سؤال 2 – 3: عندما بدأت الصين تطبق سياسة الإصلاح
والانفتاح وجذب الأموال الأجنبية، رأى بعض الناس أن دخول الأموال
الأجنبية سيجلب صدمات لمجموعة من "الصناعات الوطنية". ما رأي الصين
إزاء ذلك؟ وهل ظهرت هذه الحالة حقيقة؟
جواب: إن الجدال
حول توسيع الانفتاح على العالم الخارجي وجذب الأموال الأجنبية وما إذا
كان سيجلب صدمات ضد "الصناعات الوطنية" و"الاقتصاد الوطني"، قد بدأ
منذ تطبيق سياسة الانفتاح على العالم الخارجي، ولم يتوقف أبدا. لكن
تجارب مختلف بلدان العالم في التنمية الاقتصادية قد برهنت على الصعوبة
في تنمية الاقتصاد الوطني إلا بالانفتاح على العالم
الخارجي.
الصين دولة نامية،
والصناعات الوطنية قاعدة نعتمد عليها للبقاء والتنمية. لقد وجدنا من
التاريخ الحديث الصيني أن الصناعات الوطنية الصينية لم تحقق التنمية
بسبب تعرضها لاضطهاد الرساميل الأجنبية. صحيح، أن الانفتاح على العالم
الخارجي واستخدام الأموال الأجنبية سيجلب صدمات للصناعات الوطنية.
لكن، إذا سرحنا بأنظارنا إلى العالم، وجدنا، أنه لا دولة أو منطقة قد
غرقت بسبب الانفتاح على العالم الخارجي. بالعكس، استفاد معظمها منه.
لقد دلت ممارسات الصين في استخدام الأموال الأجنبية خلال أكثر من
عشرين عاما أن الفوائد أكبر من المضار.
وفقا للإحصاء، منذ
تطبيق الانفتاح على العالم الخارجي عام 1980 حتى عام 2004، جذبت الصين
استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 560 مليار دولار أمريكي، وتجاوزت
مساهماتها في الناتج الوطني الإجمالي الصيني 40%. إن دخول الاستثمارات
الأجنبية بصورة مستمرة، قد سد الفجوة في نقص الأموال الصينية في
البناء الاقتصادي خلال فترة طويلة بعد تطبيق سياسة الاصلاح والانفتاح،
ودفع تنفيذ مجموعة من المشروعات الكبيرة. إن دخول الأموال الأجنبية
واستيطان مؤسسات استثمارية أجنبية في الصين، قد دفع ترقية وتبديل
منتجات بعض الصناعات الفقرية في الاقتصاد الوطني، مثل صناعة السيارات
والتلفزيونات والأدوات الكهربائية والكمبيوترات وغيرها من المنتجات
ذات العلوم والتكنولوجيا العالية. وقد قصرت المسافة بيننا وبين الدول
المتطورة. وفي الوقت نفسه، تعلمنا بعض التجارب العالمية الأكثر تقدما
لإدارة المؤسسات والتي قد حثت خطوات الصين لتنضم إلى الدوران الكبير
للاقتصاد الدولي، وأتاحت استعدادات مسبقة لانضمام الصين إلى منظمة
التجارة العالمية.
بالطبع، لا ضرورة
للتكتم أو التحفظ. فإن توافد مبالغ طائلة من الاستثمارات الأجنبية إلى
الصين قد شكل ضغوطا نوعا ما على الصناعات الوطنية الصينية. في الوقت
الراهن، قد جاءت إلى الصين أكثر من 200 من أكبر 500 مؤسسة كبيرة عابرة
للقارات بالعالم للاستثمار في الصين بمستويات تكنولوجية عالية
ومشروعات كبيرة. وبرغم عدم الارتفاع لنسبة قيمة مبيعاتها من مجمل قيمة
مبيعات الأسواق الصينية، إلا أن اتجاه ونسبة إحتلال منتجاتها للأسواق
الصينية شديدان في مجالات اللوازم اليومية والمشروبات وإطارات العجلات
وبعض المنتجات الميكانيكية والإلكترونية، وأحدثت صدمات نوعا ما
للمؤسسات الصينية. بالإضافة إلى ذلك، ومع توسيع المجالات المنفتحة
الصينية على المؤسسات الاستثمارية الأجنبية، ستمتد صدمات الاستثمارات
الأجنبية ضد الصناعات الوطنية الصينية إلى جميع المهن.
وفقا لإحصاء
الهيئات المعنية، في الوقت الراهن، لا تزال حصة منتجات المؤسسات
الاستثمارية الأجنبية في الأسواق الصينية ضئيلة، ولا تؤثر على الأمن
الاقتصادي للبلاد. إن استخدام الأموال الأجنبية بشكل أكثر نشاطا
وحيوية مع رفع قدرة المؤسسات الوطنية التنافسية في العالم بكل وسيلة
ممكنة. هذا ما تحتاجه الصين في الإصلاح والتنمية الاقتصادية في
المستقبل.
|