الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
جريدة الجمهورية : مصر والصين وإفريقيا.. فريق واحد
نشرت جريدة ((الجمهورية)) 9 نوفمبر مقالا لرئيس تحريرها محمد علي إبراهيم تحت عنوان: مصر والصين وإفريقيا.. فريق واحد وهو المقال الثالث الذي كتبه محمد على إبراهيم عن منتدى التعاون الصيني الأفريقي.
وابتدر رئيس التحرير مقاله بالإشارة إلي أن المغني الزنجي العالمي ستيفي واندر كان له أغنية شهيرة عن جوموكينياتا الزعيم الكيني العظيم ورفيق نضال الرئيس الراحل عبد الناصر وأحد أقطاب حركة عدم الانحياز.. كانت الأغنية تقول "كان هناك رجل لديه حلم بأن يصبح الأفارقة جميعاً فريق واحد ". وكان كينياتا يعرف أن الشعوب الإفريقية بينها صراعات غذاها الاستعمار ولعب عليها فتفاقمت الأزمات.. لكن الرجل رحل قبل أن يري حلمه يتحقق. وللأسف الشديد كنا ندرس في الجغرافيا أن القارة السمراء هي منجم المعادن للعالم كله.. لكن الأوروبيين قرروا بعد انتهاء الاستعمار أن يقتصر دور الدول الإفريقية علي توريد المواد الخام لمصانعهم في القارة البيضاء وتظل الأيدي السمراء تعمل وتنتج ليزداد ثراء العالم المتقدم. وهكذا انصرف العالم الصناعي وحتي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي إلي حلب الدول الإفريقية وشفط خيراتها.. وتفرغ الأفارقة للصراعات القبلية والمشاكل الحدودية والثورات والحروب الأهلية.
وقال الكاتب إن هم العالم الصناعي كان أن تظل إفريقيا علي ما هي عليه من تخلف وتتفرغ لنزاعاتها ومشاكلها. لكن بعض القادة الأفارقة - وعلي رأسهم الرئيس حسني مبارك - سارعوا إلي لم الشمل. وسعوا إلي إزالة الخلافات والمشاكل بين هذه الدول حتي تنطلق إلي التنمية والتقدم والرخاء. وقد قال الرئيس مبارك في خطابه أمس جملة موحية وهي أن التقدم الاقتصادي ليس حكراً علي دولة أو جنس. وهو ما يؤكد أن العقل البشري له أن يجتهد ويتفوق وينطلق إلي آفاق رحبة.. ختم الجودة يمكن أن يكون صينياً أو هندياً أو ماليزياً وليس بالضرورة أن يكون أوروبياً أو أمريكياً.
ومضي رئيس التحرير يقول إن إفريقيا كانت تحتاج شريكاً في التنمية.. يفيد ويستفيد.. لا يسعي إلي الاحتكار والهيمنة وإنما إلي التعاون والتنمية. ولقد سري اعتقاد لفترة طويلة روجت له وسائل إعلام إسرائيلية وغربية أن الصين تحالفت مع تل أبيب للإضرار بمصالح مصر في إفريقيا وبالذات في منابع النيل. وقالوا إن السدود التي تقوم الصين ببنائها هدفها التأثير علي حصة مصر في النيل وتبوير وتجريف الأراضي الزراعية حتي لا تجد ما يرويها.. والواقع أن هناك تنسيقاً بين مصر والصين حول المشروعات المائية علي نهر النيل وبالذات في المنابع. وطالما أن السدود تحظي بموافقة مصر وتتم بالمواصفات الفنية والقانونية فلا مانع من ذلك لا الآن ولا مستقبلاً..
وأشار الكاتب إلي أن المنتدي الصيني الافريقي الذي عقد بمدينة شرم الشيخ أمس واختتم أعماله هو نموذج حقيقي لتعاون الجنوب مع الجنوب.. تعاون للتكامل بين شركاء وليس لسيادة دول علي أخري أو تكتل علي آخر.
واستعرض رئيس التحرير ما قدمته الصين لدول القارة الافريقية موضحا أنها قد أعفت 33 دولة افريقية من 160 ديناً كانت ترهق كاهلها وتؤثر علي ميزانيتها كما أن بكين وكما أعلن رئيس مجلس الدولة الصيني ستقدم 10 مليارات دولار للدول الافريقية طوال 3 سنوات وهذا في حد ذاته دليل أكيد علي "الشراكة" بين الصين وافريقيا.
-صحيفة الجمهورية المصرية: منتدى الصين وإفريقيا في شرم الشيخ له أكثر من معني ودلالة |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |