سؤال 3 – 3: ظل الاقتصاد الصيني يحافظ على تنمية
سريعة في حين تراجع اقتصاد البلدان الأخرى. ما هو السبب لذلك؟ وفي
المستقبل، هل في استطاعة الصين الحفاظ على اتجاه التنمية
المستقرة؟
جواب: منذ ثمانينات
القرن السابق، وخاصة بعد دخول القرن الواحد والعشرين، ظل الاقتصاد
الدولي يحقق زيادة بطيئة بصورة عامة. فقد بلغ معدل زيادته 2% سنويا
تقريبا، أما معدل زيادته في الصين فتجاوز 5ر7% سنويا. هذه الحالة قد
أثارت التفكير لدى الناس: ما هو السبب لهذا التباين الكبير بين الصين
وبين البلدان الأخرى؟
إذا استعرضنا تاريخ
التنمية الاقتصادية الصينية خلال أكثر من العشرين عاما المنصرمة،
وجدنا خمسة أسباب رئيسية لذلك:
1 - سياسة الإصلاح
والانفتاح التي وضعت في أواخر سبعينات القرن السابق، قد الغت العراقيل
التي تقيد التنمية الاقتصادية في ظل نظام الاقتصاد المخطط، وحررت
القوى المنتجة في الصين إلى أقصى الحدود. وفي الوقت نفسه، أن أسلوب
تقدم الإصلاح تدريجيا قد عالج، بصورة فعالة، العلاقة بين الإصلاح
والتنمية والاستقرار، وضمن التنمية الاقتصادية الصينية بصورة مستمرة
ومستقرة وسريعة.
2 - وضع خطط
استراتيجية متدرجة للتنمية الاقتصادية المتوسطة والطويلة الأمد، وفقا
لخصائص وحاجات مراحل تنموية مختلفة، قد ضمن بفعالية استمرار واستقرار
التنمية الاقتصادية الصينية.
3 - مع التعميق
المستمر للإصلاح والانفتاح، ومواجهة مشاكل محلية وخارجية مختلفة
ومعقدة، ازدادت التجارب الصينية يوما بعد يوم في القيام بالتنسيق
والسيطرة الكلية للاقتصاد الوطني، بواسطة الإكمال والتحسين المستمرين
لإجراءاتها. وبالإضافة إلى ذلك، إن سياسة توسيع الحاجات المحلية لم
تدفع فحسب الصين في نجاحها في التصدى لصدمات الأزمة المالية الآسيوية،
بل خففت أيضا بفعالية ضغوط انكماش العملات المتداولة.
4 - اهتمام الصين
بإنشاء وإكمال الإصلاحات الضرورية المختلفة لنظام اقتصاد السوق
الاشتراكي، لم يهيئ فحسب ظروفا لازمة وقاعدة للتنمية الاقتصادية بصورة
مستمرة ومستقرة وسريعة، بل دفع تحقيق العدالة والتقدم
الاجتماعي.
5 - مثابرة الصين
على السياسة النشطة للانفتاح على العالم الخارجي وتعزيز أعمال التعاون
الاقتصادي والتكنولوجي الدولي والمشاركة النشطة في منافسة الأسواق
الدولية، سبب هام آخر لتحقيق الزيادة السريعة للاقتصاد الصيني. مع
تعميق خطوات الإصلاح والانفتاح، طرأت على هيكل التجارة الخارجية
الصينية تغيرات هامة. فأصبحت الزيادة السريعة للتجارة الخارجية قوة
دفع هامة للتنمية الاقتصادية الصينية.
منذ الإصلاح
والانفتاح، وبرغم التنمية السريعة الواضحة للاقتصاد الصيني، إلا أن
مستوى التنمية العام منخفض نسبيا، وثمة طريق طويل جدا لتحقيق التصنيع
والتحديثات. لذلك، لا يمكن التغلب على الصعوبات أمام مسيرة التقدم
ومسايرة خطوات التنمية الدولية، إلا بالحفاظ على زيادة اقتصادية سريعة
ومستمرة.
وفقا لتوقعات مركز
التنمية والبحوث التابع لمجلس الدولة، لمستقبل التنمية الاقتصادية
الصينية، فأنه خلال الفترة بين عامي 2006 و2010، سيحافظ معدل الزيادة
الاقتصادية الصينية على 8% سنويا. وستتباطأ زيادتها بين عامي 2010
و2020، إذ 7% سنويا تقريبا. تتمثل عوامل الدعم لتحقيق الزيادة
المستمرة للاقتصاد الصيني في المستقبل في: القواعد المادية والفنية
الوفيرة نسبيا، والتغيرات الضخمة على الهيكل الصناعي، وارتفاع قوة
الصناعات للمشاركة في المنافسة، واتساع الأسواق المحلية وامكانيات
زيادتها الواسعة، والتعميق المستمر لإصلاح النظام الاقتصادي والتحسن
المستديم لبيئة الاستثمارات. لذلك فإننا على ثقة بأن الاقتصاد الصيني
سيحافظ على زيادة سريعة نسبيا خلال الـ15 إلى 20 عاما المقبلة، بفضل
زيادة الإصلاح والانفتاح.
|