الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
صحيفة ((الاخبار)) المصرية: حل المعادلات الصعبة في الصين
التحدي الأكبر كان في كيفية الانتقال من مرحلة الصناعة التقليدية البدائية إلى الصناعات الحديثة، علي الرغم من القيود التي تفرضها الدول المتقدمة علي نقل التكنولوجيا المتقدمة، لكنها استطاعت إنشاء مدن لصناعة الصواريخ، والأقمار الصناعية، وأقمار التجسس، والمفاعلات النووية، الإلكترونيات، والألياف الضوئية، ومعدات الليزر، وشبكات الإنترنت، والجيل الثالث من التليفون المحمول، وغيرها من المنتجات التكنولوجية المعقدة.. ومن الطبيعي أنها لم تحصل علي هذه التكنولوجيا بسهولة، ولكنها استطاعت كسر الحصار التكنولوجي بالاعتماد علي الهندسة العكسية، وبإنشاء مراكز للأبحاث تركز علي الأبحاث التي تحتاجها عملية تطوير الصناعة،والاستفادة من أبنائها العائدين من البعثات الدراسية في الخارج، وأبنائها الذين يعملون في الدول الكبرى، والمواطن الصيني يظل ولاؤه لبلده وانتماؤه إليه مهما طالت إقامته خارج وطنه، ويظل محتفظا بخصائصه الصينية، ولذلك تجد في المدن الكبرى في الولايات والدول الأوروبية أحياء صينية حولوها إلى قطعة من الصين، وتجد فيها كل شيء وارد من الصين حتى الخضراوات والأدوية، فالصيني ـ كما يقولون ـ يحمل ا لصين معه إلى أي مكان في العالم.
واصعب المعادلات التي وجدوا لها حلا هي الجمع بين اقتصاد السوق وقطاع عام قوي وتخطيط مركزي شامل فيما يسمونه اقتصاد السوق الاشتراكي وسبقوا بذلك أصحاب نظرية الطريق الثالث التي تجمع بين الحرية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية ودور الدولة في التنمية وتوجيه الاقتصاد.
تواكب ذلك مع إصلاح النظم الإدارية والتشدد في الرقابة والمحاسبة لان الانفتاح الاقتصادي يفتح الباب عادة للفساد والانحراف الإداري.. أما طريقتهم لجذب الاستثمارات الأجنبية فلم تعتمد علي ترك البلد مستباحة للأجانب بل اعتمدت علي أن تكون استثمارات الأجانب لخدمة أهداف الصين ومصالحها.
وليس هذا كل شيء.
شبكة الصين / 8 سبتمبر 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |