الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

وو سي كه: الشرق الأوسط يشهد تغيرات ومبادرة الحزام والطريق ليست معادلة "صفرية"

arabic.china.org.cn / 10:03:14 2018-01-18

18 يناير 2018 /شبكة الصين/ شهدت منطقة الشرق الأوسط من منظور جيوبوليتيكي تغيرات كبيرة خلال العام 2017، خاصة بعد تسلم دونالد ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في مطلع العام الماضي، ولا شك أن السياسة التي تبنتها إدارة ترامب أحدثت هزة كبيرة في وضع الشرق الأوسط، كالحرب على "داعش"وتفجر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتصدع العلاقات السعودية الإيرانية. وللتعرف على واقع ومستقبل الوضع في الشرق الأوسط خلال عام 2018، أجرت مراسلة /شبكة الصين/ مقابلة خاصة مع مبعوث الصين الخاص السابق للشرق الأوسط وو سيكه.


شبكة الصين: شهد الوضع السوري تغيرات وصفت بالإيجابية خلال العام الماضي، حيث وقّعت روسيا وتركيا وإيران بوصفها "الدول الراعية للهدنة" على اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، ونصّ الاتفاق على تحديد أربع مناطق لـ"وقف التصعيد" العسكري، كما علق ترامب برنامج دعم المعارضة السورية، فكيف ترى الوضع السوري الراهن ومستقبله؟


وو سيكه: شهدت الحرب ضد "داعش"في سوريا تطورات هامة خلال عام 2017، فمن جهة، تعاونت روسيا والولايات المتحدة في هذه الحرب، ومن جهة أخرى، سعت الدولتان وراء توسيع نفوذهما في البلد، فدخلت القوات الروسية سوريا في عام 2015، ونشرت الولايات المتحدة قوات إضافية في سوريا عقب تولي ترامب الحكم، وهو ما أدى إلى تغيير المشهد السوري.

 

وتعكس تحديد أربع مناطق لـ"وقف التصعيد"،النفوذ الإقليمي في الداخل السوري.وكانت منطقة شمال سوريا هي الأكبر، وتشمل ريف إدلب والمناطق المحاذية – مناطق شمال شرقي ريف اللاذقية وغربي ريف حلب وشمال ريف حماة. وتمتد المنطقة الثانية شمالي ريف حمص، وتشمل مدنيتي الرستن وتلبيسة والمناطق المحاذية الخاضعة لسيطرة فصائل مسلحة تضم نحو 3 آلاف فرد. وتشمل المنطقة الثالثة الغوطة الشرقية، التي يسيطر عليها بالكامل تنظيم "جبهة النصرة". أما المنطقة الرابعة فتمتد في جنوب سوريا في المناطق المحاذية للحدود الأردنية في ريفي درعا والقنيطرة، وتخضع أغلبية الأراضي في هذه المنطقة لما يسمى "الجبهة الجنوبية" التي تضم نحو 15 ألف مسلح.

 

وعلى الرغم من أن الرئيس السوري بشار الأسد أكد على مواصلته الدفاع عن سيادة البلاد، لكن تواجد قوات دول أخرى أصبح حقيقة، وقد يستمر تواجدها لوقت طويل.


وقد أعلنت الحكومة السورية عن توجهات إيجابية منها خطط إعادة إعمار سوريا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مثل تعديل الدستور والتحضير لانتخابات الرئاسة، وغيرها من القضايا الملحة التي يتعين على الحكومة السورية حلها.


شبكة الصين: دخلت منطقة الشرق الأوسط عصر ما بعد "داعش"، فكيف يمكن للعراق وسوريا والمجتمع الدولي التعاون للحيلولة دون إعادة التنظيم الإرهابي ترتيب صفوفه والعودة للواجهة مجددا؟ وإضافة إلى الحل العسكري، كيف يمكن دحر الإرهاب من خلال الحل السياسي والدبلوماسي؟

 

وو سيكه: بالرغم من الانتصار على تنظيم داعش الذي أسس ما يشبه كيان الدولة، لكن أمام معركة التصدي للإرهاب طريق طويل، وقد يعود الإرهاب الدولي بملامح جديدة، ما يجعل جهود التغلب عليه معقدة وصعبة. فقد يلجأ عناصر التنظيم المتطرف الفارون من سوريا والعراق للاختباء في مناطق أخرى مثل شبه جزيرة سيناء المصرية وليبيا ومنطقة الصحراء الكبرى وأفغانستان، وربما يلتحقون بالمجموعات المسلحة المعارضة في سوريا.

 

نقطة أخرى مهمة، وهي انتشار أفكار متطرفة خلال السنوات الأخيرة، وقد بدأت السعودية ومصر حملة واسعة للقضاء عليها من خلال الاستعانة بروح الإسلام السمحة. كما بدأت بعض الدول الاهتمام بمكافحة الإرهاب على الإنترنت خاصة في عصر ما بعد "داعش"، وكل هذه المتغيرات والمستجدات تحتاج إلى تعاون المجتمع الدولي.

 

أما بخصوص القضاء على الإرهاب بشكل كامل، فهي قضية كبيرة وطويلة الأمد، وتحتاج إلى السعي لحل القضايا الإقليمية الشائكة، مثل القضية الفلسطينية، والتي تسبّب لدى الكثيرين الشعور بالمهانة والإذلال، لذلك من الحتمي حل هذه القضية الحساسة بشكل عادل. كما يتعين على الدول الإقليمية اكتشاف طرق التنمية التي تناسب أوضاعها الداخلية لتحقيق الاستقرار والتنمية وتحسين معيشة الشعب وتجفيف التربة التي تنمو فيها الأفكار المتطرفة.


شبكة الصين: تراجع ترامب عن سياسة أوباما في الشرق الأوسط بعد توليه منصب الرئاسة، حيث أعلن في ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، فما هي تداعيات سياسات ترامب على الشرق الأوسط؟

 

وو سيكه: اتخذ ترامب سياسة معاكسة للرئيس السابق باراك أوباما في الشرق الأوسط، والتي تتمثل في وصف الاتفاق النووي الإيراني باعتباره "الأسوأ على الإطلاق" وإعادة تقوية الحليفين الأمريكيين في الشرق الأوسط (السعودية وإسرائيل) والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وجميع خطوات ترامب كانت تهدف لحاجته إلى قوة تصويت اليهود داخل الولايات المتحدة، وهذه الإجراءات نابعة من النتائج التي توصل لها ترامب بعد تحليل الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط، ففلسطين مازالت في موقع المستضعف والدول العربية "مفتتة"، ولا يمكنها تشكيل قوة معارضة للولايات المتحدة.

 

ولا شك أن إجراءات ترامب، كانت بمثابة أكبر قوة مؤججة للتوتر في الشرق الأوسط خلال عام 2017، ويتوقع أن يستمر تأثيرها.

1  2  >  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号