الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

د.مفيد شهاب: الصين في عامها الستين (صورة)


العلاقات العربية الصينية

إن ما قدمته الصين من تجربة تنموية فريدة وما اتسمت به الدبلوماسية الصينية من تعاون وصدق في تعاملاتها مع دول العالم عامة والدول العربية خاصة، واهتمامها المتزايد بدعم اقتصاد الوطن العربي وحل مشاكله الإقليمية والانفتاح في المجالين الدبلوماسي والاقتصادي جعل الدول العربية ترسم مستقبلا أفضل لعلاقاتها مع الصين، خاصة وأن الصين حليف قوي يقوم بدور فعال في دعم القضايا العربية، فكانت فكرة إنشاء منتدى التعاون العربي – الصيني، الذي أعلن في سنة 2004 لبحث آليات ووسائل رفع مستوى التشابك والتعاون بين الطرفين على مختلف المستويات. ويهدف هذا التعاون إلى فتح الأسواق العربية وتطبيق أنظمة الإعفاءات الجمركية المتبادلة مع الصين وتشجيع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في معظم البلاد العربية، ويعمل على أن يكون هناك دعم متبادل بين الطرفين. الوطن العربي يدعم الصين كقوة دولية اقتصاديا وسياسيا في منظومة النظام الدولي، والصين تدعم الموقف العربي والفلسطيني من أجل استرداد الحقوق الفلسطينية والعربية، وخاصة تلك المتعلقة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف عدوانه على الشعب الفلسطيني. أيضا تعمل الصين على المساعدة في تطوير الصناعة والتكنولوجيا في الوطن العربي، بما يحقق تطورا اقتصاديا صناعيا متناميا، ويطور استخدامات التكنولوجيا فيه.

إن الدول العربية تعمل على الاستفادة من تجربة الصين في تحقيق معدلات مرتفعة للتنمية الاقتصادية ومعالجة مشكلتي الفقر والبطالة في الوطن العربي والاستفادة من القدرات والخبرات العسكرية الصينية في تطوير القدرات العسكرية العربية، وكذلك في مجال تكنولوجيا التصنيع العسكري. كما تعمل على تطوير التعاون العربي – الصيني لبلورة موقف حضاري حكيم في التعامل مع ظاهرة الإرهاب الدولي تستند إلى شرعية المقاومة ضد الاحتلال العسكري بكافة الوسائل ومحاربة أعمال الإرهاب المنظم ضد الأبرياء والمدنيين دون تمييز مهما كان مصدرها، ووضع استراتيجية مشتركة مع العرب لإقرار هذه التوجهات في الأمم المتحدة، حيث أصبحت قضية الإرهاب الدولي القضية المحورية علي أجندة السياسة الدولية. وقد اهتم العرب والصينيون بقضية مكافحة الإرهاب، لكن المشكلة تكمن في سعي بعض الدول للخلط بين الإرهاب والمقاومة المشروعة للاحتلال. لقد قاوم الصينيون الاحتلال الياباني لشمال شرقي الصين وأيدت مصر تلك المقاومة بمجرد دخولها عصبة الأمم سنة 1937، وهو أمر يجعل الصين في مركز المتفهم لضرورة دعم المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي، حيث تختلف المقاومة المشروعة للاحتلال عن الإرهاب الذي يستهدف الأبرياء دون تمييز. كما يمكن أن يتم التعاون على تحييد الإسلام من الاتهام، لأن ظاهرة الإرهاب ظاهرة عالمية يمارسها الناس من أتباع مختلف الديانات لاعتبارات إرهابية لا علاقة لها بالدين.

إن تحقيق التعاون العربي– الصيني أمر هام ويمكن تحقيقه على قاعدة التعاون الحضاري وتبادل المصالح والتحالف في النظام الدولي. وهنا أود أن أشير إلى بعض نقاط التعاون التي يمكن من خلالها تحقيق هذا الهدف وهي:

- توسيع التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية من خلال وسائل متعددة مثل تبادل المعلومات والوثائق والأفكار بين المؤسسات والأفراد المثقفين لدى الطرفين.

- تطوير التبادل الثقافي وتعلم اللغات لدى الطرفين.

- عقد الندوات والمؤتمرات المشتركة بين المؤسسات المتشابهة لإيجاد قاعدة بيانية واسعة للباحثين والخبراء وبناء مجموعات العمل من المفكرين والباحثين والخبراء في مختلف المجالات.

- زيادة وتطوير التبادل الاقتصادي وفتح مصانع صينية في الوطن العربي ونقل صناعة التكنولوجيا إليه.

- منح امتيازات للشركات الصينية للتنقيب عن النفط في بعض الدول العربية كما هو الحال في السودان.

- إنشاء مناطق حرة بين الصين والدول العربية.

- المساعدة في حصول الدول العربية على مقعد في مجلس الأمن الدولي.

- التعاون مع العرب لتصحيح الميزان الاستراتيجي في الشرق الأوسط.

- تطوير دور الصين في التعامل مع القضية الفلسطينية والضغط على الجانب الإسرائيلي.

- زيادة التبادل الدبلوماسي والسياسي بين الصين والدول العربية.

- تفعيل منتدى التعاون العربي – الصيني عن طريق عقد مؤتمرات دورية على مختلف المستويات.

- التعاون في القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك مثل حوار وتعاون الحضارات في مواجهة توجهات صدام الحضارات والعمل على تخفيف هيمنة الحضارة الغربية على العالم، تطبيق القانون الدولي بعدالة ودون تمييز وإصلاح المنظمة الدولية، مواجهة استحقاقات تفشي ظاهرة الإرهاب وتمييزها عن المقاومة المشروعة ضد الاحتلال والتواصل إلى وثيقة دولية تقوم على هذه القاعدة القانونية، ثم مواجهة استحقاقات العولمة الاقتصادية لصالح بناء اقتصاديات متنامية ومستقلة.



     1   2   3    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :