الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
كاتب مصري يحاول سبر أغوار التنمية المستدامة للاقتصاد الصيني
نشرت صحيفة الأهرام المصرية مقالا للكاتب المصري الكبير رجب البنا بتاريخ 6 سبتمبر 2009 بعنوان: ما هو سر المعجزة الصينية؟ حاول الكاتب فيه استعراض العوامل التي تقف التنمية المستدامة للاقتصاد الصيني حتى أثناء الأزمة المالية وبينما يشير الكثيرون إلى القوة المادية يرى الكاتب المصري الكبير رجب البنا أن القوة المعنوية وتقدير أصحاب الخبرة والكفاءة وغيرهما من العوامل ساعدت على إحداث معدلات التنمية الاقتصادية الصينية السريعة.
واستهل الكاتب مقاله قائلا: ذهبت إلى الصين أربع مرات أبحث عما يسميه الغربيون المعجزة الصينية فكانت إجابة كل من ألتقيته من المسئولين : ليس في الصين معجزة، وما نفعله تستطيع كل دولة نامية أن تفعله وتحقق ما حققناه إذا كانت لديها أهداف واضحة للقيادة ولكل فرد، ومشروع قومي قابل للتنفيذ، وإرادة سياسية، وقيادة لديها الكفاءة لإدارة التنمية وحشد الجهود للعمل بجدية دون تهاون مع الفشل والانحراف.. فاذا توافرت هذه العناصر يتحقق ما يسمونه معجزة ونسميه تجربة قابلة للتكرار. هذه الوصفة جعلت الهيكل الانتاجي للصين أسرع وأعلي معدلات النمو في العالم، وحققت زيادة في الانتاجية والتصدير وفي التطور التكنولوجي برغم الحظر الذي تفرضه الدول المتقدمة التي تحتكر التكنولوجيا وتعرقل وصولها إلى الدول النامية..
ومضي الكاتب يقول إنه من حصيلة ما سمعه فإن أهم عوامل النجاح تتلخص فيما يلي: أولا: إن نجاح التجربة الصينية لا يمكن رده إلى العوامل المادية للنمو الاقتصادي بقدر ما يمكن تفسيرها بتركيز القيادة علي العوامل المعنوية ـ أي الروح المعنوية العالية، وجرعة الأمل في غد أفضل التي فجرها العمل السياسي في نفوس الصينيين، ووصول عائد التنمية إلى المواطن العامل.. ويضاف إلى ذلك قوة الدافع الوطني الذي يتمثل في المنافسة التقليدية مع اليابان والايمان بأن الحضارة الصينية العريقة هي مصدر الحضارة اليابانية.. كما يضاف إلى ذلك النجاح في تحويل القطاع الزراعي الضخم ( أكثر من800 مليون نسمة) إلى قطاع منتج من خلال نموذج تطبقه القيادة بحماس كبير كمشروع قومي لمواجهة البطالة والفقر والإرهاب.
ثانيا: جذب الاستثمارات الأجنبية ليس بإعلانات في الصحف والمجلات أو باللقاءات ودعوات العشاء وتبادل الوعود البراقة، ولكن بادراك أن المستثمرين لا يذهبون إلى بلد إلا إذا كانوا سيحققون فيها أكبر قدر من الربح المضمون ويستطيعون تحويل أرباحهم دون الوقوع في براثن البيروقراطية والرشاوي والعمولات أو بأقل قدر منها ! إنهم يبحثون عن بلد تتوافر فيه عوامل أساسية مثل المطارات والمواني والطرق والمواصلات الحديثة والمنتظمة بريا وبحريا وجويا، ووسائل الاتصال التي تمكنهم من الاتصال بأي مكان في العالم بدون مشاكل.
وأشار الكاتب إلي أن الانفتاح في الوقت نفسه لا يعني تسليم البلد للمستثمرين أو الرضوخ لكل شروطهم، ولا تتخلى الدولة عن دورها في حماية الاقتصاد الوطني وضمان أن تحقق المشروعات الاستثمارية مصلحة الصين أولا.. وقد نجحت الصين في إنشاء مناطق حرة تجمع بين آليات السوق الحرة ووجود الدولة القوية، وفي البداية كانت المشكلة هي قلة الخبراء والمتخصصين الصالحين لتنفيذ سياسة الانفتاح بعقلية تتوافق مع النظم الحديثة في الإدارة الاقتصادية، وفرض ذلك تنفيذ برنامج لـتدريب الكوادر الصينية، وإرسالها في بعثات للتعلم من الدول المتقدمة، وتطبيق سياسة تكفل اختيار أكفأ من يستطيع إدارة الشركات بصرف النظر عن جنسيته، فوجود مدير أجنبي علي درجة عالية من الكفاءة والخبرة يساعد علي إعداد كوادر من الصينيين، وتوافق مع ذلك إصلاح التشريعات الاقتصادية، وإصلاح نظم الرقابة والمحاسبة لكي لا يفلت من العقاب كل منحرف أو فاسد.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |