الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
حسين اسماعيل: حدث في شينجيانغ وخارجها
سادسا، أن اتهام الصين بإقصاء أبناء الويغور وحرمانهم من الفرص، كما سألني مذيع قناة بي بي سي العربية، لا يجد له سندا في الواقع، فهناك من أبناء الويغور من يتبوءون مناصب رفيعة في الدولة، ونذكر منهم مثلا إسماعيل أحمد وعبد الإله عبد الرشيد وإسماعيل تيليوالدي، وتيمور داواماتي، رئيس جمعية الصداقة الصينية- العربية. وهناك فنانون ورجال أعمال مشاهير من أبناء الويغور. ولكن الحقيقة أيضا أن ثمة عوامل موضوعية تقلل من فرص أبناء شينجيانغ في منافسات سوق العمل، ومنها ضعف مستوى بعضهم التعليمي وعدم إجادة اللغة الصينية وعدم القدرة على الانسجام مع المجموعات الأخرى، وهنا أعود إلى ما قالته ليو شان، عاملة مصنع قوانغدونغ: "إن المشكلة في مصنعنا أننا لا نفهم لغة بعضنا البعض، المشكلة تكمن في التواصل".
سابعا، أن الحكومة الصينية تسعى إلى تنمية منطقة شينجيانغ اقتصاديا، وقد رأيت بنفسي خلال زيارتي للمنطقة سنة 2005 العديد من المشروعات التي تقوم بها الحكومة. والحقيقة أن الاقتراب الاجتماعي والتعليمي هما الأنجع لإدماج أبناء شينجيانغ في التيار العام للمجتمع والثقافة الصينية، فالفقر والجهل والبطالة أفضل بيئة لنمو التطرف والعنف، وإذا كانت المعالجة الأمنية مطلوبة لبعض الوقت، فإن الأكثر أهمية هو خلق المزيد من فرص التطور للمواطنين وتوفير التعليم لهم بما يؤهلهم لدخول سوق العمل والمنافسة بندية مع غيرهم.
ثامنا، أن الحديث عن فصل شينجيانغ عن الصين وإقامة "تركستان الشرقية" ضرب من الوهم، وهنا أعيد ما كتبته في مقالة بعنوان "تركستان الشرقية.. الحقيقة والوهم" نشرتها "الصين اليوم": في عدد مارس سنة 2007. قلت: "شينجيانغ ركن أساسي في الدولة الصينية، فهي سُدس مساحة الصين، وبها نحو ثلث احتياطي النفط وثلث احتياطي الغاز الطبيعي وأكثر من ثلث احتياطي الفحم في الصين وهي بوابة الصين الشمالية الغربية، فكيف يمكن أن تسمح الصين لأحد أن يغتصب هذا الجزء منها. إن تركستان الشرقية ليست أكثر من سراب ووهم، والذين يسعون إلى فصل شينجيانغ عن الصين إنما يحرثون في الماء ولا يعون حقائق العصر، وإن شئت اليقين فلتذهب إلى شينجيانغ ذاتها".
** حسين إسماعيل، نائب رئيس تحرير الطبعة العربية لمجلة ((الصين اليوم))
شبكة الصين / 12 يوليو 2009 /
-حسين اسماعيل: حدث في شينجيانغ وخارجها |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |