الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

الصين .. هل تنقذ الاقتصاد العالمي من الكارثة ؟


وفي تقرير أعدته كلية الاقتصاد بجامعة القاهرة أفاد أن هذه النغمة ما هي إلا حلقة في سلسلة نغمات أطلقت من قبل منها نغمة التهديد الصيني ونظرية انهيار الصيني التي روج لها الغرب، فعندما هبت رياح التغيير على أوروبا الشرقية وتفكك الاتحاد السوفيتي لاحظنا أن الصين كانت بؤرة اهتمام جمع غفير من الخبراء والسياسيين في الغرب حيث تصوروا أن الحكومة الصينية قاب قوسين أو أدني من الانهيار، ومن أجل التعجيل بهذا الانهيار شرعوا يتخذون إجراءات تسهم في التعجيل بذلك الانهيار ومنها مثلا قرار (حظر بيع الأسلحة للصين) الذي اتخذته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ولم يرفعاه حتى يومنا هذا. ففي ذلك الوقت، ظن الغرب أن تلك الإجراءات والتدابير يمكنها أن تسقط الصين بسهولة، ولكن الرياح أتت بما لا تشتهي سفنهم، إذ سارت الصين على درب التنمية بخطي سريعة، وكان نجاح التنمية الصينية إعلانا بفشل وسقوط نظرية (انهيار الصين).

وأشار التقرير إلي أنه مع تسارع وتيرة التنمية الصينية في مجالات عديدة، عاد الغرب ليلقي من جديد نظرية (التهديد الصيني) وقد ألحق بأذيال تلك النظرية سلسلة من الاتهامات الباطلة: (العمال في أوروبا والولايات المتحدة يفقدون وظائفهم بسبب الصادرات الصينية)، (طلب الصين المتزايد على الطاقة يرفع سعر النفط)، (اندلاع معركة الموارد بين الصين والدول الغربية). وقد اعتبر أنصار نظرية (التهديد الصيني) أن التنمية الصينية تهدد بقاء الدول الغربية، وعليه لابد أن تعمل الدول الغربية معا لاحتواء التنمية الصينية، وبالفعل بدأنا نرى إجراءات متنوعة مضادة للصين ومنها تدابير مكافحة الإغراق ومكافحة القرصنة الفكرية وانتقادات سجل حقوق الإنسان وقضية الديمقراطية في الصين، وباتت الصين هدفا رئيسيا لهجوم وسائل الإعلام الغربية، ومرة أخري أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وبعد ثلاثين عاما من الإصلاح والانفتاح ارتفعت القوة الوطنية الشاملة والمكانة الدولية للصين كثيرا حتى إن العديد من المشاكل الدولية بات من الصعب حلها بدون مشاركة الصين.

وخلص التقرير إلي أنه في ظل هذه الخلفية طفت على السطح اليوم مقولة إن (الصين قادرة على إنقاذ الاقتصاد العالمي) حيث يري أصحابها أن الصين وقد صارت دولة ثرية ومتقدمة لديها القدرة على تحمل مهمات جسيمة، وحيث إن العالم يعاني حاليا من أزمة مالية طاحنة تهدد بركود الاقتصاد العالمي، فإن بكين مطالبة بإنقاذ الاقتصاد العالمي وربما ليس من الصواب التكهن عشوائيا بالدوافع الحقيقية لهذه المقولة ولكن ثمة خيطا مشتركا يجمع بين مقولة (الصين قادرة على إنقاذ الاقتصاد العالمي) ونظرية (انهيار الصين) ونظرية (التهديد الصيني) وهو أنها جميعا لا تعكس وضع الصين الحقيقي كل في حينه.

 

شبكة الصين / 19 مايو 2009 /



     1   2  




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :