الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
رؤية بحرينية لتجربة الصين الإعلامية بين المجلة والفضائية العربية
قال الصحفي البحريني رضى السماك إنه في سياق مساعي الصين لتوثيق وتعزيز علاقاتها مع العرب دشنت الصين مؤخرا قناة فضائية صينية ناطقة باللغة العربية، لكنها ليست جذابة، ولعل واحدا من أبرز أسباب فشل القناة في ذلك هو اعتمادها على عدد غير قليل من الكوادر المحلية الصينية.
وأضاف الصحفي البحريني في مقال له بعنوان ((الصين والعربية بين المجلة والفضائية)) نشرته أخبار الخليج في 6 سبتمبر 2009 أنه من نافلة القول إن الصين هي واحدة من أهم الدول الكبرى التي تربطها بالعرب وشائج تاريخية ثقافية وتجارية واجتماعية منذ قديم الزمان. ومع بروز الصين كقوة اقتصادية مهمة على الساحة الدولية منذ نحو عقدين ازدادت حاجة كلا الطرفين: الدول العربية من جهة، والصين من جهة أخرى، إلى توثيق وتفعيل علاقاتهما المشتركة في مختلف المجالات على قاعدة الندية والمنفعة المتبادلة المتكافئة.
وقال رضى السماك إن هذه الحاجة الملحة لكلا الطرفين تبرز بالنظر إلى أن أسواق المنطقة العربية وأنشطتها الاستثمارية تكاد تكون حكرا على الدول الغربية بما في ذلك على وجه الخصوص قطاع النفط تنقيبا وصناعة ونقلا وتسويقا فالصين بحاجة إلى الاستفادة من أسواق المنطقة والمساهمة في مشاريعها الاستثمارية الكبيرة، سواء الصناعية منها أم التي تتصل بقطاع الخدمات والبنية التحتية، والعرب هم الآخرون بحاجة إلى هذه الشراكة الصينية معهم ما دامت تنطوي على مزايا أفضل في بعض العروض المقدمة من بكين والقادرة على منافسة العروض الغربية.
وأوضح الصحفي البحريني أنه على الرغم من ان السنوات الأخيرة ازدادت فيها العلاقات والتعاملات التجارية والاستثمارية بين الصين وعدد من الدول العربية ودخلت البضائع والمنتجات الصينية بكثرة إلى الأسواق العربية، فإن العلاقات الاقتصادية بين الطرفين لم ترق إلى الآفاق المنشودة، ويتحمل كلا الجانبين المسئولية عن ذلك لأسباب ليس هنا موضع تناولها، علما بأن العرب هم اليوم في أمس الحاجة إلى توثيق عرى علاقاتهم المختلفة مع الصين بالنظر ليس فقط إلى ما يربطهم بالصين من علاقات تاريخية ثقافية وتجارية قديمة حميمة، بل بالنظر إلى الدور المتعاظم الذي باتت تلعبه اليوم كقوة عظمى على الساحة الدولية وقفت ومازالت تقف مبدئيا إلى جانب العرب في قضاياهم المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية منذ قيام نظامها الاشتراكي عام 1949.
وأشار رضى السماك إلي أنه في سياق مساعي الصين لتوثيق وتعزيز علاقاتها مع العرب دشنت الصين مؤخرا قناة فضائية صينية ناطقة باللغة العربية، لكن للأسف جاء تدشين هذه القناة دونما أن تسبقه أو تصاحبه تهيئة إعلامية وتثقيفية دعائية واسعة النطاق لتعريف المشاهد العربي مقدما بهذه القناة وأهدافها ورسالتها إلى الشعوب العربية. وقال قد لا نبالغ إذا ما قلنا إن معظم المشاهدين العرب لا يعرفون ولا يعلمون شيئا حتى الآن عن هذه القناة، وإن وجدت قلة من المشاهدين تعلم عنها شيئا فالراجح أنها لا تتوقف عندها طويلا وتمر عليها بالريموت كونترول مرور الكرام لتنتقل سريعا إلى قنوات أخرى وذلك بالنظر إلى الطابع الرتيب الذي يطغى على برامج القناة وغياب عنصر التشويق والجذب هذا على الرغم من تميزها وتنوع برامجها الثقافية والفنية والتاريخية.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |