سؤال 3 – 8: في العدة سنوات الأخيرة، حافظ الاقتصاد
الصيني على زيادة سريعة نسبيا. لكن، لماذا تؤكد الصين، مرارا وتكرارا،
على تكوين وعي موجه للشدائد والأهوال؟ وما هي المشاكل البارزة في
الحياة الاقتصادية الصينية؟
جواب: ليست الصين
فقط تتحلى بوعي موجه للشدائد والأهوال. وفقا لأخبار صحفية، أن شركة
بوينغ الأمريكية المشهورة عالميا بصناعة الطائرات قد أنتجت فيلما
تلفزيونيا تحت عنوان "إشهار إفلاس الشركة"، وعرضته أمام الموظفين
والعمال. لقد أثار اهتزازا بالغا بينهم. بحيث قد أدرك الموظفون
والعمال أنه إذا لم يكونوا منهمكين، جسديا وفكريا، في الإنتاج
والإبداع، فإن إشهار الإفلاس المقلد اليوم سيصبح حقيقة لا يمكن تجنبها
غدا.
من عادة الأمة
الصينية أن تتحلى بوعي موجه للشدائد والأهوال. منها أن "الإزدهار في
البؤس والهلاك في الحياة المريحة" صورة حية لذلك. في عام 2004، وصل
مجمل الإنتاج الوطني الصيني إلى 5ر136 ألف مليار يوان (27ر8 يوان
رنمينبي يساوي دولارا أمريكيا)، وازداد كل من الدخل المالي ومجمل قيمة
مبيعات الاستهلاك الاجتماعي بالتجزئة ومجمل قيمة تجارة الواردات
والصادرات 4ر21% و3ر13% و7ر35% على التوالي، وازدادت 8ر9 مليون فرصة
عمل جديدة في المدن والبلدات. كل هذه الأرقام قد تجاوزت الأهداف
المتوقعة.
لكن، علمتنا
التجارب التاريخية أنه يجب أن نبقى على حذر ويقظة كلما كان الوضع
جيدا. يعود سبب تأكيدنا على التحلي بوعي موجه للشدائد والأهوال إلى
إدراكنا الواعي بأحوال البلاد: برغم تحقيق الحياة الرغيدة بصورة عامة،
إلا أن مجمل الكميات الاقتصادية الصينية يحتل، فقط، تسع مجملها في
الولايات المتحدة، والربع في اليابان، ومعدل نصيب الفرد من الناتج
المحلي 1000 دولار أمريكي فقط. لذلك، إن مستوى الحياة الرغيدة لايزال
منخفضا وغير شامل وغير متوازن في التطور. ولا تزال القوى المنتجة
والعلوم والتكنولوجيا والتعليم متخلفة نسبيا. ولا يزال عدد الفقراء
غير قليل. ويزداد ضغط التشغيل والضمان الاجتماعي. ولم يكتمل النظام
الاقتصادي وأنظمة الإدارة في مجالات أخرى. ومهمات الإصلاح والتنمية
والاستقرار ما تزال شاقة. إن توطيد ورفع مستوى الحياة الرغيدة الذي
بلغناه في الوقت الراهن يحتاجان إلى نضالات شاقة تستغرق زمنا
طويلا.
بالإضافة إلى ذلك،
وفي خلال مسيرة التنمية السريعة الاقتصادية، لا تزال الصين تواجه
وستواجه أزمات متنوعة، وحتى تشتد بعض المشاكل. مثال ذلك، الفجوة بين
الفقراء والأغنياء، البيئة الإحيائية والموارد، فساد المسؤولين
الحكوميين، تآكل الأصول الحكومية، مسألة الصدق والالتزام بالوعد،
الأيدز وغيرها. إذا أهملنا أي مسألة أو لم نعالجها جيدا، فستؤثر على
التنمية المستديمة الصينية. والأشد من ذلك، ستتعرض البلاد إما للفناء
وإما للبقاء. إن مجابهة الأزمات المتنوعة الموجودة أو الكامنة ستدفع
الهيئات الحكومية على مختلف المستويات لبذل جهودها الواعية في اتخاذ
إجراءات لحلها والحيلولة دون ظهورها، سعيا وراء إحراز الفعاليات
للتنمية الاجتماعية بصورة سلسة.
|