سؤال 10 – 6: في السنوات الأخيرة، دعت الصين إلى
تقوية درجة النضالات ضد الفساد. لكن، من القضايا المكشوفة الكثيرة حول
الفساد، شكل عدد المسؤولين الحكوميين وأعضاء الحزب الحاكم نسبة كبيرة.
في ظروف ممارسة الحكم، كيف يعزز الحزب الشيوعي الصيني الرقابة على
المسؤولين الحكوميين وأعضاء الحزب الحاكم؟ كيف تتحقق النظامية
والقانونية لأعمال مكافحة الفساد؟
جواب: هذه مسألة
نهتم بها بالغ الاهتمام. في حقيقة الأمر، في ظروف الاصلاح والانفتاح،
وبسبب تغيرات البيئة الخارجية والنواقص خلال مسيرة تحويل النظام
والآلية، ظهرت مشاكل الفساد داخل الحزب الشيوعي الصيني. وفي السنوات
الأخيرة، شكل المسؤولون الحكوميون وأعضاء الحزب الحاكم نسبة كبيرة بين
قضايا الفساد المكشوفة. ذلك يدل على أن مهمة الوقاية من الفساد أكثر
صعوبة، إذا كانت فترة ممارسة الحكم أطول. إذا لم نحلها بصورة جيدة،
فسيؤثر ذلك مباشرة على نتائج الحزب الشيوعي الصيني في ممارسة
الحكم.
إذا سرحنا بأنظارنا
إلى التاريخ صينيا وأجنبيا، وجدنا أن "نسبة الدورة التاريخية" التي
تعتبر ظاهرة نظامية للأسرات الملكية الاقطاعية، قد ظهرت في الاحزاب
الشيوعية الحاكمة منذ ثمانينات القرن العشرين. بحيث، طرد بعض الأحزاب
الحاكمة من السلطة التي مارستها لعشرات السنين، وتهاوى بعضها الآخر.
يعود السبب الجوهري إلى ظهور مشاكل داخلية، أبرزها فساد الطبقة
القيادية.
ظاهرة الفساد
تتنافر مع طبيعة وهدف الحزب الشيوعي الصيني. لا خيار آخر أمام الحزب
الشيوعي الصيني إلا الكفاح بثبات لا يتزحزح. لذلك، منذ ثمانينات القرن
العشرين إلى الآن، وضعنا بعض الأنظمة حول إصلاح الروح الحزبية وبناء
الحكومة النظيفة ومكافحة الفساد، وأحرزت منجزات واضحة. لكن وجود
التربة والشروط المؤدية إلى كثرة حدوث الفساد وانبثاق الفاسدين، قد
حذرنا أن السبب الجوهري لوجود مشكلة الفساد في بعض مجالات وهيئات
الحزب يعود إلى عدم خضوعها لرقابة فعالة. لذلك، يجب مكافحة الفساد
وتعزيز الرقابة على السلطات داخل الحزب، اعتمادا على معايير الأنظمة
الصارمة.
خلال بضع عشرة سنة،
ومن أجل جرف التربة التي ينبت فيها الفساد، واصلنا نكتشف وسائل لتعزيز
الرقابة داخل الحزب. بحيث، تم تشكيل سلسلة من الأنظمة. وعلى هذا
الأساس، صدرت في ديسمبر 2003 ((لوائح الرقابة الداخلية للحزب الشيوعي
الصيني (تجريبية) )). إنها قد وضعت عرفا لقبول أعضاء الحزب الحاكم
وخاصة الكوادر القيادية الحزبية، الرقابة داخل الحزب وخارجه ومن قبل
أبناء الشعب بأسره.
بعد ذلك، أصدر
الحزب الشيوعي الصيني ((لوائح العقوبات الانضباطية للحزب الشيوعي
الصيني)) و((نظام الجولات التفقدية لكبار الكوادر الحزبية والحكومية
المحلية)) و((نظام الإدارة الأفقية للجان فحص الانضباط للوزارات
واللجان التابعة للجنة الحزب المركزية)) و((منهاج انشاء وإكمال نظام
مزدوج الاهتمام بالتثقيف والأنظمة والرقابة والملائم لنظام اقتصاد
السوق الاشتراكي حول العقوبة والوقاية من الفساد)) وغيرها من الأنظمة.
ذلك يرمز إلى أن النضالات ضد الفساد، قد دخلت مرحلة لبناء
الأنظمة.
يجب تعزيز بناء
الحزب أولا من أجل حكم الدولة، ولا بد من الصرامة في الانضباط الحزبي
عند تعزيز بناء الحزب. بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني الذي تم تأسيسه
منذ 84 عاما ومارس السلطة خلال 56 عاما، إذا أراد الحفاظ على تقدمية
الحزب وطهارته، لا بد له من تعزيز الرقابة والبناء داخل الحزب بصرامة.
إن النضالات ضد الفساد تظل مسألة هامة تتعلق بالحزب الشيوعي الصيني،
إما الفناء وإما البقاء.
|