تجربة الصين في القضاء على الفقر درسٌ للعالم النامي arabic.china.org.cn / 10:40:23 2017-03-11
بقلم: يحيى مصطفي 11 مارس 2017 /شبكة الصين/ شارك الرئيس الصيني شي جين بينغ الأربعاء الماضي في حلقة نقاشية جماعية مع مشرعين من مقاطعة سيتشوان على هامش الدورة السنوية المنعقدة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني. وأكد شي على أنه يجب مواصلة تعزيز الإصلاحات الهيكلية الزراعية لجانب العرض وخوض حرب حاسمة ضد الفقر، كما يتعين على الدولة تشكيل آلية فعالة لتخفيف حدة الفقر، والابتعاد عن الشكليات فيما يتعلق بجهود تخفيف حدة الفقر. منح العمل بالقرى النائية في بداية حياة شي جين بينغ العملية الزعيمَ الصيني نظرةً عميقة، وكرئيس لأكثر دولة تعدادَ سكان في العالم، لم يستهن الزعيم الصيني أبداً بقضية الفقر. وفي سنواته التي قاد الصين خلالها حتى الآن، فقد زار شي جين بينغ (63 عاماً) أكثر من 30 قرية وبلدة فقيرة، وتقاسم خبرته في عمل القضاء على الفقر، ووضع نفسه في الخطوط الأمامية للحرب على الفقر. وبنظرة إلى الوراء، فمن الواضح أن فهم الرئيس الصيني العميق وتركيزه على الفقراء قد تطور طوال مسيرته السياسية، حيث تدرج من كادر شاب عمل في قرية نائية بمقاطعة شنشى في شمال غرب البلاد لأعلى منصب في الصين. وجاءت تجربة لشي جين بينغ مع الفقر بشكل معمق في قرية ليانغ جيا خه التابعة لمدينة يانآن بمقاطعة شنشى، قبل ما يقرب من 50 عاماً. ولم يكن بلغ حتى 16 عاماً عندما أُرسل إلى هذه القرية في أوائل عام 1969، نتيجة لتوجيه الرئيس ماو تسي تونغ الشباب في المناطق الحضرية لتجربة العمل الريفي. وكثيراً ما تحدث شي جين بينغ عن تجربته في العيش وسط الفقراء، وتشاطر أفكاره ووجهات نظره بشأن كيفية التعامل مع الفقر. وكان الزعيم الصيني شي جين بينغ قد أكد في يناير الماضي خلال جولة تفقدية في مقاطعة خبي أن محاربة الفقر مهمة أساسية في بناء مجتمع مزدهر باعتدال. وتعهد الرئيس شي جين بينغ بإخراج جميع الفقراء في الصين من دائرة الفقر في الموعد المحدد بحلول عام 2020. وقد حددت الصين 2020 العامَ المستهدف لتحقيق هذا المهمة، مع هدف رئيسي متمثل في القضاء على الفقر. والقيادة الصينية عازمة على عدم ترك أحد في الوراء والبلاد تتجه على الطريق نحو مجتمع رغيد الحياة باعتدال. وكانت تدابير القيادة المركزية للتخفيف من حدة الفقر فعالة جداً. وعلى سبيل المثال، فقد رُبطت كل أسرة فقيرة بـ"شراكة" مع مسؤول محلي على المستويات القاعدية مُكلَف بمسؤولية إخراجها من دائرة الفقر. وبالإضافة إلى استراتيجية "الشراكة"، فإن الصين تطبق أيضاً الخبرات التي اكتسبتها منذ الثمانينات في إخراج 700 مليون شخص من دائرة الفقر على أرض الواقع. وأعلنت الصين تدابير ملائمة لتطوير السياحة في المناطق الريفية الفقيرة. وتعد هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية البلاد للقضاء على الفقر بحلول عام 2020 من خلال استخدام تدابير تخفيف هادفة ودقيقة. وأعلن مكتب المجموعة القيادية لتخفيف الفقر والتنمية بمجلس الدولة في وقت سابق أن الصين تجاوزت هدفها السنوي بإخراج 12.4 مليون شخص من دائرة الفقر في عام 2016. ويرجع هذا الإنجاز جزئياً إلى موارد مالية كبيرة، تصل إلى أكثر من 230 مليار يوان، خصصتها الميزانيات المركزية والمحلية. وتواصل الصين جهودها لإخراج 12 مليون شخص من دائرة الفقر بحلول عام 2020 من خلال تطوير السياحة الريفية. وبينما يشتهر الصينيون من سكان الحضر بالرحلات الخارجية المتكررة والقدرة الشرائية الكبيرة، فلا يزال كثيرون في المناطق الريفية يعانون من الفقر. ووفقاً لمكتب المجموعة القيادية لتخفيف الفقر والتنمية بمجلس الدولة، فإن 217 محافظة من أصل 592 من أفقر محافظات الصين، توجد في المنطقة الوسطى من البلاد، والبقية في غربها، وأكثر من 230 من هذه المحافظات الفقيرة في المناطق التي تسكنها الأقليات العرقية. وباعتبارها أكبر دولة نامية في العالم، فقد حققت الصين انجازات ملحوظة فى التخفيف من وطأة الفقر. وكثيراً ما يعزو الخبراء في الشؤون الصينية النجاح في ظهور الإنجاز الاقتصادي الصيني إلى الوحدة في الحزب الشيوعي الصيني وقيادته. وكانت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ11 للحزب الشيوعى الصينى، التي عقدت في ديسمبر 1978 بتركيز على التنمية الاقتصادية، قد وضعت خارطة الطريق الأساسية للصين واستهلت جهود الإصلاح والانفتاح الشهيرة. وفي ذلك الوقت، بدأت الصين الإصلاحات المؤسسية في ملكية الأراضي الزراعية الريفية، وإصلاحات السوق وغيرها. ومع مجموع السكان البالغ عددهم أكثر من 1.3 مليار نسمة، فإن البلاد لا تزال تناضل من أجل تغيير حياة الناس الذين ما زالوا يعيشون في فقر. ولكن جهوداً تبذل من قبل الحكومة للقضاء على الفقر تماماً عن طريق الحد من عدد السكان الفقراء بما لا يقل عن 10 ملايين نسمة كل عام. وبين عامي 1981 و2004، تحولت الصين من كون أكثر من ثلثي سكانها يعيشون على أقل من دولار أمريكي واحد في اليوم، إلى أقل من شخص واحد بين كل عشرة يعيشون في فقر. ووفقا للبنك الدولي، فإنه خلال الفترة بين عامي 1981 و2010 انخفض عدد السكان الفقراء في العالم بواقع 723 مليون وجاءت نسبة 94.2% من هذا الخفض نتيجة دفع التخفيف من حدة الفقر في الصين. وفي الصين، ينطبق هذا بشكل خاص على التقدم في الزراعة، حيث أن النمو بهذا القطاع له أربعة أضعاف التأثير على الحد من الفقر الذي يُحدثه النمو في الصناعة أو الخدمات. وفي محاربة الفقر عملت الحكومة الصينية وشعبها معاً للتخفيف من حدة الفقر من خلال تحسين شبكات البنية التحتية والتجارة؛ والاستثمار في رأس المال البشري، وتشجيع الإصلاحات المالية العميقة؛ والحد من الحواجز لكل من التصنيع ودخول منتجات جديدة. ويمكن لقادة الدول النامية ومن بينها الدول العربية والأفريقية الاستفادة من تجارب الصين وإنجازاتها فى الحد من الفقر من خلال تنفيذ بعض الاستراتيجيات الصينية. ولعل أهمها هو إقامة اقتصاد سوق يعمل بشكل جيد وقادر على توليد عوائد مالية كبيرة. ومع ذلك، سيكون هناك دائماً عدد كبير نسبياً من الناس الذين سيتجاوزهم السوق لا محالة، وهنا يمكن القول إن أهم عنصر يحتاجه الجميع هو وجود إرادة سياسية حقيقية للتخفيف من حدة الفقر كما أظهر الحزب والحكومة في الصين.
----------------------------------------------- الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، و ليس الشبكة
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |