الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

وو سي كه: الشرق الأوسط يشهد تغيرات ومبادرة الحزام والطريق ليست معادلة "صفرية"

arabic.china.org.cn / 10:03:14 2018-01-18


شبكة الصين: بدأت السعودية تطبيق بعض الإصلاحات خلال عام 2017 تماشيا مع متطلبات العصر، وعملت على تعديل سياستها الدبلوماسية بحسب البعض، فكيف ترى الوضع الذي تمر به السعودية ومستقبلها؟

 

وو سيكه: شهدت السعودية خلال عام 2017 تطورات هامة، منها تعيين محمد بن سلمان في منصب ولي العهد وتأسيس لجنة مكافحة الفساد وقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وخوض الحرب ضد الحوثيين والصراع الإيراني السعودي.

 

ويعتبر تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد موافقا لمتطلبات العصر، لأن الجيل الثاني في العائلة الحاكمة في مرحلة الشيخوخة، ويعد انتقال السلطة إلى الجيل الثالث أمرا حتميا. ولحنكته السياسية، مهّد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لوضع نجله في منصب ولي العهد من خلال عدة خطوات أهمها إعلان "رؤية السعودية 2030" وتكليف نجله بمهام وزير الدفاع.

 

وتهدف "رؤية السعودية 2030" إلى تحول الوضع الاقتصادي القائم المعتمد على الريع النفطي، وكسر النمط الاجتماعي "المتحجر". وهو ما كان واضحا في التأييد الواسع لتلك الخطوات خصوصا من فئة الشباب الذين يمثلون 70% من إجمالي سكان المملكة. ومن الطبيعي وجود قوى تعاكس حركة الإصلاح هذه، ومعالجة هذا الوضع بمثابة المهمة الأكبر التي سيواجهها ولي العهد محمد بن سلمان في المستقبل.

 

أما دبلوماسيا، فإن الشروط التي وضعتها المملكة لعودة العلاقات مع قطر "صعبة" القبول، وهو ما تسبب في إطالة عمر القطيعة في العلاقات بين البلدين. وبالنسبة إلى ولي العهد، تعد هذه المرحلة بمثابة تحضير عملي لوصوله إلى قمة الحكم، من خلال صقل خبراته، والتي سيتمكن عبرها من التوصل لمنهج أكثر فعالية في المستقبل.


شبكة الصين: يصادف العام الجاري الذكرى الـ5 لطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحزام والطريق في عام 2013، فما هي الإنجازات التي تحققت حتى الآن، وما هي الخطوات المستقبلية؟

 

وو سيكه: شهدت مبادرة الحزام والطريق ردود فعل إيجابية من دول الشرق الأوسط بعد طرحها في عام 2013، وهذا يرجع أولا إلى مسار طريق الحرير القديم، والذي يجعل الصين ودول الشرق الأوسط يتمتعان بلغة تعاون مشتركة وترابط انساني متين، وهذا الأمر مهم جدا في نجاح المبادرة التي تمكّن دول الشرق الأوسط والصين من تكامل فرص التنمية الاقتصادية.

 

وقد أدركت دول الشرق الأوسط بعد توترات امتدت لسبع سنوات منذ انطلاق "الربيع العربي"، أن تخلف التنمية يؤدي إلى مشاكل اجتماعية كثيرة. وقد وجدت الدول العربية فرص التنمية في مبادرة الحزام والطريق، وهو سبب حماسة هذه الدول في التفاعل مع المبادرة.فهناك ثماني دول في الشرق الأوسط وقعت اتفاقات تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، وسبع دول ضمن الأعضاء المؤسسين لبنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية. وقد وجدت هذه الدول نقاطا مشتركة بين خطط التنمية المحلية ومبادرة الحزام والطريق خلال عملية استكشاف التنمية، والتي كان من مخرجاتها مثلا تأسيس اللجنة الصينية السعودية المشتركة رفيعة المستوى.

 

ودائما ما تتواجد الفرص والتحديات في آن واحد، ففي ظل تعدد القضايا الساخنة وتكرار الهجمات الإرهابية في المنطقة، والتي تعد بمثابة الخطر الأكبر، تعمل الصين على دفع حل القضايا الساخنة الإقليمية بنشاط لتمهيد الطريق للاستقرار وتعزيز التعاون.

 

ومن جانب آخر، يجب على الصين معالجة العلاقات الجيوبوليتيكية الإقليمية بنشاط وتعريف الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا بأن مبادرة الحزام الطريق ليست معادلة "صفرية"، ولا تخطف مكاسب الدول الأخرى، ولكنها تهدف إلى تعزيز المصالح المشتركة، كما أنها مفتوحة أمام جميع دول العالم بدون إقصاء أي جانب، وتسعى وراء التنمية المشتركة. وجميع هذه النقاط تحتاج الصين إلى بذل الجهود فيها من خلال دبلوماسيتها خلال السنوات القادمة. كما يتعين علينا تعزيز الاتصالات الإنسانية والثقافية مع جميع دول العالم والمنظمات الدولية، فهذا أمر هام للغاية لتعزيز دفع مبادرة الحزام والطريق.





<  1  2  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号