الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

صحيفة "الأيام الفلسطينية": الصين.. إعادة إحياء إمبراطورية


معرض (إكسبو 2010) ــ الذي افتتح في شانغهاي بحضور مئات الشخصيات في العالـم بينهم رؤساء دول ــ يدلل على الـمكانة الاقتصادية للإمبراطورية الناشئة. قبل الافتتاح الرسمي للـمعرض بيوم واحد افتتح الرئيس محمود عباس الجناح الفلسطيني والذي يعتبر مهماً جداً برمزيته، وبقدرة الشعب الفلسطيني على تأكيد وجوده على خارطة العالـم الحضارية.

وكبادرة... ولأهمية هذه الزيارة الرئاسية للـمعرض تم استقبال الرئيس في الجناح الصيني الذي لا يدعو فقط إلى الانبهار ولكنه يؤكد نظرية "الإمبراطورية". الجناح الصيني يطلق مجموعة من الـمفاجآت، ومنذ اللحظة الأولى لدخولك إليه فإنك تصبح أمام مبنى وليس جناح، مبنى مكون من عدة طوابق، وصلنا إلى الطابق السادس وهناك الـمفاجأة الثانية شاشات عرض هي الأكبر على مستوى العالـم، ولدقائق معدودة كنا في مسرح تحيط به الشاشات من ثلاثة جوانب، حيث عرض فيلـم حول تاريخ الصين ونهضتها الحضارية والاقتصادية خلال الثلاثين سنة الـماضية. ثلاثون سنة قد تبدو لا شيء في عمر الشعوب التي لا تقدر قيمة الوقت، وربما مضت علينا نحن أمة العرب هذه العقود الثلاثة، فخلفت مزيداً من الفقر والثقافة الضحلة والاقتصاد الهش، ولكن في الصين كأن عصرين تتابعا بسرعة الضوء، تحديث الصين انطلق كالـمارد من القمم وبدت الإصلاحات الاقتصادية للحزب الشيوعي كأنها مرحلة تأسيس لثورة جديدة؛ ثورة رأسمالية بنكهة شيوعية وببصمات حزب يعرف تماماً إلى أين هو ذاهب.

في شانغهاي حضر العالـم، وربما تأكد لنا نحن الفلسطينيين والعرب أننا نعاني مشكلة مستعصية وهي التحدث لذاتنا، معتقدين أن العالـم يسمعنا، وأننا مركز هذا العالـم، ربما نحن بحاجة إلى لحظات صدق مع أنفسنا لنتأكد أننا جزء من هذا العالـم، بمقدار ما نتفاعل معه ونؤثر فيه بمقدار ما يكون لنا من قوة، دون ذلك سنظل نرفع شعارات ونصرخ.

شانغهاي... جذبت العالـم... ولكن يبدو أن العالـم أصبح بحاجة إلى الإمبراطورية الجديدة...

 

شبكة الصين / 13 مايو 2010 /



     1   2  




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :