الرسم بصدر واسع ونظرة بعيدة.. الفنانة المصرية كوثر الشريف وفهمها للعناصر الصينية (صور)

لوحة "من وحي الصين" التي عرضت في معرض الفنون الجميلة بالصين أثناء أولمبياد بكين

شرحت الفنانة معاني اللوحة كأنها صينية. ولأنها تفهم الحضارة الصينية فهما عميقا، رغم أنها مسلمة، فإنها تتجاوز الحدود بين الأديان وتستفيد من مختلف الحضارات بصدرها الواسع الذي يضم كل الحضارات، مما جعلها تربط عناصر المسبحة الإسلامية بالمسامير المهيبة على أبواب القصر الإمبراطوري القديم، ثم تدلف منه إلى بيوت عامة الشعب الصيني لترى المعداد، أوسونبان، الذي كانت تستخدمه كل أسرة صينية قبل ظهور الآلة الحاسبة الإلكترونية الحديثة. مع دخولها من مجال واسع إلى كثير من المجالات الضيقة، البيوت الصينية، تصير أفكارها أكثر عمقا، حيث ترى أن حضارات العالم المختلفة تنتمي إلى حضارة واحدة، أي الحضارة الإنسانية. لكن تفكيرها الذي تعكسه ريشتها لا يتوقف، بل تعبر الفنانة بالاستخدام الكثير للون البني الذي يرمز إلى الأرض واللون الأزرق الذي يرمز إلى السماء عن عنصر صيني هام آخر: التوافق بين السماء والأرض، التوافق بين الإنسان والطبيعة، وصولا إلى العالم المنسجم.

ينبغي أن نشير هنا إلى أن أعمال الفنون العربية المعاصرة التي تشرح العناصر الصينية بهذه الصورة العميقة ليست كثيرة، ولعل أعمال الرسام المصري هبة عنايت الذي درس في الصين في خمسينات القرن الماضي أبرزها. إن ما يريح ويؤنس قلوبنا بعد رحيل عنايت، أننا وجدنا الرسامة المصرية كوثر الشريف.

ولدت الفنانة كوثر عبد الرحيم الشريف في أسيوط بمصر، حصلت على ليسانس الآداب والتربية بكلية التربية في جامعة عين شمس، ولم تدرس الفنون الجميلة دراسة أكاديمية. قام فنها على أساس الهواية والخبرة العملية التي اكتسبتها والمعرفة التي حصلتها بنفسها. فضلا على حضورها عدة دورات عن الفنون في نيويورك في مرحلة لاحقة.

وعن تعلمها للغة الصينية، قالت: "عشت في الصين أكثر من ثلاث سنوات وتعلمت اللغة الصينية في الصين. ولكن درست الصينية لمدة شهر قبل أن أذهب إلى الصين وكنت آنذاك زوجة سفير مصر في باكستان، فاستطعت أن أعرف بعض الأساسيات عن اللغة الصينية. كان لدى كثير من العمال الصينيين في المنزل لمدة ثلاثة أشهر وبدأت أتحدث وأتعامل معهم وكانوا يستغربون جدا من هذه التي تعطينا الأكل والدواء، و لكني استفدت منهم كثيرا وتعلمت منهم اللغة الصينية العامية فكل يوم كنت أقف عند كلمات وأسجلها ومن هنا واصلت التعلم بعد أن ذهب هؤلاء العمال، فكان لدى أفراد يعملون بالبيت مثل الطباخ، وهو كان يتحدث الصينية والإنجليزية فكنت أسأل عن معاني الكلمات بالإنجليزية وأسجلها، وكذلك مدبرة المنزل.

أقامت الفنانة كوثر أول معرض لها في مصر في يناير 2002، بعد ذلك شهدت مصر عديدا من معارض أعمالها. بدأت تتجه أعمالها إلى خارج مصر عام 2003 حيث أقامت معرضا في المتحف الوطني بمملكة البحرين، وسبق أن أقامت معارض في باكستان من 1995-1998 ثم في الصين من 1999 إلى عام 2001 حيث كان آخر معارضها في متحف في شانغهاي.