تحليل اخباري: المبادئ التي طرحها مبارك أمام "فوكاك" تستهدف تعميق التعاون بين الصين وأفريقيا

وأضاف أن هذه المبادئ قابلة للتحقيق فعليا فحجم التجارة بين الصين وأفريقيا بلغ أرقاما قياسية، كما أعلنت الصين خلال المنتدى عن منح قروض ضخمة لدول أفريقيا والغاء الديون عن الدول الأقل نموا، فضلا عن أن أفريقيا على الجانب الاخر لديها مؤسسات قارية تستطيع ان تتفاعل مع هذه المبادئ ومع الأطراف الدولية الأخرى وتمتلك "أذرعا" تمثل آليات لتحقيق هذه المبادئ مثل (نيباد) و(كوميسا) وغيرها.

وأوضح أن هذه المبادئ تنطلق من المطالب التي تدعو أفريقيا اليها وتعرضها على عدد من المحافل الدولية ومنها قمة العشرين لاسقاط الديون الأفريقية وتغيير المعادلة القائمة في شكل العلاقة بين المانح والمتلقي إلى علاقة شراكة وهو ما تقوم عليه فعليا العلاقة بين الصين وأفريقيا.

وقال إن "ما تابعناه من نتائج ومناقشات في منتدى بكين وشرم الشيخ يؤكد أن العلاقات الصينية الأفريقية قائمة على الشراكة بين الجانبين لتحقيق مصالح الطرفين على أسس متوازنة ".

ولفت إلى أن الصين تركز على اقامة البنية التحتية والتبادل التجاري بشكل عادل ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول وتحترم سيادتها الوطنية ومتطلباتها الثقافية والاجتماعية.

من جانبه ، أوضح الدكتور محمد أبو العينين أستاذ العلوم السياسية وعميد معهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة أن المبادئ التي دعا اليها الرئيس مبارك تعكس التوافق الأفريقي الصيني على مجموعة التوجهات التي تخدم مصالح الطرفين في تنمية القارة الافريقية.

وقال أبو العينين ان الصين تلعب دورا تنمويا مهما، وأفريقيا على الجانب الآخر ترغب في هذا الدور لتحقيق تنمية البنية التحتية ورفع القيمة المضافة لمواردها وتحقيق التنمية لشعوبها في اطار من الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة التي تحكم العلاقة بين الجانبين وهي عوامل مشجعة للدور الصيني المتعاظم في القارة الأفريقية.

وأوضح أن الصين تستمع وتتجاوب مع مطالب وطموحات الدول الأفريقية وتسعى للتعاون معها لتحقيقها وهذا ما يجعل الصين أكثر قبولا في القارة الأفريقية ويجعلها الخيار المفضل لها للقيام بدور الشراكة في التنمية والاعمار والتحديث والمشاركة في حفظ السلام في مختلف المناطق الأفريقية.

يشار إلى أن الدورة الرابعة للإجتماع الوزاري لمنتدى التعاون بين الصين وأفريقيا كانت قد اختتمت أعمالها أمس بتبني وثيقتين مهمتين هما "إعلان شرم الشيخ" و"خطة عمل شرم الشيخ" للسنوات الثلاث القادمة.