رئيس منطقة التبت: "لا يعرف دفء الشمس إلا من عانى برودة الشتاء" (صور)

حصاد وافر منتظر— جانب من حقل لشعير الهضاب

خلال السنوات الماضية، مع تشغيل سكة حديد تشينغتسانغ (تشينغهاي- التبت) ومطار لينتشي وتطوير مشروع الإسكان وخطة النهوض بالمناطق الحدودية وإثراء الشعب، شهدت التبت تقدما شاملا اقتصاديا واجتماعيا، مما أعطى تشيانغبا بونسوغ حافزا للعمل أكثر. منذ توليه منصب رئيس المنطقة الذاتية الحكم سنة 2003، زار تشيانغبا بونسوغ كل ركن في منطقة التبت التي تغطي مليونا ومائتي ألف كيلومتر مربع، لدرجة أنه ذهب إلى موتو التي تحمل لقب "الجزيرة المعزولة".

"خلال الزيارة التفقدية لموتو، أدركت بعمق أن مشروع الإسكان مشروع نظامي وطويل الأمد، ويجسد اهتمام الحزب والحكومة الكبير بالرعاة والفلاحين، ويستهدف جعل الرعاة والفلاحين يعيشون بطمأنينة ويعملون بارتياح". إن هذا يثبت عزمنا على الوفاء بـ"التعهدات الثلاثة". لذلك عندما زار الرجل محافظة لونغتسي الواقعة في حدود التبت شعر ببهجة وارتياح وهو يرى نساء قومية منبا يهاتفن أقاربهن في بلدة بعيدة بالتليفون النقال ويخبرنهم بأنهن يعشن في منازل جديدة ويستخدمن النقال.

"بفضل الرعاية الخاصة للتبت، سبقت التبت غيرها من المناطق داخل البلاد في تنفيذ أعمال الحكومة، على سبيل المثال تم إلغاء ضريبة الزراعة في التبت قبل 25 سنة؛ وتقدمت غيرها في تطبيق التعليم الإلزامي المجاني بالمدن والريف سنة 1985؛ تحقق نظام العلاج المجاني في منطقة الرعي الريفية، وتعميم نظام الضمان الطبي في البلدات بشكل كامل، كانت الأولى في بناء نظام الضمان الطبي الأساسي لسكان المدن والأرياف؛ وسبقت غيرها في بناء نظام ضمان الحد الأدنى لمستوى المعيشة للرعاة والفلاحين......" يرى تشيانغبا بونسوغ أن الحكومة مطالبة بأن تفعل كل ما يساهم في تنمية التبت واستقرارها ويحسن حياة الشعب.

خضراوات الصوبة في الهضبة

ما يشغل بال تشيانغبا بونسوغ هو زيادة دخل الرعاة والفلاحين وتحسين ظروف الإنتاج والمعيشة. المهمة الأولى له منذ توليه منصب رئيس المنطقة الذاتية الحكم، هي تحسين ظروف الإنتاج والمعيشة للرعاة والفلاحين وزيادة دخلهم، ومن الإجراءات الهامة لتحسين حياة الشعب وحشد المشاعر الشعبية، تنفيذ سياسات دعم الإنتاج الزراعي وإثراء الفلاحين، وتخصيص كثير من الجهود والموارد المادية والمالية للارتقاء بقدرة الإنتاج المتكاملة للزراعة وتربية المواشي والدواجن ودعم تنمية تربية المواشي والدواجن المميزة وتوسيع تصدير خدمات العمل ودفع بناء الريف الاشتراكي الجديد، فارتفع متوسط دخل الفردمن الرعاة والفلاحين بنسبة أكثر من 10% في ست سنوات متتالية. في سنة 2008 وحدها بلغ الدعم الإجمالي لسياسات الإنتاج الزراعي وإثراء الفلاحين في المنطقة 395 مليون دولار أمريكي بزيادة 6ر28% عن العام السابق، مما دفع زيادة الإنتاج وزيادة فعالية الزراعة وتربية المواشي والدواجن؛ وتحقق حصاد وافر من الحبوب، حيث بلغ إنتاجها الإجمالي 950 ألف طن؛ ازدادت الإيرادات الاقتصادية من تربية المواشي والدواجن بشكل مستقر، تبلغ نسبة بيع المواشي والدواجن المربية 30%؛ ويتم تصدير خدمات العمل لنحو أكثر من 700 ألف شخص سنويا، وبلغ دخل قطاع الخدمات 161 مليون دولار أمريكي؛ تم بناء 112 مشروعا مميزا لتطوير تربية المواشي والدواجن. حسب الإحصاءات، في 2008 بلغ متوسط دخل الفرد من الدخل للرعاة والفلاحين 464 دولارا أمريكيا، بزيادة 7ر13% عن العام السابق.

القطار يدخل المدينة المقدسة—لاسا.

أسفرت أحداث "14 مارس" التي وقعت في لاسا عام 2008 والأزمة المالية العالمية عن تأثيرات خطيرة على البيئة الاستثمارية لمنطقة التبت الذاتية الحكم. على ضوء هذه الحالة، قامت المنطقة الذاتية الحكم بدراسة الوقع وتقدير التطورات الممكنة وأصدرت في حينه عددا من السياسات والإجراءات منها خفض الضرائب والرسوم والأجور أو الإعفاء منها، جمع الأموال والإقراض والتدخل المؤقت في تسعير السلع، كما قدمت دعما للتجار المتأثرين بالأزمة والصناعات المتأثرة، فتحقق استقرار أسعار السلع واستقرار الثقة بالسوق وإعادة النظام الطبيعي للإنتاج والعمل التجاري في وقت سريع.

قال تشيانغبا بونسوغ متأثرا: "لا يعرف دفء الشمس إلا من عانى برودة الشتاء القاسي. وأبناء جيلنا لديهم مشاعر عميقة، فنحن شهدنا التبت القديمة. إن نصف قرن من التغيرات في التبت يوضح بجلاء حقيقة أنه لايمكن إنقاذ التبت وتنمية التبت وإثراء التبت وجعل أبناء التبت من مختلف القوميات يعيشون حياة سعيدة إلا بالتمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني والتمسك بالنظام الاشتراكي والتمسك بنظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي".

 

(العدد 10، 2009، مجلة الصين اليوم)

 

شبكة الصين / 19 أكتوبر 2009 /