الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

رئيس تحرير الرأي العام السودانية: الصين.. من أفقر إلى أغنى بلاد العالم .. كيف؟!


نشرت صحيفة الرأي العام السودانية اليومية مقالا كتبه رئيس تحريرها كمال حسن بخيت، بعنوان "الصين .. من أفقر إلى أغنى بلاد العالم .. كيف؟!" بعد زيارته للصين مؤخرا. واستهل رئيس التحرير مقاله قائلا: في كل مرة نزور الصين نكتشف عظمة هذا الشعب وحكمة تلك القيادة صاحبة الرؤية الثاقبة والاستراتيجية المدروسة. وتجربة عملاقة.. خططت لها قيادة عملاقة.. ونفذها شعب عملاق.. يعرف معنى الالتزام الوطني.. ويعرف أن الاخلاص والجدية في العمل هي من أولويات المواطنة الحقة. والصين في كل قوتها الكبرى.. تتغير كل يوم وكل يوم تزداد التجربة نضوجاً.. ويزداد الشعب مواطنة وجدية.. والقيادة الصينية تمتلك إرادة سياسية غير مسبوقة، وهي قيادة متحركة.. الثابت فيها متحول..

وقال الكاتب عن القيادة السياسية بالصين إن في دولة الصين تجربة نادرة غير مسبوقة في أية دولة أخرى في العالم.. اشتراكية كانت أم رأسمالية أو ليبرالية.. وهي أن القيادة السياسية العليا.. الرئيس ونوابه ومجلس القيادة ومجلس الوزراء وقيادة الحزب الشيوعي الصيني والدبلوماسيين لا يبقون في الحكم أكثر من دورتين.. أي عشر سنوات فقط بعدها ينزلون إلى أجهزة الحزب لتفعيل العمل السياسي والتنظيمي للحزب.. ولا يظهرون أبداً ثانية في أجهزة الإعلام.. ويسري هذا القرار على كل مؤسسات الدولة الاقتصادية والاجتماعية أي كافة الأجهزة التنفيذية تتبدل كلها لتأتي قيادات جديدة، تسير في نفس النهج وهذا من شأنه تجديد الدماء في عروق القيادات والجهاز التنفيذي.. ويعطي الفرصة واسعة للكوادر المتميزة المتقدمة منها والوسطية، هذا عكس ما يحدث في عالمنا العربي والأفريقي.. وكل دول العالم الثالث ومعظم دول العالم الأخرى.. حيث لا يتبدل المسؤول مهما كان موقعه.. إلا بالموت أو الانقلاب أو المرض، و"الكنكشة"(اي التمسك بالمواقع) في بعض الدول النامية أحياناً ضرورية ولا بد منها، خاصة إذا كانت هناك معارضة تعمل بأجندة الأجنبي وليس لها أجندة.

وأوضح رئيس التحرير أن في الصين إرادة سياسية قوية.. ومركزية قابضة وحزب عقائدي.. الانضباط فيه حديدي وشعب جاد.. خلق للعمل والبناء.. لا يعرف الثرثرة أو التراخي.. وقد وفرت له القيادة السياسية كل وسائل العيش الكريم.. من سكن وعلاج وتعليم وجعلته يتفرغ لعمله فقط.

وأبدي الكاتب إعجابه بروح العمل والإخلاص للشعب الصيني وكتب عنه قائلا: الشعب الصيني غير مشغول بوسائل الترف البرجوازي. والنظام والانضباط أول شيء يلفت نظر الزائر إلى الصين، عمارات شاهقة وأبراج عالية.. وناطحات سحاب.

ومضي رئيس التحرير يصف انطباعاته عن زيارته الأخيرة قائلا إنه في شانغهاي أولى محطات زيارتنا.. كنا أكثر من مائتي صحافي وإعلامي من دول أفريقيا.. دعوة كريمة تلقيناها من الحكومة الصينية.. والمناسبة هي احتفالات العيد الستيني لتأسيس الصين الجديدة، وهو احتفال له مغزى عميق لدى الصين قيادة وشعباً.. لما احدثته الثورة الصينية من تغيرات جذرية في الاقتصاد والصناعة والزراعة.. وفي المجال العسكري، وأصبحت تملك ثقلاً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً يعمل له الجميع ألف حساب وتواصل الأجيال الذي تحرص عليه القيادة الصينية له دور كبير في هذا التطور وتلك القفزة التي تعيشها الصين الآن.

وأشار الكاتب إلي أنه حتى بداية التسعينيات.. كانت الصين دولة فقيرة ومتخلفة.. ومن بلدان العالم الثالث.. جاء رئيس الدولة آنذاك ووضع مع القيادة خطة لتطوير الزراعة.. ثم التوجه إلى التصنيع الزراعي.. وبعدها دعا كل الكوادر العاملة في مجال الصناعات والكهرباء وغيرها بجانب العلماء الصينيين المنتشرين في أمريكا ودول أوروبا.. واجتمع بهم.. وضاعف لهم مرتباتهم التي كانوا يتقاضونها فى أوروبا.. ووفر لهم السكن والمناخ للخلق والإبداع.. واستجاب الجميع لخدمة الوطن ولنداء الرئيس.. ومن تلك اللحظة بدأت الخطوة الأولى للنهضة في الصين وخروج المارد من القمقم.. وبعد العام 1995 ظهرت ملامح النهضة.. وفي العام 2000 اذهل المارد العالم..



1   2    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :