سؤال 3 – 5: بعد تأسيس الصين الجديدة عام 1949، بدأت
الصين تسير على طريق الاشتراكية. لماذا وضعت سياسة الإصلاح والانفتاح
عام 1978؟ في الوقت الراهن، تقوم بلدان كثيرة في العالم بتجارب في
الإصلاح، لكن فعالياتها تختلف. ما هي أسباب نجاح الصين في
الإصلاح؟
جواب: بعد تأسيس
الصين الجديدة، طبقت الصين، مستندة إلى صيغة الاتحاد السوفياتي
السابق، نظاما اقتصاديا مخططا وموحدا. وقد لعب ذلك دورا هاما في
الظروف التاريخية وقتذاك. لكن، مع توسيع الحجم الاقتصادي وزيادة تعقد
الاتصالات بين مختلف القطاعات الاقتصادية، برزت نواقصه، تدريجيا، في
كثرة الإتحاد والتحجر، بالإضافة إلى المساواة المفرطة في التوزيع وعدم
إطلاق العنان للقوى المنتجة لفوائدها المستحقة. الأمر الذي قد أدى إلى
عجز وسائل الإنتاج وعدم تحسين معيشة الشعب وكبح تنمية القوى المنتجة
الاجتماعية. لذلك، اضطررنا إلى القيام بالإصلاح.
بعد الدورة الكاملة
الثالثة للجنة الحزب المركزية الحادية عشرة عام 1978، أدركنا،
تدريجيا، أن الصين تمر في المرحلة الأولى من الاشتراكية، والمهمات
الأصلية في هذه المرحلة تطوير القوى المنتجة وتعزيز قوة الدولة
الشاملة وتحسين معيشة الشعب. لكن، وفي خلال الفترة بين العشرين
والثلاثين عاما بعد تأسيس الصين الجديدة، وبسبب انحرافنا في هذه
المسألة، سرنا مسافة من طريق المتعرج. إن جوهر وهدف الإصلاح والانفتاح
هو الإصلاح، من حيث الأساس، للنظام الاقتصادي الذي يقيد تنمية القوى
المنتجة الصينية، وإنشاء نظام اقتصاد السوق الاشتراكي الديناميكي. وفي
الوقت نفسه، إصلاح النظام السياسي والأنظمة الأخرى، بهدف إطلاق تفوقات
الاشتراكية بصورة كاملة في مجالات عديدة منها السياسة
والاقتصاد.
بالمقارنة مع
البلدان الأخرى، تحدد الإصلاح الصيني وفقا لأحوال البلاد ذاتها. ومنذ
تطبيق الإصلاح الاقتصادي عام 1978 حتى الآن، ثابرت الصين تتخذ وسيلة
إصلاح تتقدم تدريجيا. بحيث، بدأ الإصلاح من الأرياف ثم انتشر إلى
المدن، ومن المناطق الساحلية إلى الداخلية، ومن المجال الاقتصادي إلى
مجالات السياسة والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم وغيرها بصورة
عارمة وجياشة. إنه قد حرر وطور، بصورة كبيرة، القوى المنتجة
الاجتماعية ودفع التقدم الاجتماعي الشامل.
الإصلاح قد حقن
الاقتصاد الصيني نشاطا وحيوية أكثر. فتحافظ التنمية الاقتصادية على
حال يزداد فيها كل من الصناعة والاستثمارات والواردات والصادرات
والاستثمارات الأجنبية. وخلال 27 عاما، تجاوز معدل التنمية الاقتصادية
9% سنويا. ذلك يعتبر أعجوبة في تاريخ التنمية الاقتصادية العالمية.
وبفضل ذلك، تعززت قوة الصين الشاملة، وارتفع مستوى معيشة الشعب
ارتفاعا واضحا. لم تحل فحسب مسألة الغذاء والكساء لأكثر من مليار
نسمة، بل وصلت أيضا حياة أبناء الشعب الصيني إلى المستوى الميسور
بصورة عامة. وبالنسبة للصين التي تشكل خمس سكان العالم، تمتع أبناؤها
بثمار التنمية الاقتصادية أكثر.
لقد دلت الممارسات
خلال أكثر من عشرين عاما، أنه بفضل سياسة الإصلاح والانفتاح، حافظ
النظام الاشتراكي الصيني على نشاط وحيوية، وفي الوقت نفسه، أطلقت
تفوقات الاشتراكية بصورة كاملة. إن الإصلاح طريق للصين الاشتراكية
لتعزيز قوتها وإسعاد أبناء شعبها.
إصلاح المؤسسات الحكومية قد لعب دورا حاسما في دفع
خطوات البناء الاقتصادي الصيني. الصورة: عامل من شركة آنشان للحديد
والصلب أمام فرن الفولاذ
|