الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
موقع الصين بعيون عربية: مرحلة جديدة تتبوأ فيها الصين مكانة استحقتها
أعلن محللون تفهمهم لهذه التطورات في السياسة الخارجية الأمريكية، وبخاصة بعد أن تعمدت الصين في الأشهر الأخيرة الإعراب عن نيتها ترجمة قوتها الاقتصادية في قوة سياسية. لم تكن واشنطن وحدها التي وصلها هذا الإعراب، ففي كوبنهاغن أبلغت الصين العالم بأسره بأنها من تاريخه سوف تنطق باسم شعوب العالم الفقيرة من موقعها كقطب جديد في القيادة الدولية. وفي الموضوع الإيراني، أجرت بكين بعض الحسابات فوجدت أن تخصيب اليورانيوم الإيراني مسألة تهم أطرافاً معينين لهم مصلحة في إسقاط نظام الحكم في إيران وأطرافاً آخرين يرفضون فرض الهيمنة على إيران ونفطها وطاقتها الدينية وقوميتها الفائرة من جديد، وكلها قضايا لا تهدد بوضعها الحالي أولويات الصين الإقليمية. وجدت أيضاً أنها تستفيد أكثر لو استخدمت موقعها في مجلس الأمن لعرقلة الجهود الأمريكية “الإسرائيلية” في الشأن الإيراني، ستستفيد مكانة أكبر ونفوذاً أعظم مما لو انساقت مع المنساقين في الحملة المسعورة لشن حرب جديدة في الشرق الأوسط. وتعرف الصين أنها قد لا تفلح في منع نشوب حرب تشنها “إسرائيل” وتدعمها الولايات المتحدة عن بعد أو عن قرب، ولكنها تعرف أنها بمعارضتها ستفلح حتماً في كسر الإجماع الذي تسعى إليه “إسرائيل” وأمريكا، وهذا إنجاز كاف تؤكد قيمته التدهورات المتلاحقة في مكانة أمريكا منذ شنت الحرب ضد العراق وسط شكوك باقية إلى اليوم، وتعرف أيضاً أن تباطؤها في التعاون مع أمريكا لفرض تسويات دولية يجعلها في موقف أقوى تجاه أمريكا والغرب.
وعندما تدخل بكين في مواجهة مع شركة جوجل، ومع مؤسسة الشبكة الإلكترونية التي تتحكم فيها واشنطن، فإنها تعلن للعالم بأسره أنها لن تقبل المشاركة في قيادة العالم تحت مظلة مبادئ وأفكار الولايات المتحدة، أو أي قطب دولي آخر. وإنما سوف تصرّ على أن تسترشد بمبادئ الصين وأفكارها وليس بمبادئ وأفكار أطراف أو عقائد أخرى. وعندما تلمح بكين إلى أنها قد لا تحضر مؤتمر نزع السلاح المزمع عقده في واشنطن في إبريل/ نيسان المقبل، فإنها تقول للغرب إنها لن تشارك في مؤتمرات تخضع لمنظومة فكر وإيديولوجية وقيادة تنتمي إلى مرحلة تنتهي، وإنها حين تقرر الاشتراك فسيكون بعد أن توافق الولايات المتحدة وحلفاؤها على تغيير كثير من القواعد والمبادئ التي التزمها النظام الدولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
سنوات قليلة ونكون شهوداً على مرحلة جديدة تتبوأ فيها الصين مكانة استحقتها، بفضل رؤى ثاقبة وحسابات عقلانية وحسن استخدام للموارد، وجرأة في تشغيل مصادر القوة وحكمة في توظيف الشعور القومي لخدمة الأهداف بعيدة الأمد..
شبكة الصين / 4 مارس 2010 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |