الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
موقع الصين بعيون عربية: مرحلة جديدة تتبوأ فيها الصين مكانة استحقتها
نشر موقع الصين بعيون عربية 11 فبراير مقالا لجميل مطر بعنوان "عنتريات" صينية.يرى الكاتب فيه إننا نعيش أياماً مثيرة نشهد فيها رفع الستار عن “البروفة” الأخيرة لعالم يتشكل بتوازن جديد للقوى الدولية.
حول الاستغلال الأمثل لقدرات وإمكانات مادية ومعنوية بسيطة لتحقيق أداء متميز في السياسة الخارجية والحصول على مكانة متميزة إقليمياً ودولياً، قال الكاتب: تجولنا في أنحاء أمريكا اللاتينية فكان النموذج تجربة كوبا وأداءها الممتاز على امتداد ستين عاماً في مواجهة القطب الدولي الأعظم والأقوى.
واستطرد قائلا: وفي مرحلة سابقة كانت الهند ويوغسلافيا ومصر نماذج على كفاءة الاستغلال الأمثل لموارد بسيطة في رسم السياسات الخارجية وتنفيذها. ونشهد الآن، بانفعالات عديدة ومتضاربة، أداء تركيا المتميز خلال عهود الحكم الأخيرة وتجربة إيران بعد حربها مع العراق والأداء، وإن تفاوت، لحزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية. على كل حال، كانت الصين دافعنا في هذه الجلسة لمناقشة موضوع الأداء المتميز في صنع السياسة الخارجية. كنا في الحقيقة نردد، مع كثيرين غيرنا في مناطق أخرى، التساؤل عن الأسباب التي دفعت كلاً من الولايات المتحدة والصين وبخاصة الصين، لتصعيد نبرة التوتر في العلاقات بينهما، وهل كانت قرارات الصين ومواقفها الأخيرة مجرد “عنتريات” بحسب وصف بعض السياسيين المصريين لسياسات وقرارات تتخذها حكومات تركيا وإيران وكوبا وسوريا وحماس وحزب الله وفنزويلا والبرازيل، أم كانت تجارب مدروسة حققت مكاسب سياسية أكبر وأهم من المكاسب التي تحققها دول تخضع لأنظمة حكم رزينة وقانعة ومتهادنة مع “أدنى مستويات الواقع وظروفه”؟
أن تقرر حكومة أوباما الدخول في عدد من المواجهات مع الصين، وأن تصعد لهجة التعامل معها، فهذا تطور يمكن فهمه بسرعة وبساطة. فإدارة الرئيس أوباما محشورة في شبكة مشكلات، أكثرها داخلي. كانت الإدارة إلى وقت قريب مراهنة على شعبية الرئيس أوباما للمحافظة على أغلبيتها في الكونجرس وتجميل صورة أمريكا الخارجية وربما استعادة بعض مكانتها. ولكن مع تردي الأوضاع الداخلية في أمريكا هبطت شعبية أوباما في الداخل كما في الخارج، ولم تجد الإدارة مخرجاً مؤقتاً إلا التراجع عن وعود ومبادئ وسياسات التزم بها أوباما في حملته الانتخابية، واسترضاء قوى داخلية لها مصالح في الخارج أو معه. من هذه القوى الجماعات اليهودية، وهذه بعث لها أوباما بإشارات عديدة جاءت جميعها على حساب الجانب الفلسطينيين والعرب. منها أيضاً “مؤسسات الحرب الباردة”، مثل بعض تيارات وقيادات المؤسسة العسكرية، وجماعات المحافظين الجدد، ومؤسسة صناعة السلاح، وشركات المرتزقة والأمن الخاص، بالإضافة إلى مؤسسة غير معترف بها ولكنها لا تزال مؤثرة، وهي العنصرية الموروثة من القرن الثامن عشر ضد الجنس الأصفر. وهذه جميعاً عادت تسترضيها إدارة الرئيس أوباما بتصعيد سياسات المواجهة مع الصين، فكان أن قرر استقبال الدالاي لاما رغم كل تحذيرات الصين واعتراضاتها، وقرر تنفيذ صفقة سلاح مع تايوان بعد سنوات من الالتزام الضمني الأمريكي بعدم تزويد تايوان بأسلحة متقدمة، وألمح مراراً إلى نية أمريكا فرض عقوبات تجارية على الصين في حال استمرت في رفض رفع قيمة عملتها بالنسبة للدولار ومنع فتح السوق الصينية أمام سلع أمريكية معينة، وأخيراً كلف مؤسسات الحكم المعنية بنقل بؤرة التركيز في السياسات الخارجية الأمريكية من أوروبا إلى آسيا وطمأنة دول شرق وجنوب شرق آسيا على أمنها.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |