الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

حسين اسماعيل: حدث في شينجيانغ وخارجها


على الجانب الآخر، زعمت المنظمات الويغورية في الخارج أن المواطنين الويغوريين في أورومتشي خرجوا في مظاهرة سلمية وأن الأمن الصيني هو الذي واجههم بالرصاص الحي وأطلق النار عليهم. وهذا ما نفته الحكومة الصينية جملة وتفصيلا، حيث أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانغ يوم 7 يوليو "أن أحداث العنف التي وقعت في شينجيانغ ليست احتجاجا سلميا، ولكنها عمليات آثمة من القتل والحرق والسلب والنهب. وأي فرد يصف العنف بأنه احتجاج سلمى يحول الأسود إلى أبيض في محاولة لتضليل الجماهير".

واتهمت الصين سيدة ويغورية تُدعى ربيعة قدير، تتزعم ما يسمى بمجلس الويغور العالمي بأنها وراء هذه الفتنة، فحسب تقرير لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) يوم 7 يوليو، أكدت شرطة شينجيانغ أن لديها أدلة تثبت أن ربيعة قدير هي العقل المدبر لأحداث الشغب. وحسب الوكالة فإن قدير، وهي سيدة أعمال كانت تمارس نشاطاتها في شينجيانغ، اعتقلت سنة 1999 بتهمة الإضرار بالأمن القومي وأطلق سراحها بكفالة يوم 17 مارس من عام 2005 لتلقى العلاج الطبي في الولايات المتحدة.

حدث ذلك داخل الصين، أما خارجها فهاجم نحو 150 فردا من الويغوريين المنتمين لحركة "تركستان الشرقية" في السادس من يوليو السفارة الصينية في هولندا، في حين ألقى شابان مجهولان قنابل حارقة على القنصلية الصينية في ميونيخ بألمانيا، وفقا لتقرير شينخوا.

وقد كشف تناول أجهزة الإعلام العالمية، والعربية على وجه الخصوص عن جهل عميق بالمشكلة، وتقريبا كل ما جاء في أجهزة الإعلام العربية، من تلفزيون وإذاعة وصحف ومواقع إنترنت منقول حرفيا ومترجم من مصادر غربية، بل حاولت بعض أجهزة الإعلام العربية إضافة بهارات للخبر، فكاد يتحول إلى مادة مسمومة، ومن ذلك الخبر الذي نشرته جريدة "الجمهورية" المصرية في صفحتها الأولى يوم 6 يوليو.. "مذبحة للمسلمين في الصين".

على مدى أربعة أيام من المداخلات الهاتفية كل ساعة تقريبا، أثناء اشتعال الأحداث، مع محطات تلفزة وإذاعات ناطقة بالعربية لاحظت حالة من الضبابية وعدم الفهم لما يحدث، البعض كان يسألني قبل البث على الهواء عن اسم المكان وموقعه واسم القومية، وأجمعت كافة أجهزة الإعلام على أن أبناء الويغور يمثلون أغلبية سكان شينجيانغ، مع أنهم في الحقيقة يمثلون نحو ثلاثين في المائة من السكان، البعض كان يصر على إقحام "الإسلام" في الموضوع. وعندما قلت في مداخلة مع مذيعة الفضائية المصرية لنشرة الساعة الخامسة مساء (توقيت القاهرة) يوم 7 يوليو، إنه لا ينبغي إقحام "الإسلام" في هذا الموضوع، سألتني: أليس الذين قُتلوا مسلمين؟

(يتبع)

 

حسين اسماعيل: حدث في شينجيانغ وخارجها (الجزء الثاني)

 

** حسين إسماعيل، نائب رئيس تحرير الطبعة العربية لمجلة ((الصين اليوم))

 

شبكة الصين / 10 يوليو 2009 /



     1   2  



-حسين اسماعيل: حدث في شينجيانغ وخارجها

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :