أضواء على المذاهب الإسلامية في الصين

بقلم: ما ئي باو

من المعروف أن في العالم مذاهب إسلامية مختلفة وأهمها المذهبان السني والشيعي. وقد إنتشر الإسلام في جميع أنحاء العالم، وأيضا له تاريخ طويل في الصين. وإذا زرت المسلمين الصينيين ورأيت ممارستهم في العبادات والمعاملات، فتجد هناك إختلافا قليلا عن العالم العربي. وفي ما يلي سوف أختار منطقة نينغشيا لاتحدّث عن المذاهب الإسلامية من حيث نشأتها وتاريخها وتطوراتها وغيرها من الموضوعات ذات الصلة واعتقد أنها تشمل كل النشاطات الدينية في الصين .

إن نينغشيا هي موطن الإسلام في الصين، وفيها علماء بالمساجد يهتمون بدراسة العلوم الإسلامية وفيها باحثون في المراكز يدرسون الثقافة العربية و يدل كل هذا علي أهمية الإسلام في حياة المسلمين هنا، فأنا من أهلها وأعيش فيها ورأيت كثيرا من المظاهر الإسلامية المختلفة عن الدول العربية.

وعلي الرغم من أنني عشت في الدول العربية عدة سنوات وأيضا رأيت النشاطات الدينية المختلفة في مصر والسعودية والجزائر فأنا درست وعملت في هذه الدول سنوات وبعد الدراسة والعمل كنت اغتنم الفرصة للتعرف على العادات والتقاليد الدينية والمحلية بما فيها النشاطات الدينية. وعندما أقارن بين هذه المظاهر في الصين والدول العربية التي قد رأيتها فأجد أن هناك اختلافا طفيفا، وليس في الأصول بل في الفروع، كما أجد في كل الدول عادات وتقاليد محلية تتأثر بالدين الإسلامي، أي قد شكلت مميزات خاصة محلية ترتبط بالإسلام.

وفي الصين نجد أن المسلمين يصلون في المساجد ويعيشون سعداء ولهم أعياد دينية وعادات وتقاليد مختلفة عن الصينيين الآخرين ومشابهة لما في الدول العربية. وليست هناك فروق كبيرة بين المذاهب المختلفة التي انتشرت في أنحاء الصين عبر الحقب التاريخية المختلفة. وساستعرض في هذا المقال المذاهب الدينية في المنطقة المسلمة والنشاطات الدينية فيها لنعكس بعض جوانب حياة المسلمين الصينيين.

وفي الواقع أن كل المسلمين في نينغشيا يتبعون المذهب الحنفي وفي التعليم المسجدي تُدرّس كتب الحنفية فقط في مادة الفقه ومع ذلك فإن هناك مذاهب دينية في مساجد بنينغشيا مختلفة قليلا ومنها مذاهب صوفية وتنتشر عادات وتقاليد متميزة تعود جذورها إلي الدول الإسلامية والصين القديمة. وعلي حسب دراسات العلماء الصينيين فإن المذاهب الإسلامية في نينغشيا هي المذهب القديم وطوائف الخفية والجهرية والقادرية ولكنهم جميعا من أهل السنة ويتبعون المذهب الحنفي.