نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية: إكسبو 2010 جعل شانغهاي عاصمة للنور

حفاوة في الصين وإعجاب في مصر. تلك هي محصلة الزيارات المتبادلة على المستويات الشعبية والرسمية بين بكين والقاهرة، خلال شهر يوليو 2010. فقد واكبت تلك الفترة الافتتاح الرسمي للجناح المصري في إكسبو شانغهاي 2010، والذي توافد عليه من مصر المهندس علاء فهمي، وزير النقل، وشريف سالم، رئيس هيئة المعارض الدولية، وأحمد رزق، سفير مصر لدى الصين، والسفير أحمد والي، نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، ونخبة من الإعلاميين. في المقابل زارت الإسكندرية، لأول مرة، إحدى القطع البحرية الصينية التي تشارك في مواجهة عمليات القرصنة بساحل القرن الأفريقي والمحيط الهندي، بعد أن مرت بقناة السويس، التي تأثرت حركة الملاحة بها سلبا بعمليات القرصنة التي زادت في الآونة الأخيرة بمدخل البحر الأحمر. وشهدت القاهرة حلقة نقاش حضرها نخبة من الساسة وأساتذة العلوم السياسية، أكدوا في ختامها على ضرورة دعم العلاقات بين البلدين.

"الصين بعيون عربية" رصدت تلك اللقاءات بين كل من القاهرة وبكين وشانغهاي، والتي نشرتها أجهزة الإعلام العربية، خاصة المصرية، التي أبرزت خلال شهر يوليو، مشهد تدفق عشرات آلاف الزوار الصينيين والأجانب والعرب إلى حديقة إكسبو شانغهاي العالمي لمشاهدة وقائع الاحتفال بيوم جناح مصر في المعرض والذي صادف العيد الوطني الثامن والخمسين لجمهورية مصر العربية. نشرت الصحف الاسم الذي أطلقه الزوار على جناح مصر "متحف الآثار العالمي"، حيث أمضى الزائرون بداخله ساعات للتعرف على الملامح الفنية للحضارة الفرعونية، واستمتعوا بالعروض الفنية الراقصة المتنوعة التي قدمتها فرقة الإسماعيلية للفنون الشعبية.

نقلت الصحف ما قاله تشاو تشن يوي، نائب الممثل العام للحكومة الصينية في إكسبو شانغهاي العالمي، بأن مصر هي أول دولة عربية وإفريقية اعترفت بحكومة جمهورية الصين الشعبية وأقامت علاقات دبلوماسية مع حكومتها المركزية في بكين يوم 30 مايو 1956، كما أنها من أوائل الدول النامية التي أقامت علاقات تعاون استراتيجية مع الصين في إبريل عام 1999، مبينا أن إكسبو شانغهاي جاء فرصة ثمينة لتعميق التعاون الاستراتيجي بين البلدين ودفع التبادلات الثقافية وتوطيد الصداقة بين الشعبين. وركزت الصحف على تصريح سفير مصر لدى الصين أحمد رزق بأن الاحتفال بالعيد الوطني المصري في إكسبو شانغهاي العالمي أمر ذو أهمية كبيرة، يكسبه مذاقا خاصا ويعكس الدور الهام الذي تلعبه الصين كمحرك للاقتصاد العالمي.

وقال السفير أحمد والي الذي زار الإكسبو بدعوة من جمعية الصداقة مع شعوب العالم في شانغهاي، إن الزيارة كانت فرصة رائعة لتلاقي الشعوب، حيث توافد نحو عشرين ألف صيني يوميا على الجناح بالمصري لمشاهدة الآثار الفرعونية، وحرص الجمهور على التواجد في الأجنحة العربية الأخرى مما يعمق معرفة الصينيين بالعرب، ويخلق جسورا جديدة من العلاقات الثقافية والاجتماعية بين أبناء أقدم حضارتين في التاريخ. ووصف والي الجناح المصري بأنه يجمع بين الأصالة والحداثة، حيث يضم ما يعبر عن الحضارة المصرية القديمة التي تمتد جذورها لأكثر من سبعة آلاف سنة إلى جانب عرض نماذج لبعض مشروعات التنمية التي تجسد نهضة مصر الحديثة والعمران في مدن القاهرة والإسكندرية والأقصر. وأبدى السفير والي إعجابه بقدرة السلطات الصينية على تسهيل حركة دخول نحو خمسمائة ألف مواطن وسائح يوميا إلى أجنحة معرض إكسبو شانغهاي، وعدم تأثير انتقال هذا الكم الهائل من البشر على مدار الساعة على حركة المواصلات أو الأسعار في مدينة يقيم فيها نحو عشرين مليون نسمة. وقال والي إن شانغهاي تستحق لقب عاصمة النور، بعد أن أصبحت كل مبانيها وطرقها والجسور المعلقة في شوارعها وجسور الأنهار قطعة من النور المتلألئ في المساء، بما يشعر السائحين بالعظمة والبهجة. ونقلت الصحف عن المهندس شريف سالم قوله إن مصر حرصت، في سابقة هي الأولى، على عرض ثماني قطع أثرية يرجع تاريخها لأسر فرعونية عديدة. وتشمل المعروضات عقدا ذهبيا يرجع إلى الملك الفرعوني أمنحوتب الثاني أحد حكام الأسرة الثامنة عشرة التي حكمت مصر في الفترة بين سنة 1550 وسنة 1525 قبل الميلاد، صنع على شكل الصقر حورس، وكان الفراعنة يؤمنون بأن هذا العقد يوفر الحماية للمومياء الملكية ويساعدها على العودة إلى الحياة. ومن بين المعروضات، القناع الذهبي للملك شيشونك الثاني أحد حكام الأسرة الـثانية والعشرين التي حكمت البلاد سنة 890 قبل الميلاد، وتمثال من الحجر الجيري للملك نبنهيه وزوجته الملكة باكيارتي، يعود تاريخه إلى الأسرة الـتاسعة عشرة وتمثال من الجرانيت للملك ميرن بتاح يرجع إلى الأسرة التاسعة عشرة وتمثال من الحجر الرملي للملك أمنحوتب الرابع أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة.