الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
دروس من التجربة الإدارية الصينية
نشرت صحيفة <<الأهرام>> المصرية في عددها الصادر في 18 مارس الجاري مقالا بعنوان: دروس من التجربة الإدارية الصينية كتبه د. سيد أبو ضيف أحمد رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس بعد زيارته لبعض الجامعات الصينية مؤخرا واستهل د. أبو ضيف مقاله قائلا: في إطار التعاون الأكاديمي والعلمي بين جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية تلقيت دعوة لزيارة الأكاديمية الصينية للقيادات التنفيذية في بودونغ بـشانغهاي ضمن بروتوكول تبادل للزيارات بين جامعة قناة السويس والجامعات الصينية لإلقاء محاضرة بعنوان الجهاز الحكومي في مصر وإدارة التنمية.
وأضاف أن هدف الزيارة وموضوعها شمل ثلاث نقاط هي الأولي : أن البداية للحضارتين الفرعونية والصينية القديمة كانت رائعة ومدهشة في تطور منظمات الإدارة العامة وأساليبها في تنمية مجتمعاتها وما قدمته للحضارة الإنسانية. الثانية: أنه حدثت فترات تدهور لكلا الحضارتين لأسباب خارجية وداخلية، إلا أن الصين الحديثة استطاعت أن تضع مشروعها ورؤيتها القومية والحضارية، ومن ثم حققت هذه الطفرة الاقتصادية والتنموية والإدارية المتقدمة، في حين تعثرت خطي مصر في مشروعها الحضاري والتنموي. الثالثة: مدي إدراكنا كباحثين وأكاديميين مصريين لمعوقات وأسباب التعثر والتخلف التنموي والإداري الراهن في مصر، والعمل علي مد جسور التفاهم والتعاون بيننا وبين جمهورية الصين الشعبية للاستفادة من تجربتها ومساعدتنا في تجاوز هذا الواقع.
وأشار د. أبو ضيف إلي أنهم قد طرحوا الرؤية المصرية وأكدوا ان مصر والصين تنتميان إلي حضارتين عظيمتين هما الحضارة الفرعونية والحضارة الصينية القديمة، حيث تشير الدراسات والمعلومات التي وصلت عن الحضارات القديمة إلي وجود نوع من التنظيم الحكومي المتطور، خاصة في الحضارتين المصرية والصينية القديمة، فقد أمكن لبناة الأهرامات أن ينفذوا مشروعا حضاريا خالدا لأن عملية بناء الأهرامات قد تطلبت عملا وتنظيما رائعا للغاية يثير الدهشة والإعجاب، كذلك فقد اهتم المصريون القدماء بالعملية الإدارية من خلال التخطيط والتنظيم في بناء الأهرامات، والتخطيط والتنظيم في إدارة شئون الدولة.
وقال الكاتب إن الصينيين القدماء أدركوا كذلك أهمية الإدارة، واهتموا بأسس شغل الوظائف والعمليات الإدارية، وتدل الوثائق الخاصة بعهد شوومنكيس في المدة ما بين سنة 1100 قبل الميلاد و500 قبل الميلاد علي معرفة الصينيين لمبادئ الإدارة المعاصرة، وعملياتها ومنها التخطيط والتنظيم. كما عرفت الصين القديمة نظام الامتحانات لاختيار أصلح المتقدمين لشغل الوظائف العامة منذ القرن الأول قبل الميلاد تقريبا في إجراء اختبارات لاختيار المرشحين للعمل الحكومي على أسس علمية، فقد وضع الوزير الأول كنج سن هونج نظاما للامتحانات يقضي بتعيين الحاصل على أعلى الدرجات في الوظيفة الحكومية المراد شغلها.
وأوضح د. أبو ضيف أنه في الواقع يرتبط الجهاز الإداري بالسياسات الحكومية، فهي التي تضع الغايات والجهاز الإداري يختار الوسائل، وإن دراسة الجهاز الإداري في مصر تشمل توصيف أوضاع العاملين والخدمة المدنية، ودراسة الهيئات والمؤسسات العامة والأجهزة الأساسية للرقابة علي الجهاز الإداري، والتنظيمات الأساسية للإدارة المحلية. ويشير تعبير الخدمة المدنية إلي العاملين في جهاز الإدارة، ويعني بتنظيم حياة الموظف العام من حيث تعيينه ومرتبه وقياس أدائه ومجازاته وترقيته، وكان أول تنظيم لشئون الموظفين في مصر متمثلا في عدد من الأوامر والفرمانات الخديوية في عهد إسماعيل 1883، وكان أول كادر يحدد المرتبات للرتب المدنية قد صدر بأمر من سعيد باشا 1862 مع مقابلة الرتبة( الدرجة) المدنية بما يناظرها مع رتبة عسكرية، كما صدر أول كادر لدرجات الموظفين وترقياتهم في عام 1907.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |