سؤال 9 – 6: الصين دولة كثيرة السكان. فكيف تدير
أعمال الإقامة الدائمة المسجلة؟ مع تعميق الاصلاح والانفتاح، ما هي
الإصلاحات في نظام الإقامة الدائمة المسجلة؟
جواب: إدارة
الإقامة الدائمة المسجلة نظام أساسي للإدارة الاجتماعية في مختلف
بلدان العالم. والصين ليست استثناء من ذلك.
بدأ تنفيذ نظام
إدارة الإقامة الدائمة المسجلة الصينية عام 1958. بالرغم من مشابهته
نوعا ما مع شكل إدارة الإقامة الدائمة المسجلة الأجنبية، لكن وسائل
الإدارة بينهما تختلف اختلافا شديدا. فالناس قسمان: "الإقامة الدائمة
المسجلة غير الريفية"، هذه تشير إلى السكان في المدن الصغيرة
والمتوسطة والكبيرة والبلدات، يشكلون 30% من مجمل السكان. والقسم
الآخر "الإقامة الدائمة المسجلة الريفية"، وهذه تشتمل على السكان في
الأرياف والمراعي والمناطق الجبلية، باستثناء المدن والبلدات، يشكلون
70% تقريبا من مجمل السكان. إن هاتين الإدارتين المختلفتين للإقامة
الدائمة المسجلة، قد فصلتا سكان المدن عن سكان الأرياف. هذا أدى إلى
فجوة وعدم عدالة بين المدن والأرياف ومختلف الأقاليم بصورة اصطناعية.
وفي ظل هذه الإدارة، تقيد نقل الإقامة الدائمة المسجلة بصورة صارمة.
فيصعب تحويل الإقامة الدائمة المسجلة لسكان الأرياف لتصبح الإقامة
الدائمة المسجلة لسكان المدن، إلا بطريقة الالتحاق بالجامعات والمعاهد
والانضمام إلى الجيش والتحاق العمال الجدد بالمصانع. ذلك قد أثر، إلى
درجة ما، على الانتقال الطبيعي للمواطنين.
بفضل تنمية اقتصاد
السوق خلال أكثر من عشرين عاما، غادر المزيد من الفلاحين مسقط رأسهم
ودخلوا المدن. وفقا للتقديرات، بلغ عدد المتنقلين 140 مليونا في عموم
البلاد. منهم 50 مليونا قد سجلوا إقامتهم المؤقتة في المدن والبلدات.
لذلك، إن نظام الإقامة الدائمة المسجلة السابقة لا يطابق متطلبات
الاصلاح والانفتاح والزيادة الضخمة في عدد المتنقلين.
ابتداء من عام
2001، دفعت الصين إصلاحا نظام إدارة الإقامة الدائمة المسجلة في المدن
والبلدات الصغيرة. فخفت، تدريجيا، القيود على الفلاحين لدخول المدن.
ومن ثم، انضمت أغلبية المقاطعات والمدن في البلاد كلها، باستثناء بكين
وشانغهاي وغيرهما من المدن الكبرى، إلى صفوف إصلاح نظام الإقامة
الدائمة المسجلة بصورة شاملة. يهدف الإصلاح إلى: تخفيف القيود على نقل
الإقامة الدائمة المسجلة، وإنشاء نظام موحد لتسجيل الإقامة الدائمة في
المدن والأرياف، باعتبار وجود مسكن ثابت شرعي ومهنة أو مصدر معيشة
مستقرة، شروطا أساسية للاستيطان.
لكن وبسبب كثرة
السكان، إن إصلاح نظام الإقامة الدائمة المسجلة في الصين مسيرة تتقدم
تدريجيا. وفي المرحلة الراهنة، يصعب تحقيق انتقال المواطنين بحرية.
ذلك لأنه سيجلب ضغوطا كبيرة على المدن، خاصة المدن المتوسطة والكبيرة،
من حيث منشآت البنية العامة والطب والعلاج والتشغيل والتعليم وغيرها
من الخدمات الضرورية. وبرغم ذلك، تواصل الصين دفع إصلاح نظام الإقامة
الدائمة المسجلة، وتسرع خطوات صياغة ((قانون الإقامة الدائمة
المسجلة)). بهدف ملاءمة النظام الجديد للإقامة الدائمة المسجلة للوضع
الاجتماعي الحالي من حيث انتقال المواطنين وإدارتهم وضمان تمتع جميع
المواطنين الصينيين بحقوق المساواة والحرية.
|