كونغ.
ما زال امامنا ثلاثة عشر عاما حتى عام 1997. علينا ان نبدأ العمل الان لنحقق تدريجيا انتقالا سلسا.
اولا .. لا بد من تجنب التقلبات او النكسات الكبرى ويجب المحافظة على ازدهار واستقرار هونغ كونغ .
ثانيا .. يجب تهيئة الظروف لان يتولى مواطنو هونغ كونغ شؤون الحكومة بشكل سلس . اننى يراودنى الامل بان المواطنين من كافة الاوساط الحياتية فى هونغ كونغ سيعملون لاجل هذا الهدف. (شينخوا)
فكرة "دولة واحدة ... نظامان" مفيدة
(مقتطفات من حديث دنغ شياو بينغ الراحل مع وزير الخارجية البريطاني الأسبق جفرى هاو)
(31 يوليو 1984)
فكرة "دولة واحدة ... نظامان" لم تأت فجأة. فقد تكونت منذ عدة سنوات، منذ الدورة الكاملة الثالثة للجنة الحزب المركزية الحادية عشرة المنعقدة في ديسمبر 1978. ظهرت الفكرة اولا كوسيلة لتسوية مسألتي تايوان وهونغ كونغ. هناك وسيلتان متاحتان: وسيلة لا سلمية وأخرى سلمية. الوسيلة اللاسلمية، اي وسيلة القوة المسلحة ليست وسيلة سعيدة بأي حال من الأحوال. كيف يمكن تسوية هاتين المسألتين بالوسيلة السلمية؟ هذا يتطلب مراعاة وافية لتاريخ هونغ كونغ وتايوان وظروفهما الراهنة. لقد جرى التأكيد في الدورة الثالثة الكاملة للجنة الحزب المركزية الحادية عشرة على مبدأ الرفيق ماو تسي تونغ... مبدأ البحث عن الحقيقة من الوقائع، والذي يتطلب ان ننطلق من الواقع في كل امر نؤديه. لذلك، يتطلب احترام الوقائع والحقائق منا ان نحترم الحقائق التاريخية لهونغ كونغ وتايوان. اننا حين نقترح ان يجرى الحفاظ على النظام الرأسمالي في هونغ كونغ فاننا نعني انه يمكن تطبيق "دولة واحدة ... نظامان" هناك. ونفس الشيء ينطبق على تايوان. ان نظامنا الاشتراكي لن يتغير ... كلا، لن يتغير. فاذا لم يتم ضمان النظام الرأسمالي في هونغ كونغ وتايوان تعرض الاستقرار والازدهار هناك الى الاخطار، وتبقى التسوية السلمية خارجة عن الموضوع. ولذلك، نقترح، اولا بالنسبة لهونغ كونغ، ضمان بقاء النظام الرأسمالي الراهن واسلوب الحياة بلا تغيير لمدة خمسين سنة بعد 1997.
لقد توصلت الحكومتان الصينية والبريطانية الى اتفاق اساسي في المحادثات حول مسألة هونغ كونغ. وانني واثق ان فكرة "دولة واحدة ... نظامان" تنفع. ان رد الفعل الدولي لهذه التسوية سيكون مؤاتيا، وان التسوية ستكون مثالا للدول الاخرى في حل النزاعات التي خلفها التاريخ. وعندما كونا فكرة "دولة واحدة ... نظامان" تدارسنا ايضا في اي الاساليب ينبغي اللجوء اليه في تسوية النزاعات الدولية، اذ ان ثمة مسائل كثيرة في العالم قاطبة معقدة وعسيرة الحل. وارى انه يمكن حل بعضها بهذا الاسلوب. لقد سعينا جادين لايجاد حل مقبول من الطرفين للنزاعات. في الماضي، تفجرت نزاعات عديدة وادت الى صدامات مسلحة. ولو طبقت اساليب عادلة ومعقولة لساعدت على ازالة نقاط الوميض واستقرار الوضع العالمي.
/شبكة الصين/
|