الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

الصين.. انطباعات الرحلة الأولى (صور)


صينيون يمارسون الرياضة البدنية صباحا

أسرار النجاح الصيني عديدة، في مقدمتها التجربة والخطأ. وذلك حتى يتم الوصول إلى البديل الأنسب المتوافق مع خصوصية الأوضاع بالبلاد. كما أنه عند تبنى سياسة معينة يتم انتهاج مبدأ التدرج، وخاصة عند تبنى سياسة جديدة أو التراجع عن سياسة معينة، والدليل على ذلك سياسة الطفل الواحد، فالتعامل في هذا الشأن اتسم بالتدرج. وما إن يتم التوصل لقناعة كاملة بأن سياسة ما هي الأنسب، وتبدأ عملية تطبيق تلك السياسة، تُتبع آليات التقييم المستمر والتصحيح الذاتي في مسار التطبيق لضمان الوصول إلى الأهداف المحددة سلفا. وفى إطار هذا التقييم المستمر، يدور داخل الصين في الوقت الحالي حوار حول كيفية الحفاظ على المعجزة التي تحققت خلال الثلاثين عاما الماضية.

أما فيما يتعلق بثقافة الاستهلاك، فالتركيز في الصين ينصب على الاستثمار وليس الاستهلاك. فثقافة الاستهلاك، رغم كونها سائدة في الصين إلا أنها لم تصل لدرجة التوحش مثل بعض الدول النامية الأخرى، وهناك محاولات لضبطها. والاستثمار في الصين لا يرتكز على الاستثمار في رأس المال المادي فحسب، بل يُشكّل الاستثمار في رأس المال البشرى أحد أهم الأولويات في الصين، فالتعليم يحظى بأولوية ومكانة مهمة ويُشكّل التزاما سياسيا وحكوميا. وهنا فالصين تتبنى ما يمكن أن أطلق عليه "اقتراب للتنمية يقوم على أولوية الفرد" إضافة إلى توجيه مزيد من الانتباه إلى أهمية البحث والتطوير وكذلك أهمية الإبداع والابتكار.

حكمة قديمة سمعناها ورددناها، ولا أدرى تحديدا ما هو مصدرها، وهى "العقل السليم في الجسم السليم"، لكن الجميل أن هذه الحكمة تُطبق في الصين بصورة فعلية، فالرياضة تحظى باهتمام رسمي وحكومي وليست شأنا فرديا فحسب، فهناك مشروع بالصين خاص بالرياضة للجميع وبموجبه تم وضع أدوات رياضية في الحدائق العامة تسمح للأشخاص بممارسة الرياضة في أوقات الفراغ، فليس مستغربا أن تجد في المساء مجموعة أفراد - خاصة من كبار السن- يجلسون في إحدى الحدائق العامة يمارسون الرياضة في الهواء الطلق.

كان لدى انطباع خاطئ بأن الصين دولة مركزية سرية لا تُناقش مشكلاتها الداخلية مع العالم الخارجي وأن هناك قدرا كبيرا من التعتيم فيما يخص الشئون الداخلية لكن هذا لم أجده. فالمناقشة الصريحة للمشكلات الداخلية من فقر ومشكلات بيئية وغيرها كانت واضحة لي. ففي النهاية الصين دولة نامية تعاني العديد من المشكلات التي تُعانيها الدول النامية، إلا أن المناقشة الصريحة لتلك المشكلات تُشكّل أولى خطوات الحل. كما أن اللامركزية سياسة صينية متبعة.

وإذا كانت تلك مجرد انطباعات عامة فهناك قضيتان كنت حريصة على السؤال بشأنهما، لما تثيراه من جدل بالنسبة لي خاصة في ظل تأثير اعتبارات سياسية ودولية عليهما وهما حقوق الملكية الفكرية والاعتبارات البيئية.



     1   2   3   4    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :