الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

صحيفة "الأيام الفلسطينية": الصين.. إعادة إحياء إمبراطورية


نشرت صحيفة "الأيام الفلسطينية" 8 مايو مقالا تحت عنوان

:

الصين.. إعادة إحياء إمبراطورية

عبد الناصر النجار

في العلاقات الدولية يعتبر كثير من الـمنظرين أنه من الـمستحيل إعادة إحياء إمبراطوريات اندثرت... وأن التطورات العالـمية عادةً تتجاوز ما كان.

في الصين أصبح واضحاً أن هناك تجاوزاً أو إثباتاً عكسياً لنظريات خبراء العلاقات الدولية في إعادة تجديد الإمبراطوريات لذاتها مع اختلاف في شكل هذه الإمبراطورية القادمة بسرعة غير متوقعة... والتي ستتربع على عرش القطبية العالـمية، وإن لـم تكن كسراً لعِظم الإمبراطورية الأميركية، فهي الـمنافسة لها، على الرغم من الاختلالات في بعض الجوانب.

مدينة شانغهاي القائمة على دلتا نهر اليانغتسي على الساحل الشرقي للصين ويقسمها نهر هوانغبو تعتبر نموذجاً حياً لفرضية إحياء إمبراطورية الصين العظيمة ولكن دون وجود إمبراطور متوّج، بل حزب شيوعي فصل بذكاء شديد بين الاقتصاد والسياسة، الـمسؤولون ينادون بعضهم البعض بلقب رفيق، ولكن واقع الحال على الأرض يقول إن الـمدينة رأسمالية بامتياز.

مع الهبوط التدريجي للطائرة في أجواء شانغهاي لا يبدو أن هناك فرقاً بينها وبين أي من الـمدن الغربية، فناطحات السحاب تلتصق ببعضها، وإن كان حيز الفراغ في البناء الغربي أوسع مما هو في شانغهاي وخاصة فنادقها، وكأن الـمساحة الـمخصصة للشخص محسوبة بدقة تلبي الاحتياجات كاملة.

في بداية القرن الـماضي يقول مواطن من شانغهاي: إن الـمدينة لـم يكن فيها شيء مميز، مبانيها هي كمباني كل الأراضي الصينية بشكلها التراثي الـمعروف، ولكن في منتصف القرن الـماضي أصبحت الـمدينة مركز الثورة الصناعية للحزب الشيوعي الصيني، وبدأ الانتعاش الاقتصادي القائم على الصناعة بدرجة أولى في إنعاش روح الـمدينة، ووضعها في مصاف الدول العالـمية، كما أنها لعبت دور الـمركز في النشاطات الـمالية في هذه الإمبراطورية الواسعة، وأصبح عدد سكانها الذي يزيد على عشرين مليوناً سبباً رئيسياً في تنميتها الاقتصادية.



1   2    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :