تشينغدو.. أكثر من أرض للباندا

ثمة مقولة رائجة هذه الأيام مفادها ان من يبحث عن الفرص الاستثمارية الجيدة في الصين عليه بالتوجه غربا، اما ان حزمت امرك بالتوجه غربا فعليك ان تستثمر في مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين، والتي باتت تنمو بسرعة وبأمال عريضة مع العمل لتغيير الصورة النمطية عنها عبر التأكيد على انها ليست مجرد "أرض الباندا" والفتيات الجميلات، حيث تسعى تشينغدو عاصمة المقاطعة للتحول لمركز عصري لشركات التقنية وصناعة المعلومات عبر سياسة جذب للاستثمارات العالمية والشركات الناشئة.

وتُمثل حاضنة الشركات الناشئة "تيانفو سوفتوير بارك لاب" محوراً لمجهودات الحكومة المحلية في هذا الصدد،

وتخطط المدينة لان تصبح المنطقة التي تم افتتاحها في أكتوبر العام 2014 بمساحة 1.578 كيلومتر مربع في الجزء الجنوبي من منطقة تشغندو التقنية، واحدة من اكبر الحواضن الالكترونية في الصين والعالم بحلول 2025.

وتضم المنطقة حاليا أكثر من 100 شركة ناشئة في مجال الإنترنت، تتمتع بمساحات مكتبية مجانية، وخدمات مجانية لتوظيف المهندسين، ودعم متنوع يصل إلى توفير القهوة بسعر يقل كثيراً عن المقاهي المجاورة.

وقالت سلطات المدينة انها تسعى لتقديم إعفاءات ضريبية للشركات المصنعة للاجهزة التكنلوجية، مقابل بيعها بأسعار باقل الأسعار للمستهلكين المحلين، وتُوفر الحاضنة إعانات سنوية للشركات الناشئة في مراحلها المُبكرة تعادل 15.4 مليون دولار، ويصل إجمالي الإعانات المالية للشركات الناشئة عموماً، إلى أكثر من 152 مليون دولار.

كما ترتبط المدينة بقطارات تصل حتى شمال وغرب أوربا، علاوة على ذلك تستعد تشينغدو لان تمتلك مطارها الدولي الثاني بحلول العام 2020، لتصبح الثالثة بعد بكين وشانغهاي.

وتجتذب مدينة تشينغدو، التي يتجاوز عدد سكانها 15.73 مليون نسمة، المستثمرين أساساً بسبب انخفاض معدل الرواتب فيها مُقارنةً بغيرها من مدن الصين. وقال نائب رئيس لجنة تشجيع الاستثمار في المدينة، تشن بينغ، إن "متوسط الأجور في تشينغدو يصل إلى نصف أو ثلثي مثيله في المراكز الصينية الساحلية"

وقال المسؤول بشركة "جوبي بارتنرز" للاستثمار في رأس المال المخاطر في شانغهاي، جون لاندرز، إنه "لا تنبغي الاستهانة بأهمية انخفاض تكاليف المعيشة في جذب المستثمرين في التكنولوجيا في المراحل الأولى". وأضاف أن "معظم الشركات في مراحلها المبكرة ستتمكن من دفع رواتب تصل إلى 5 آلاف يوان شهرياً (حوالي 770 دولارا)، وهو مبلغ يكفي للمعيشة في مكانٍ مثل تشينغدو".

واجتذبت الرواتب المنخفضة شركات تصنيع المكونات ذات التكنولوجيا الفائقة. وأكدت حكومة تشينغدو تصنيع نصف رقائق "إنتل" الإلكترونية المخصصة للحواسيب المحمولة في المدينة.

وتُدرك إدارة تشينغدو ما يحمله تمويل شبكات الإنترنت الناشئة من مخاطرة بسبب الاحتمالات المرتفعة للإخفاق. وأكدت أن الدعم الأساسي الذي تُقدمه المدينة يتمثل في إعانات على مساحات العمل المكتبية مُقابل وعد الشركات بالاستمرار في تشينغدو بعد تحقيقها الأرباح.

على الدول النامية التي تتطلع لجذب الاستثمارات الخارجية الاستفادة من التجربة الصينية ومراعة الاختلافات الايكلوجية والثقافية لكل منطقة، علاوة على توفير ضمانات وسياسات وقوانين جاذبة للاستثمار، فضلا عن تأسيس بنية تحتية جيدة مزودة بمختلف الخدمات الاساسية في المناطق المقترحة للاستثمار، قال مدير الادارة الافريقية بالخارجية الصينية لين سونغ تيان :"نحن شركاء وعلى كل شريك ان يقوم بواجبه على الوجه الأكمل".، وزاد:"في ثقافتنا نحن لا ننسى أبدا أصدقائنا الحقيقين، وتبقى أيدينا ممدودة لهم حالما يكونوا مستعدين".

 

 

-----------------------------------------------

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، وليس الشبكة

 

 

 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

     1   2