الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

سوريا بعيون دبلوماسية صينية (صور)


إعداد: مي تشانغ يا مينغ

السفيرة تشو شيو هوا (الثانية من اليسار)

السفيرة تشو شيو هوا، عملت في سوريا سنوات عديدة دبلوماسية وسفيرة لبلادها في هذه الدولة العربية. وقد منحت وزارة الخارجية الصينية السيدة تشو في سنة 2007 لقب "الدبلوماسية المميزة" تقديرا لجهودها في تعزيز العلاقات الصينية السورية.

 

سوريا في البداية والنهاية

عندما التحقت تشو شيو هوا بوزارة الخارجية الصينية، كانت مسؤولة عن الشؤون السورية لمدة ثلاث سنين. وفي الفترة من سنة 1977 إلى سنة 1983، عملت في سفارة الصين بدمشق. ثم عادت إلى سوريا مرة أخرى سنة 2002 سفيرة للصين، حتى سنة 2007، أي أنها عملت في سوريا إحدى عشرة سنة، تتذكر تشو شيو هوا تفصيلها جيدا، فتذكر دائما حياتها وعملها في سوريا ومناظرها الجميلة وآثارها العريقة، خاصة شعبها الطيب المجتهد.

درست تشو اللغة العربية في الجامعة قبل أن تذهب في بعثات تعليمية لدراسة العربية في عدد من الدول العربية، وعملت في سفارات الصين بمنطقة الشرق الأوسط المضطربة 24 سنة، شهدت انقلابات وحروبا من بينها حربا العراق الأولى والثانية والحرب اللبنانية الإسرائيلية وسلسة من الحوادث الإرهابية.

 

أحداث مستمرة في سوريا

ذات يوم في سنة 2005، كانت السفيرة تشو تستعد لزيارة سفارة إندونيسيا بدمشق، ولكن قبل أن تخرج من بيتها سمعت دوي مدافع في البناية المقابلة، ورأت ألسنة اللهب ترتفع أكثر من عشرة أمتار. تعطلت شبكة الهاتف في أنحاء سوريا، وحاصرت قوات الشرطة الطريق القريب من موقع الحادثة. اتصلت تشو شيو هوا بسفارة الصين وطلبت من موظفيها اتخاذ إجراءات الوقاية والنزول إلى المخابئ الموجودة تحت الأرض في السفارة. استمر دوي الرصاص ساعة ونصف، فيما اتضح بعد ذلك أنها عملية مطاردة قامت بها قوات الأمن السورية لمجموعة إرهابيين فروا إلى تلك البناية وأخفوا بها كثير من الأسلحة والذخائر.

في الثاني عشر من سبتمبر عام 2006، شن الإرهابيون هجوما مفاجئا على السفارة الأمريكية في دمشق، حيث هاجموا بوابة السفارة بعدد من السيارات من بينها سيارة محملة بعدد كبير من أسطوانات الغاز بغرض نسف السفارة. يقع بالقرب من السفارة جهاز استخبارات ومؤسسة سياسية سورية وسفارة إيطاليا وسفارة العراق، فضلا عن سفارة الصين التي يفصل بينها وبين السفارة الأمريكية أقل من ثلاثين مترا. رغم أن الهجوم كان يستهدف السفارة الأمريكية، إلا أن السفيرة تشو نظمت عملية انسحاب لموظفي السفارة إلى مخبأ تحت الأرض، ومن حسن الحظ أن السيارة المحملة بأسطوانات الغاز لم تنفجر.

جدير بالذكر أن تلك الفترة شهدت اهتماما كبيرا من وزارة الخارجية الصينية واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصين بمخاطر وقوع حوادث مفاجئة في الخارج، ووضعت كل سفارة وقنصلية صينية سلسلة من الإجراءات لمواجهة الأحداث الطارئة والأعمال الإرهابية، ولكل سفارة صينية خطة خاصة، تتضمن سبل الاتصال بالصينيين المقيمين في الخارج.

سوريا دولة كثيرة الحوادث، ولهذا فإن سفارة الصين لدى سوريا جاهزة دائمة حتى في الأيام العادية لمواجهة أي طوارئ، وقد كانت هذه السفارة من أسرع المؤسسات الصينية التي أبلغت الحكومة باندلاع حربي العراق، الأولى والثانية. وبالإضافة إلى ذلك، تنظم السفارة لموظفيها الجدد تدريبات لمواجهة الطوارئ، وتعقد اجتماعات لهم دائمة لتعريفهم بخطة الحماية وكيفية التصرف عند وقوع حادث طارئ. ومن ناحية أخرى، تحرص السفارة على الاتصال بوزارة الخارجية الصينية لمناقشة الأفكار الجديدة لمواجهة الأعمال الإرهابية المفاجئة.



1   2   3    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :