مقدمة
:
في فبراير 2005،
شَدَّ كتاب تحت عنوان ((عندما تغير الصين العالم)) الأنظار في فرنسا،
وتصدر، على نحو متسارع، قائمة أسماء الكتب الأكثر رواجا. قال المؤلف
ارير اسرائيلفتس (Erir Izraelewicz): إن العالم قد اهتز بسبب يقظة
الصين. ليس في تاريخ البشرية دولة تعدادها 3ر1 مليار نسمة تقدر على
تحقيق نمو اقتصادي جياش في برهة زمنية قصيرة على هذا
النحو!
العام 1978 هو خط
فاصل لاستعراض ما حدث في الصين من تطورات في العشرين عاما الأخيرة من
القرن العشرين. فالصين شرعت تطبق سياسة الإصلاح والإنفتاح. وقد ركزت
جُلّ اهتمامها على البناء، وسعت وراء التنمية. وفي خلال هذه الفترة،
ازداد الاقتصاد الصيني 9% سنويا بالمعدل، وتخلص 250 مليون فلاح من
الفقر. وارتفعت مكانة التجارة الخارجية الصينية من المركز 32 في
العالم في بداية تطبيق سياسة الإصلاح والإنفتاح إلى المركز الثالث عام
2004. وارتفعت الاستثمارات الأجنبية المستخدمة فعليا من ملياري دولار
أمريكي سنويا إلى 6ر60 مليار دولار أمريكي سنويا. واستثمرت أكثر من
نصف أكبر 500 مؤسسة عالمية في الصين. ووصلت معيشة الشعب الصيني إلى
مستوى ميسور الحياة بصورة عامة. مجمل القول، إن نهوض الصين السلمي قد
لفت أنظار العالم.
ثمة ثناء وتقدير
لما شهدته الصين من تطورات سريعة. لكن، ولأسباب تاريخية وواقعية، تثار
بعض شكوك وأسئلة. مثلا، لماذا تطبق الصين سياسة الإصلاح والإنفتاح؟
وكيف تجرى؟ ما هي المشاكل التي واجهتها خلال ذلك؟ وكيف حلتها؟ هذه
الشكوك والأسئلة قد واجهتها الصين أو تواجهها، وقد تواجهها البلدان
النامية خلال مسيرة التطورات الاقتصادية والإجتماعية وأيضا ترغب في
حلها بإلحاح. إن أفضل طريقة للإجابة عليها تتمثل في تزويد القراء، بكل
التفاصيل، بالمشاكل الواقعية التامة والطرق التي مرت بها الصين خلال
هذه السنوات.
لذلك، ألفنا هذا
الكتاب في عشرة فصول: الزراعة والريف والفلاحون، الإنفتاح على العالم
الخارجي والتجارة، البناء الاقتصادي والإصلاح، المؤسسات المملوكة
للدولة اقتصاد الملكيات غير الحكومية، إصلاح الأنظمة المالية
والمصرفية، التعليم والصحة العامة والسياحة وحماية البيئة، معيشة
الشعب والقوميات والنساء، الحياة الاجتماعية، النظام السياسي والأديان
وحقوق الإنسان، الأحزاب السياسية والأحزاب الديمقراطية. أننا يحدونا
الأمل في عرض صورة الصين الواقعية المتغيرة في مختلف المجالات خلال
الإصلاح والإنفتاح أمام القراء. وأننا لعلى ثقة بأن انفتاح وازدهار
الصين ليس فقط يسعد الشعب الصيني - 3ر1 مليار نسمة، بل يقدم أيضا فرصة
تنمية جديدة لمختلف بلدان العالم.
|