arabic.china.org.cn | 12. 01. 2023

مصر تترقب عودة كثيفة للسائحين الصينيين

arabic.china.org.cn / 10:46:39 2023-01-12

12 يناير 2023 / شبكة الصين / مع بدء جمهورية الصين الشعبية، اعتبارا من الثامن من يناير 2023، تطبيق إجراءات تخفيف قيود سفر الصينيين إلى الخارج، سادت حالة من التفاؤل في أوساط قطاع السياحة بمصر، مع توقعات بتدفقات سياحية قوية من الصين، خاصة مع اقتراب عيد الربيع الصيني الذي بدأ في الثاني والعشرين من يناير. وفي تصريح خاص لمجلة ((الصين اليوم))، قال الدكتور ناصر عبد العال، المستشار السياحي السابق بسفارة مصر لدى الصين، إن هذه الخطوة لتخفيف قيود السفر، إيجابية للغاية بالنسبة لمصر، لأن الصين من الأسواق السياحية العالمية المهمة التي تعول عليها كل الدول. وأضاف عبد العال، أن المقصد المصري أضحى يستقبل السائحين من شرقي وجنوب شرقي آسيا، مشيرا إلى أن هناك رحلات طيران عارض تعمل حاليا بين مصر وجمهورية كوريا. ونوه الخبير السياحي المصري إلى أن شركة مصر للطيران، الناقل الوطني المصري، أعلنت مؤخرا عن استئناف رحلاتها بين العاصمة المصرية القاهرة ومدينة قوانغتشو عاصمة مقاطعة قوانغدونغ الصينية، وهذا عامل مساعد لدعم الحركة السياحية من الصين ومصر، كما أن شركة مصر للطيران تشغل بالفعل حاليا رحلة أسبوعية بين القاهرة ومدينة تشنغدو حاضرة مقاطعة سيتشوان بغربي الصين. وقال إن تشغيل خطوط الطيران مؤشر للشعور بالأمان من الناحية الصحية، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية لا تفرض قيودا على دخول المواطنين من أي جنسية إليها.

 الجدير بالذكر هنا هو أن السوق السياحية الصينية، كانت تُصَدّر أكثر من 150 مليون سائح سنويا قبل ظهور جائحة كوفيد- 19، وبلغ حجم إنفاقهم أكثر من 250 مليار دولار أمريكي خارج بلادهم. لذلك، تسعى دول عدة من بينها مصر لاجتذاب نسبة من هذه الأعداد الهائلة. وتعد السياحة من القطاعات المهمة للاقتصاد المصري، إذ توفر السياحة، في الظروف الطبيعية، 15% من إيرادات مصر من العملات الأجنبية، وتعد ثالث أكبر مصدر لدخل مصر من النقد الأجنبي بعد الصادرات وتحويلات المصريين العاملين بالخارج. كما تمثل عائدات السياحة حوالي 12% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، ويوفر قطاع السياحة ثلاثة ملايين فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، أي حوالي 10% من إجمالي قوة العمل بمصر. وتخطط الحكومة المصرية لزيادة عدد السائحين القادمين إليها إلى ثلاثين مليون زائر سنويا، أي أكثر من ضعف أعلى رقم حققته مصر في تاريخها، في عام 2010 وهو 7ر14 مليون زائر بإيرادات بلغت 5ر12 مليار دولار أمريكي. قبل جائحة كوفيد- 19، كانت الصين رابع أكبر سوق مصدرة للسياحة إلى مصر. ومن أبرز المقاصد السياحية التي يزورها السائحون الصينيون في مصر أهرامات الجيزة والأقصر وأسوان والإسكندرية والغردقة وشرم الشيخ. وتعد منطقة خان الخليلي في القاهرة مقصدا مفضلا للسائحين الصينيين.

وكانت الحكومة المصرية قد استبقت خطوة تخفيف الصين لقيود السفر بالتمهيد لعودة قوية للسائحين الصينيين إلى مصر، ففي السابع من ديسمبر 2022، استقبل وزير السياحة المصري أحمد عيسى بمكتبه سفير الصين لدى مصر لياو لي تشيانغ، حيث بحث معه مقترح تنفيذ برامج ترويجية متنوعة للمقصد السياحي المصري في الصين من خلال برامج التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وكذلك من خلال المشاركة في المعارض والفعاليات الثقافية والوطنية لتعريف السائح الصيني بالمقومات والمنتجات والأنماط السياحية المصرية، ولا سيما حضارتها العريقة التي تثير شغف الصينيين. وقال عيسى في مؤتمر صحفي عقب لقائه مع سفير الصين: "إحدى الدراسات التسويقية التي أُجريت خلال الآونة الأخيرة، أكدت وجود عدد كبير من السائحين الصينيين المحتملين، الذين يرغبون في زيارة مصر، ويمكن اجتذابهم ضمن أعداد كبيرة أخرى في عدد من دول العالم. وبحسب الدراسة، فإنه في حال زيارة هؤلاء السائحين لمصر، فمن المتوقع أن يكون مستوى رضاهم عن التجربة السياحية جيدا، ومن المتوقع أيضا أن يقوموا بالتوصية بزيارة المقصد السياحي المصري لدى الأقارب والأصدقاء." واعتبر عيسى أن السوق الصينية تعد واحدة من أهم الأسواق السياحية بالنسبة إلى مصر. ومن جانبه قال لياو لي تشيانغ: "الفعاليات الترويجية الكبرى التي استطاعت مصر تنفيذها خلال الفترة الأخيرة ومنها موكب المومياوات الملكية، وافتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية، وكذلك احتفالية افتتاح طريق الكباش بالأقصر، كان لها صدى كبير في السوق الصينية المُولَعة بالسياحة الثقافية." وأشار إلى أن هناك طلبا متزايدا من السائحين الصينيين على زيارة المقصد السياحي المصري، حيث تمتلك مصر مقومات متميزة ومتنوعة يفضلها السائح الصيني، خصوصا منتج السياحة الثقافية وما تزخر به مصر من متاحف ومواقع أثرية فريدة. وقالت وزارة السياحة والآثار المصرية، في بيان لها، إن اللقاء تطرّق إلى بحث فرص الاستثمار في القطاع السياحي المصري، خصوصاً في المجال الفندقي، حيث استعرض وزير السياحة والآثار، أبرز محاور الإستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر، التي تستهدف مضاعفة الطاقة الاستيعابية للطائرات بالتعاون مع وزارة الطيران المدني المصرية، والعمل على تحسين تجربة السائحين بالمقصد السياحي المصري ورفع جودة الخدمات المقدمة به، وزيادة الاستثمارات في قطاع السياحة وتشجيع الاستثمارات السياحية لزيادة الطاقة الفندقية خلال السنوات المقبلة.

وحسب تقرير لوكالة أنباء الصين الجديدة ((شينخوا)) في السابع من يناير، فإن أصحاب المتاجر في منطقة خان الخليلي، وهي من أشهر الأسواق السياحية في القاهرة، يتوقعون عودة السائحين الصينيين بعد أن أعلنت الحكومة الصينية تخفيف قيود السفر. وقال أحد التجار في هذه السوق: "قبل انتشار فيروس كورونا كانت الأعمال جيدة حيث توافد عدد كبير من السياح، خاصة الصينيين". وأضاف أنه يتطلع إلى عودة السائحين الصينيين مما قد يساعد في تعزيز أعماله المتعثرة، مشيرا إلى أن السائحين الصينيين كانوا يشكلون نسبة كبيرة من المشترين، كما أنهم ينفقون الكثير على شراء التحف والهدايا. وقال أحد أصحاب المطاعم التي تقدم المأكولات المصرية في خان الخليلي، إن الشعب الصيني ودود للغاية، مضيفا أن السائحين الصينيين يستمتعون بإقامتهم في مصر بشكل كبير. وأشار إلى أن السائحين الصينيين يحبون التقاليد المصرية ويفضلون الطعام المصري التقليدي، وهم حريصون دائما على تجربته كلما سنحت الفرصة.

وكان قطاع السياحة في مصر قد بدأ التعافى من جديد في عام 2022، إذ بلغت إيراداته 7ر10 مليارات دولار أمريكي، ولكن هذه الإيرادات تظل أقل من أعلى مستوى تحقق عام 2019 والبالغ نحو 13 مليار دولار أمريكي. وحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، فإنه في النصف الأول من عام 2022، بلغ عدد السائحين الذين زاروا مصر 9ر4 ملايين سائح، بزيادة بلغت نسبتها 4ر85% مقارنة مع نفس الفترة من عام 2021. وتستهدف مصر، وفقا لتصريحات وزير السياحة المصري في 28 سبتمبر 2022، زيادة أعداد السياحة الوافدة إلى المدن الساحلية المصرية بنسبة تتراوح بين 25% و30% سنويا.

ومع توقعات زيادة أعداد السائحين الصينيين القادمين إلى مصر، في ظل تشوقهم إلى السفر بعد ثلاث سنوات من قيود السفر خارج بلادهم، يطالب خبراء سياحة مصريون بزيادة عدد المرشدين السياحيين المتحدثين باللغة الصينية، وتوفير مطاعم صينية، وزيادة عدد رحلات الطيران المباشرة بين مصر والصين، خاصة وأن مصر تتمتع بمزايا جذب سياحي أكثر من المقاصد المنافسة لها بمنطقة الشرق الأوسط، مثل الطقس المعتدل والشواطئ الملائمة والآثار الضخمة عبر حقب التاريخ المختلفة، ومرافق البنية التحتية التي شهدت تطورا مذهلا في السنوات الأخيرة. (المصدر: الصين اليوم)

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号