عادات وتقاليد المسلمين الصينين في إستقبال الحجاج

بقلم: ما ئي باو

يستقبل المسلمون الصينيون هذه الأيام الحجاج العائدين من بيت الله. ومن المعروف أن لكل البلدان بالعالم عادات وتقاليد خاصة بها تشكلت خلال مسيرة التاريخ وتأثرت ببيئة المجتمع كما قال المؤرخ العربي المشهور ابن خلدون.

وفي الصين قد تشكلت كثير من العادات والتقاليد المختلفة عن البلدان الأخري في الحياة عموما وخاصة أن المسلمين الصينيين أيضا قد شكلوا عاداتهم وتقاليدهم الخاصة المتميزة في كل الجوانب سواء في الجوانب الدينية أو المعيشية.

وبالصدفة وأنا ضمن الحجاج الصينيين في هذا العام، فقد رأيت وشهدت مشهد إستقبال الحجاج في مدن وقري الصين. وفي السطور التالية، سأسجل تلك المشاهد المثيرة لإستقبال الحجاج التي تعكس صورة حميدة للمسلمين الصينيين.

صلوات علي النبي

في العادة، بعد أن تهبط الطائرة في المطار يستقبلهم مسوؤلون من مصلحة الأديان والجمعيات الإسلامية حيث يساعدونهم على اكمال الإجرءات وإستسلام الأمتعة. وتستقبل جماهير المسلمين الحجاج في بلداتهم.

وبعد انتهاء كل الإجرءات توصلهم إلي مقاصدهم سيارات فاخرة أو حافلات توفرها الجمعيات الإسلامية قبل أيام. وكان الجو حارا خلال موسم الحج في المملكة العربية السعودية، ولكن الصين في موسم الشتاء القاسي حيث تهبط درجة الحرارة إلي تحت الصفر فيجب على الحجاج أن يرتدوا ملابس اضافية في الطائرة أو في المطار. وفي هذه المرة جهزت الجمعيات الإسلامية ملابس ثقيلة لبعض الحجاج تعبيرا عن عنايتها البالغة بهم.

وعندما تصل السيارة إلي مدخل القرية أو قرب البيت في المدينة، تستقبل جماهير المسلمين وفي مقدمتها إمام ومسوؤلو المسجد الحجاج حيث يصلون علي النبي بصوت عال وبنغمات جميلة ويقتربون من الحاج ويدعون الله معا.

تصافح المسلمين

بعد الدعاء يصافح المسلمون بعضهم بعضا ويقبلون وجه الحاج ويباركون لبعضهم بعضا ويضع الإمام وطلاب المسجد والعلماء الكبار ومسوؤلو المسجد الحرير الأخضرعلي كتفيه للتهنئة والترحيب والبركة ثم يصطحبه إمام المسجد والعلماء والمسؤولون إلي المسجد ويكون الجو مفعما بسعادة وسرور وبركات إذ إن أصوات الفرح يتردد صداها في السماء والأولاد يتابعون صفوف المسلمين مسرورين.

إلقاء الكلمات

يكون المسجد نظيفا ومفعما بالبركات والسرور ويلقي إمام المسجد كلمة ترحيب بالحاج نيابة عن جماهير المسلمين ويقول لهم :"اليوم نرحب بضيوف الرحمن ترحيبا حارا ونهنئهم بالحج المبرور والذنب المغفور وأدعو الله بالخير والبركات لكل الحاضرين."

ثم يدعو الإمام حاجا لإلقاء الخطبة التي تتعلق بأعمال الحج فدائما يشكر الحاج جماهير المسلمين على حفاوة إستقبالهم ويشكر الإمام والعلماء لتعليمه شوؤن دينه ويسلم علي كل المسلمين ثم يلخص مسيرة حجه وإنجازاته الروحية خلال موسم الحج.